الثقافة الجنسية... كيف أعلم أختي أمر البلوغ والأمور الأخرى
2013-06-09 02:23:13 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
كيف أشرح لأخواتي الصغيرات عن الاحتلام والعادة السرية؟ فإحداهما بعمر 11 سنة لم تبلغ بعد، والثانية بعمر 13 سنة، حفظهما الله.
كيف أشرح لهما هذه الأمور؟ وكيف أصفها لهما، وأبين أن العادة السرية محرمة؟ وفي نفس الوقت أخشى بحديثي عن العادة السرية أن أفتح باب الفضول؟
كيف أوضح لهما الاحتلام وكيفية حدوثه؟ فأنا أشعر بأنهما لم تعيا بعد هذه الأمور؟
وجزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
نرحب بك ابنتنا الفاضلة، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، هو ولي ذلك والقادر عليه، وكم تمنينا أن تذكري المستوى والعمر حتى نستطيع أن نتفاهم وتتضح الصورة بالنسبة لنا، ونشكر لك عمومًا الاهتمام والسؤال، ونتمنى أيضًا أن تكوني في السن المناسبة حتى تستطيعي أن تشرحي لأختيك هذه المسائل، وهي من الأهمية بمكان.
هذه الأمور نشترط في مَن يُعلمها أن يكون محبوبًا، وأن يكون عالمًا بالناحية الشرعية، وأن يعلمها في إطار علمي جاد، وأن يحرص كذلك على أن يكون عفيفًا في تعليمه، وفي الألفاظ التي يستخدمها، وأعتقد أن إظهار الفرح ببلوغ البُنيات هذه المرحلة مفتاح جميل، وأن الفتاة أصبحت وردة، وأنها ينبغي أن تحافظ على نفسها، وتحافظ على عورتها، وتحافظ على نظافتها، وتصون نفسها، وتظهري لهما الفرح بذلك، ثم تبيني لهما هذا من خلال بعض الأحكام الشرعية، وأن المرأة عندما تصل لهذه المرحلة يحصل لها كذا وكذا، وهذه الأمور لها أحكام شرعية، وهي أمور خلقها الله تبارك وتعالى في المرأة لحكمٍ عظيمة.
كما نبيّن من خلال هذه المسائل كيف أن المسلمة تصون نفسها وتُبعد هذه الأماكن –العورة- عن أعين الناس، وتحرص على أن تستر نفسها، وتجتهد في نظافة أعضائها الخاصة، ونكلمها عن سنن الفطرة التي جاءت عن رسولنا – عليه صلاة الله وسلامه -.
يفضل أن يكون هذا في أسلوب علمي أو قصصي، وأهم شيء هو أن نبين لهما أنهما في هذه المرحلة إذا احتاجتا لأي سؤال أو احتاجتا لفهم أي مسألة، عليهما الرجوع إلينا، فنحن أحرص الناس على مصلحتهما.
بمعنى أن يبقى خط التواصل مفتوحاً، ومن خلال الدردشة والنقاش سيتبين لك مستوى الفهم ومستوى الوعي الذي عندهم، فإن أبناءنا وبناتنا في هذا العمر وفي هذا الزمان يعرفون كثيرًا عن هذه الأمور، لكن المهم هو كيف عرفوها، وهل عرفوا هذه الأمور بطريقة صحيحة، وعند ذلك أيضًا ينبغي أن نذكرهم بالله تبارك وتعالى، وبمراقبة الله تبارك وتعالى، وبالحرص على نظافة هذا المكان، وكيف أن هذه الأجزاء حساسة في الإنسان، وأن الفتاة ينبغي أن تصونها وتحافظ عليها، لأن هذا هو رمز عفتها ورمز سعادتها في هذه الحياة، ومن خلال هذا التعليم ومن خلال النقاش، ومن خلال الأسئلة تستطيعين أن تبني عليها، ونعتقد أن الجرعة بهذه الطريقة لأبنائنا وبناتنا كافية إذا كانوا في بداية الطريق.
أما بعد ذلك فنفتح باب الأسئلة، ثم محاورتهم عن بعض الأشياء، ثم مناقشتهم من الناحية الشرعية كواجبات الغسل، متى يغتسل الإنسان؟ ما الذي يحصل له؟ إذا حصل احتلام كيف يفعل وكيف تفعل الفتاة؟ يعني هذه أحكام شرعية نحن نعلمها لأنها على صلة بالعبادة، وعلى هامش هذا تأتي التوجيهات التربوية السديدة.
لذلك هذه المسائل يتعلمها الطفل في درجات، ومناسبة جداً هذه السن، لأنها على أبواب باب جديد وعمر جديد وهو فترة المراهقة التي يحتاجون إلى أن يعرفوا هذه الأشياء لما ينبني عليها من أحكام شرعية تتعلق بالصيام وتتعلق بالصلاة.
المهم هو أن يكون الأسلوب جميلاً، أن تكوني هادئة، أن تكوني عندهم محبوبة، أن يكون هذا في وتيرة علمية كما قلنا جادة، أن نعطيهم الثقة، ألا ننظر في وجوههم أثناء الحديث كأننا نتهمهم، فإذا راعينا هذه الضوابط فإن هذا مفتاح جيد، وأهم من هذا هو أن تبقى العلاقة مفتوحة، ونتيح لهم فرصة السؤال والاستفسار عن هذه المسائل في أي وقت، وإذا أشكل عليهم أي أمر من الأمور.
نحن سعداء بهذا الاهتمام، ونعتقد أن مجرد هذا الشعور والاهتمام هو البدايات الصحيحة، وأرجو أن تتواصلي مع موقعك إذا أردت إلى مزيد من الإرشادات، ونعتقد أنك بمضي العمر تحتاجين إلى أن تتناقشي مع الموقع في بعض الأمور في هذا الاتجاه.
احرصي دائمًا على الأمور الأساسية، على الإيمان والصلاة والصحبة الصالحة، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم الإخوان والأبناء والذرية، هو ولي ذلك والقادر عليه.