ما أسباب الولادة المبكرة؟
2013-07-17 10:14:47 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
كنت حاملا ونزلت كدرة في الشهر الثاني، أخذت حبوبا مثبتة (دوفاستين) وإبرا مثبتة، وكنت أراجع الدكتورة وكل شيء سليم، بداية من الشهر الرابع أوقفت الدكتورة مثبت الحمل، وصرفت لي كالسيوم وحديد، ثم بداية الأسبوع الأول في الشهر الخامس نزلت إفرازات لونها أصفر، ثم انسكب ماء الجنين، أدخلت المستشفى لمدة أسبوع وأخذت مضادا، بعدها جاءني ألم المخاض وحصلت ولادة مبكرة، الحمد لله على كل حال.
المشكلة: لا تذكر الدكتورة أي سبب يذكر، هل لي من معرفة السبب في ذلك؟ ومتى يتهيأ الرحم لحمل جديد؟ علما بأن نفسيتي متعبة جدا، أرجو أن أجد الحل.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Asas حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
متابعة الحمل باتت من الأمور شديدة الأهمية؛ لأن الإجهاض يحدث لأسباب تتعلق بالأم وأسباب أخرى تتعلق بالجنين، واكتشاف هذه الأسباب مبكرا وعلاجها يساعد كثيرا على تجنب الإجهاض في الأشهر الأولى من الحمل، وفي حالات كثيرة يحدث نزيف مهبلي في بداية الحمل كما حدث معك، وتقريبا نصف عدد الحالات التي يحدث فيها نزيف يتوقف النزيف ويستكملن الحمل طبيعيا، والنصف الآخر ينتهي النزيف بالإجهاض، ولكن الأسباب الأكثر شيوعا تتلخص في الآتي:
- عيوب خلقية في الجنين وهو: خلل في الكرُومُوسُوم الوراثية المكونة للجنين؛ وبالتالي ينتج جنين مشوه غير قابل للحياة فيحدث الإجهاض، وهذه نعمة من الله؛ لأن ولادة طفل مشوه يؤدي إلى أعباء كثيرة على الأسرة وعلى المجتمع، ولذلك يجب أن نتقبل حالة الإجهاض بقليل من العقل لا بالعاطفة، ونحمد الله دائما على عطاءه، وفي الحديث الشريف قالَ رَسُولُ اللهِ: (عَجَبًا لأَمْرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ وليسَ ذلكَ لأَحَدٍ إلا للمُؤْمنِ إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكان خَيرًا لهُ وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكان خَيرًا لهُ) رواهُ مُسْلِمٌ .
- هناك أسباب تتعلق بضعف بطانة الرحم، وكذلك عيوب خلقية بالرحم، الأورام الليفية، ضعف عضلة عنق الرحم، النمو غير الطبيعي للمشيمة، وهناك أمراض تصيب الأم تتضمن مرض سكر الحمل، الارتفاع الحاد في ضغط الدم، أمراض الكلى، أمراض الغدة الدرقية سواء زيادة أو نقص إفراز الغدة الدرقية، ولذلك تعتبر العناية الطبية للسيدة قبل حدوث الحمل هامة؛ لأنها تكشف تلك الأمراض ويتم معالجتها أو التحكم بها قبل حدوث حمل.
وهناك بعض الأدوية التي قد تؤدي عند تناولها إلى حدوث الإجهاض، ولكن هذا السبب قليل الأهمية في ظل حرص الأطباء على الابتعاد عن الأدوية المسببة للإجهاض، ومن بين هذه الأدوية: الكافيين، الكحوليات، والأدوية الطاردة للديدان.
وللوقاية من الإجهاض هناك بعض الأشياء التي يجب أن تقوم بها السيدة الحامل مثل: الاهتمام بالعناية الطبية، والمتابعة للحمل، وتجنب النيكوتين والكحوليات أثناء فترة الحمل، وتجنب الكافيين الزائد قدر المستطاع (القهوة، الشاي، الكولا) والسيطرة على ارتفاع ضغط الدم والسكر وعلاجهما، والعلاج السريع لأي التهابات بكتيرية أو فيروسية قد تحدث أثناء الحمل.
مع أخذ المثبتات في حالة ضعف بطانة الرحم، والإقلال من الجماع أو تجنبه في الأشهر الثلاثة الأولى بعد تجربة الإجهاض والانتظار لمدة 6 أشهر بعد الإجهاض أو الولادة المبكرة حتى يمكن بناء بطانة الرحم جيدا، ويمكن في هذه الفترة أخذ حبوب (دوفاستون Duphaston) 10 مج من اليوم ال 16 من بداية الدورة، وحتى اليوم ال 26 من بدايتها، وهي: هرمون يقوي بطانة الرحم ويساعد على الانزراع الجيد للبويضة المخصبة، وعند التوقف تنزل الدورة ويتم تكرار هذا الدواء لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر مع استخدام العازل الطبي في تلك الفترة لراحة الجسم من الأدوية والهرمونات غير الضرورية.
وفقكم الله لما فيه الخير.