انفصل عني خطيبي ثم تبين أنه مسحور، فكيف أساعده؟

2013-05-30 02:30:51 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.


أنا فتاة مسلمة، عرفت شابا من بلدة أخرى وبعد قصة حب دامت أربع سنوات خطبنا -والحمد لله- ولكن في مرة من المرات عندما زارني أصيب بألم شديد في رأسه، بحيث أن أي نوع دواء لا يسكن الآلام، وبعدها مرض ونام بالفراش، ولم يعد يذهب للعمل، والصداع كان يلازمه، كان مرات يتصل ويقول لي أنه يحبني، وبعدها يقول لي أنه لا يريدني، ويعود ويقول لي أن أسامحه، وأنه ليس بوعيه، ودام الأمر كذلك لمدة أسبوع أو أكثر، وبعدها صدمني بقوله أنه لا يريدني، وأنه لا نصيب بيننا، وبعد أسبوعين من الانفصال تفاجأت به يتصل بي وهو ينحب ويبكي كالأطفال بأنه لم يكن بوعيه عندما حدث ما حدث، وأنه شديد الندم.

أمه تلومني أن أحدا من بيتنا قد سحره، أنا في حالة نفسية صعبة ما الذي حدث، ولا علم لي كيف أساعده ونحن منفصلان؟!


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضله/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأهلا بك أختنا الفاضلة في موقعك إسلام ويب، وإنا سعداء بتواصلك معنا في أي وقت وفي أي سؤال، ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يصرف عنه ما ألم به، وأن يؤلف بينكما على خير.

أختنا الفاضلة : الأصل في مثل هذه الأمور ابتداء المصارحة والمكاشفة بينكما، فبعض الناس عند حدوث أي خلاف بينهما يلجأ سريعا إلى هذا التفسير السهل، وقد يكون الأمر غير ذلك، فنرجو ابتداء أن يجلس أحد مع الأخ ليسأله عن الأسباب التي دفعته إلى ذلك.

هذا لا يعني أن السحر غير موجود، لا بل هو موجود وثابت، وقد نص القرآن على إثباته مبينا أن له تأثيراً واضحا، فقد قال الله جل وعز: (وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر) فبين القرآن وجوده وذكر أنه علم يتعلم فقال في نفس الآية :(فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه) فبين تعالى أنه علم، وأنه حقيق، وأن له تأثيراً ربما أدى إلى التفريق بين المرأة وزوجها، ولكن لا يكون إلا بإذن الله، كما قال تعالى: (وما هم بضارين به من أحدٍ إلا بإذن الله).

يبقى هنا أن نتحدث عن علاج المسحور في الشريعة الإسلامية، وهذا يعني أن هناك علاجا لا تقره الشريعة ولا ترضاه، وهو العلاج عن طريق السحرة والكهنة، فهذا حرام ولا يجوز، وقد قال -صلى الله عليه وسلم- : (من أتى عرّافاً فسأله لم تقبل له صلاة أربعين يوماً) أخرجه مسلم في صحيحه.

أما خطوات العلاج فهي كالتالي :
1- الإيمان الكامل بأن الشافي المعافي هو الله، ومن ثم الاستعانة به والتوكل عليه في شفاء المسحور، قال تعالى: {وإذا مرضت فهو يشفين}، وقال تعالى: {وإن يمسسك الله بضرٍ فلا كاشف له إلا هو، وإن يمسك بخير فهو على كل شيء قدير}. وعليه فيجب أن يتهيأ الأخ لذلك، بأن يقوي ثقته بالله وتوكله عليه، وأيضاً إن كان لديه بعض الأفعال المحرمة فيجب التخلص منها، خاصةً ترك الصلاة وأكل الربا، ونحوها من كبائر الذنوب؛ لأن الله جل وعلا يقول: {إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم} وقال تعالى: {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً} .

2- استحباب أن يكون الأخ على طهارة كاملة، وهذا مطلوب أيضاً من المريض، وأن يكون هو والمريض قد تحصنا بأذكار الصباح والمساء، كما ينبغي التنبيه على خلو المكان الذي سيتعالج فيه من كل محرم أو معصية ظاهرة، بحيث يكون خالياً من كل كلب لا يجوز اقتناؤه، لأنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب أو صورة أو جُنب.

بعد هذه الخطوات يقوم المعالج بقراءة هذه الآيات في إناء من ماء، ويستحسن أن يكون ماء زمزم، والآيات هي: {فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون * فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين * وألقي السحرة ساجدين * قالوا آمنا برب العالمين}، { قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين* ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون}. {ولا يفلح الساحر حيث أتى}.

ثم يصب هذا الماء على رأس المسحور مع التوكل على الله، ويمكن تكرار هذه الرقية مرات، وهي رقية حسنة مجربة، وقد يحتاج بعض المرضى بالسحر إلى أن يُقرأ عليهم القرآن، فإذا تم ذلك فمن خير ما يقرأ المعوذتان، وسورة الإخلاص، وسورة البقرة، خاصةً آية الكرسي والآيتان الأخيرتان من سورة البقرة، والآيات من قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان ... لو كانوا يعلمون }.[ البقرة : 102].

وكذلك من الرقية: أُعيذك بكلمات الله التامات من شر ما خلق (ثلاث مرات)، أعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامّة، وأعيذك بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه ومن شر عباده، ومن همزات الشياطين، وأن يحضرون، فكل هذه الأدعية ثابتة عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم –، صحيحة الأسانيد.

ونحن لا نعلم أفضل من الرقية والتعويذ بسورتي الفلق والناس، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما تعوذ بمثلهما) فالمطلوب الإكثار من الرقية بهما.

وعلى المريض والمعالج كذلك كثرة التضرع إلى الله بالدعاء، فإنه ليس شيء أكرم على الله من الدعاء، وقد قال تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان.. }.

واعلمي –حفظك الله– أن أصل العلاج بالرقية والقراءة في الماء ثابت عن نبينا صلى الله عليه وسلم، وأحاديثها مشتهرة عند أهل العلم معمولٌ بها .

وما مضى لا يمنع -أختنا الفاضلة- أن يشمل البيت كله، وأن تقومي أنت كذلك به، مع كثرة التضرع إلى الله واللجوء إليه والدعاء، فإن العبد بمأمن ما كان متصلا بالله.

والله الموفق.

www.islamweb.net