الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Mariem حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
كما تفضلت وذكرت، فإن شخصيتك تحمل سمات التدقيق والانضباط والحساسية والوساوسية، ويعرف أن هذه الشخصيات تكون أكثر ميولاً لحدوث المخاوف، وازدياد القلق، وحين يأتي القلق يكون هنالك نوع من التحليل والتفكير السلبي والتشاؤمي، حتى بالنسبة للأحداث الحياتية العادية جداً.
هذه الحالات لا نعتبرها حالات مرضية حقيقية، فهي مجرد ظواهر وسمات تمثل التكوين والأبعاد الرئيسية للشخصية، لكن في ذات الوقت نعترف تماماً أن الإنسان الذي هو على هذه الشاكلة يكون أكثر عرضة للتوتر والقلق والمخاوف والوساوس، فأريدك تفهم وضعك بدقة، وهو حسب ما شرحت لك، وأرجو أن لا تعتبري أن هذه حالة مرضية، وإنما هي نوع من النسق أو الصفات التي تلازم شخصيتك.
من المهم جداً أنه من حيث النواحي العلاجية أن لا تؤولي القلق والخوف تأويلاً سلبياً، فعندما تأتيك المخاوف عن الموت تذكري أن الأعمار بيد الله، والخوف من الموت لا يزيد من عمر الإنسان ولا ينقصه، وتذكري أن هذا الخوف هو خوف مرضي، وليس خوفاً طبيعياً، ويعني أن تواجهي الفكرة بالفكرة، وهذا النوع من الأفكار هو الذي ندعو الناس لمناقشته ومحاورته، فليست مثل الوساوس القهرية التي نحث الناس على عدم مناقشتها؛ لأن مناقشتها وتحليلها يزيد من شدتها وتهييجها، أما هذا النوع من الفكر فيجب مناقشته، وأن نضع أفكاراً وآليات لمقاومته.
من المهم الحرص على الأذكار صباحاً ومساءً، وحين يقولها الإنسان بتدبر وخشوع وإيمان يحس أنه قد زود نفسه بشحنات عظيمة من الشجاعة والطمأنينة واليقين والتوكل بأنه لن يصيبه شيء، هذا منهج يجب الحرص عليه.
الأمر الثاني: يجب تحقير الوساوس والمخاوف، وأن لا يدع الإنسان لها مجالا، وذلك من خلال حسن إدارة الوقت، والانشغال بما هو مفيد، وصرف الانتباه عنها.
ثالثا: الرتابة والتكرار والنمطية دائما تعطي الوساوس فرصة للسيطرة عليها؛ لأن الوسواس بطبيعته نمطي، ومتكرر، وروتيني، وحين تدخلي أنماطا جديدة لحياتك كأن تطوري هواية معينة لم تكوني تهتمين بها فيما مضى، وأن تقرري أن تحفظي نصف جزء من القرآن شهريا، أو تقومي مثلا بالانخراط في أي عمل خيري أو دعوي، هذا يجعلك تتفاعلين مع الحياة بصورة ايجابية وتحسين بقيمة ذاتك.
رابعا: يجب التعبير عن المشاعر، وعدم كتمانها أيا كانت هذه المشاعر؛ لأن الكتمان يؤدي إلى احتقانات وتراكمات نفسية سلبية، والتعبير عما بداخلنا من خواطر، خاصة حين تكون مشاعرنا سلبية حيال الآخرين، وطبعا الإنسان سوف يلتزم بضوابط الأدب والذوق حين يتحدث عن مواضيع كهذه.
خامسا: أريد أن تجتهدي في تمارين الاسترخاء وتطبيقها وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم: (
2136015) أوضحنا فيها كيفية تطبيق هذه التمارين، كما أن الرياضة المناسبة للفتاة المسلمة دائما جيدة وفيها فائدة كبيرة.
سادسا: أعتقد أن عقار زولفت ويعرف باسم سيرترلين سيكون مناسبا لك، ولا تترددي في تناوله، ابدئي بنصف حبة 25 مليجرام ليلا لمدة عشر أيام، ثم اجعليها حبة واحدة لمدة 3 أشهر، ثم نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.
هذا التدرج في البداية التمهيدية، ثم الانتقال للجرعة العلاجية، ثم التوقف التدريجي يعتبر هو الأفضل والأكثر علمية، ولن يؤدي أبداً لظهور أي آثار جانبية من الدواء.
أسأل الله تعالى أن ينفعك بهذا الدواء، وأرجو أن تأخذي بهذه الرزمة العلاجية المتكاملة، أي الجوانب النفسية الاجتماعية والسلوكية والدينية، وتناول الدواء، كلها يجب أن تؤخذ ككتلة واحدة، حتى تعود عليك بالنفع.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.