الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبدالعزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً على كلماتك الطيبة، وأسأل الله لك الشفاء والتوفيق والسداد.
أنت مدرك تماماً للنوبة التي أصابتك، وأنت عائد من صلاة الفجر، وهي بالفعل نوبة هرع أو هلع، وهي دائماً تأتي في أوقات غير متوقعة، وهي تهجم على الإنسان وهو المكون المعرفي الرئيسي لنوبات الهرع، وما ينتج عنها من تخوف ووسوسة مستقبلية، ويعيش الإنسان تحت وطأة ما نسميه بالقلق التوقعي.
أخي الفاضل: أتفق معك أن التجربة مفزعة، لكني أؤكد لك وبكل المقاييس العلمية أنها ليست خطيرة أبداً، ودائماً نوبة الفزع حتى وإن تكررت بعد ذلك لا تكون بالشدة التي حدثت في المرة الأولى.
يعني أن الإنسان يصبح أكثر تطبعاً مع هذه النوبات، يدركها ويعرف كيف يتعامل معها، وهذا لا يعني أن نوبات الهرع والفزع دائماً انتكاسية ومتكررة، في بعض الأحيان تكون نوبة أو نوبتين، بعد ذلك تكون هنالك إفرازات ناتجة عن هذه النوبة، وهي الخوف والقلق والوسوسة، خاصة الخوف من الموت، وهو عرض رئيسي جداً؛ لأن النوبة الثانية تعطي شعوراً قوياً بقرب المنية.
أتاني أحد الإخوة الأفاضل، وحين وصف لي نوبة الذعر التي أصابته صباحاً، قال لي بعد أن أفقت حمدت الله تعالى، وقام ونظف جسده، ورتب نفسه وتوضأ وبدأ يردد كلمة التوحيد، فيا أخي تصور قسوة هذه النوبات، وهذا الأخ يتمتع الآن بفضل الله تعالى بصحة طيبة.
أرجو أن لا تقلق حول هذا الموضوع والحالة معروفة، والحالة علاجها ليس صعباً، ووسائل علاجها أن تقتنع أنت بماهيتها وتفاصيلها ونوعيتها وكيفية التصدي لها، وأفضل طرق التصدي لها تجاهلها، وأن لا تأخذها كمكون واحد.
حاول أن تقطع أوصالها حتى النوبة التي أتتك بعد صلاة الفجر، قل: أنا كنت سائراً، والحمد لله صليت صلاتي، وإن شاء الله أني في حرز الله وحفظه، ثم أتتني هذه النوبة، والحمد لله انتهت، فلا تأخذها كمكون واحد، وهذا يساعد الإنسان ويؤدي إلى ما يعرف بفك الارتباط الشرطي، بمعنى أن لا يعيش الإنسان ذلك التوجس والخوف المستقبلي.
سيكون من الجميل جداً أن تمارس تمارين الاسترخاء ففيها فائدة كبيرة، وأعراض ما يسمى بالقولون العصابي مرتبطة بالقلق ولا شك في ذلك، ولذا تعتبر تمارين الاسترخاء مهمة، وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم (
2136015) فيها توجيهات مهمة ومفيدة، وممارسة الرياضة مهمة وضرورية.
لو تمكنت من زيارة الطبيب النفسي فهذا قطعاً سيفيدك، وإن لم تتمكن فأنت بحاجة لبعض الأدوية، ومن أفضلها عقار يعرف باسم استالوبرام، ويسمى سبرالكس تجارياً، وله مسميات أخرى في الأردن.
هناك منتج محلي ممتاز جداً، وتبدأ الجرعة بـ 5 مليجرام، أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 10 مليجرام، تناولها ليلاً لمدة 10 أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة تناولها ليلاً لمدة 4 أشهر، ثم اجعلها نصف حبة يومياً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة أسبوعين أيضاً، ثم توقف عن الدواء.
لا مانع أبداً من تدعيم السبرالكس بعقار دوجماتيل والذي يعرف باسم سلبرايد، وجرعته هي كبسولة واحدة 50 مليجرام يتم تناولها صباحاً لمدة أسبوعين، ثم نجعلها كبسولة صباحاً ومساءً لمدة شهر، ثم كبسولة واحدة صباحاً لمدة شهر، ثم تتوقف عن الدواء.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وأسأل الله لك الشفاء والتوفيق والسداد.