الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
تحسس نبضات القلب من خلال مراقبة ضخ الدم في الشرايين ظاهرة معروفة جدًّا، والأشخاص الذين لديهم درجة من القلق والتوتر لديهم حساسية شديدة نحو هذا الموضوع، للدرجة التي قد تُدخلهم في أوهام مرضية.
الذي حدث - أيها الفاضل الكريم – هو أنك كنت تسمع لنبضات القلب، وحين انقطعت هذه النبضات أو لم تكن منتظمة أصابك قلق شديد بأن شيئًا قد حدث لقلبك، وقطعًا الإنسان يخاف على قلبه، لأن القلب هو مركز الحياة - على الأقل من الناحية التشريحية - وبدأتَ توسوس في الأمر بصورة سلبية جدًّا، وقطعًا قلبك لم يتوقف ولم يتغير نبضه، لكن الطريقة التي كنت تستمع أو تراقب فيها نبضات القلب ليست طريقة علمية، ولا طريقة صحيحة.
بعد ذلك تولدت لديك حالة نسميها بنوبة الهرع حيث يصاب الإنسان بشعور غريب - كما ذكرت - واختناق شديد، وضيق في الصدر، والبعض قد يُصاب بالتعرق وخفة في الرأس، وقد يصل الأمر ببعض الناس بالشعور بدنو الأجل.
هذه الحالة - أيها الفاضل الكريم - التي أصابتك نسميها بنوبة الهرع، أو الهلع، أو الفزع، وهو نوع من القلق النفسي الحاد، وفي حالتك من الواضح أن سببه سوء التأويل الذي مررت به حول نبضات القلب، وأن القلب قد توقف.
بعد أن أتتك هذه النوبة خفت الأمور، وقطعًا أصبحت أفضل، لكن بدأ بعد ذلك ما نسميه بالقلق الوسواسي التوقعي، أصبحت تعاني كما ذكرتَ من القلق، من التوترات، من المخاوف، وهذه الحالة - أو هذا الوضع - وليد من النوبة التي أصابتك، وربما تكون أصلاً شخصيتك حساسة وتحمل بعض سمات القلق.
إذن الحالة التي تعاني منها نسميها بـ (قلق المخاوف) مع بعض الجوانب الوسواسية، وهي حالة بسيطة جدًّا، تعالج من خلال التجاهل، ومن خلال تفهم طبيعة ما حدث لك، لذا كنتُ حريصًا أن نوضح لك ما حدث، وحتى إن كان بصورة مختصرة، لكن إذا تدبرته وتأملت فيه سوف تصل قناعاتك إلى أنك في صحة جيدة وممتازة، وأن هذه مجرد مخاوف قلقية.
إذن تفهم الحالة وبعد ذلك تجاهل ما حدث هو الخط العلاج الأول. أن تعيش حياة صحية بأن تمارس الرياضة، وأن تعبر عمّا بداخلك، وأن تأخذ قسطًا كافيًا من الراحة، وأن تتواصل اجتماعيًا، وأن تجتهد في دراستك، وأن تكون حريصًا على العبادة والتقرب إلى الله تعالى. هذا يعطيك شعورًا بالأمان، وأنك في صحة نفسية وجسدية جيدة.
العلاج الدوائي سوفي يساعدك إن شاء الله تعالى، وهنالك عقار يعرف علميًا باسم (سيرترين) ويسمى تجاريًا باسم (زولفت) أو (لسترال)، يمكنك أن تتناوله نصف حبة (خمسة وعشرين مليجرامًا) تناولها ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة - أي خمسين مليجرامًا - واستمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء.
الدواء سليم، وجرعتك هي جرعة صغيرة وبسيطة جدًّا، حيث إن هذا الدواء يمكن تناوله حتى أربع حبات في اليوم.
وللفائدة انظر علاج الهلع سلوكيا: (
278994)، كما ننصحك باستعمال الرقية الشرعية: (
237993-
236492-
247326)؛ فإنها تفيد في انشراح الصدر وطمأنينة القلب.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.