هل يؤثر الأنفرانيل على الجنين في أشهر الحمل الأولى؟
2013-06-19 05:20:00 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنتم آخر أمل بعد الله لطمأنتي، منذ سنتين عند زواجي جاءتني وساوس قهرية ونوبات هلع، وبدأت بأخذ الانفرانيل –والحمد لله- تحسنت حالتي، وعند إيقافه بعد سنة عاودتني الحالة، فنصحني الطبيب بإعادة أخذه، وفعلاً قمت بأخذه وكنت أتابع موضوع حملي، وكان عندي وعند زوجي مشاكل في الغدة وتكيسات ولم أتوقع الحمل، ويوم 6 أبريل كان آخر يوم دورة، فتأخرت عندي الدورة لكن لم أهتم؛ لأنها دائماً تتأخر عليّ.
قمت بالأمس -2 يونيو- بالتحاليل، وأخبرتني الطبيبة أني حامل بآخر الشهر الثاني وعمر الجنين 8 أسابيع، فأخبرتها أني آخذ دواء الانفرانيل وسألتها عن ضرر ذلك، لكن لم ترحني، فاتصلت بثلاثة أطباء كل منهم يخبرني بشيء مختلف، أحدهم قال: أنه يؤثر بتشويه الجنين، والآخر قال: لا يشوهه لكن يسبب تخلفاً عقلياً –لا سمح الله- وصيدلانية قالت: يمكن أن يجهض، وعندي أن يجهض أفضل من أن يأتي بعيب خلقي، وفي ذات الوقت أخاف عليه وأشعر أنه جزء مني وينبض.
سؤالي: هل يمكن أن يؤثر الدواء على الجنين؟ وإذا أثر، على ماذا يمكن أن يؤثر؟ ومتى يمكن أن تظهر أي أعراض عليه؟ وهل من الصعب –لا سمح الله- معرفة إذا فيه شيء بالعقل والدماغ بالسونار؟
ماذا أفعل؟ أشعر أن الكل كان ينتظر خبر حملي، والآن الكل قلق عليّ، وبدأت أرجف من الخوف على الجنين، وماهي الاحتياطات؟ هل يمكن معرفة إذا كانت هناك مشكلة من مقاسات الطفل وحجمه؟ أريحوني أراحكم الله، هل أجهضه؟ هل أرسل لكم صور السونار؟ أخاف أن لا يكتشف الأطباء شيئاً في السونار.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريناد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أولاً أسأل الله تعالى أن يرزقك الذرية الصالحة كاملة الخلْق والخُلق، وأود أن أطمئنك تمامًا، والكلام الذي أقوله لك مبني على أسانيد علمية وتجارب عملية، وأنا أقول لك وبكل شجاعة ومصداقية أن الأنفرانيل دواء سليم أثناء الحمل، هذا متفق عليه ومُجمع عليه، ولا أحد يستطيع أن يقول كلامًا علميًا غير هذا.
هذا لا يعني أننا دائمًا نوصي باستعمال هذه الأدوية أثناء الحمل، إذا كانت هناك ضرورة لاستعمالها فيجب أن يتم تخير الدواء الصحيح، وقطعًا الأنفرانيل وكذلك التفرانيل والإميتربتالين والبروزاك هي مضادات الاكتئاب السليمة أثناء الحمل، حتى في مرحلة تخليق الأجنة –وهي الأربعة أشهر الأولى-، فأرجو أن تطمئني تمامًا، وأبعدي الوساوس والخوف عنك، واسألي الله تعالى أن يثبتك وأن يبعث الطمأنينة في قلبك، وأن يرزقك الذرية الصالحة.
هذا هو المطلوب، لا تدخلي في هذه الوساوس حول عقل الطفل ودماغه وتكوينه، وقد آلمني كثيرًا تفكيرك في الإجهاض، هذا الكلام كله لا داعي له، أنا أقدر مخاوفك، وأقدر تمامًا أن الطفل إذا وُلد بتشوهات خلقية هذا يسبب الكثير من المتاعب للوالدين، وإن كان الصبر وقبول البلاء هو المبدأ.
المطلوب منك الآن هو الآتي:
أولاً: أن تطمئني، وتقوي ثقتك بالله وأن تحسني الظن به تعالى، وأن تسأليه أن يرزقك طفلاً صالحًا.
ثانيًا: اذهبي لطبيبة النساء والوالدة، وقومي بإجراء المتابعات المعروفة في مثل هذه المرحلة، هنالك برامج للمتابعة معروفة جدًّا، وهي أن تقوم الحامل بعمل تصوير الموجات الصوتية، وهذا أصبح فحصًا بسيطًاً وسهلاً، ولا تحتاجين أبدًا لعمل صور (السونار)، وما تقوله لك الطبيبة كاف جدًّا، وهنالك فحوصات أخرى: معرفة نسبة الدم، ومعرفة نسبة السكر، وضغط الدم وغيرها، هذه كلها فحوصات روتينية تتم من خلال المتابعة.
الآن في مراحل الحمل الأولى، هناك توجه بأن تتناول الحامل حبوب حمض الفوليك، هذه مهمة جدًّا، وأصبحت جزءًا من البرتوكول العلاجي، ويجب أن يتم ذلك في الأسابيع الأولى للحمل، أنت الآن في الأسبوع الثامن، وإن كنت لم تبدئي هذه الحبوب فأرجو أن تذهبي إلى الطبيبة، وقطعًا سوف تقوم الطبيبة بإعطائك هذا الدواء.
أرجو أن تطمئني، ومن جانبي أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.