أشعر بأن ابنتي منبوذة ممن حولها، فهل هناك حل أم أنه ابتلاء؟
2013-07-20 07:34:43 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
ابنتي عمرها 5 سنوات ونصف، مشكلتها أن جميع الأطفال يكرهونها، ولا يطيقون اللعب معها، ودائما يستحقرونها، مع العلم أنها لا تضرب، ولا تعتدي عليهم، بل على العكس هي دائما تشاركهم ألعابها وأغراضها، ولما أنجبت طفلتي الثانية؛ أصبح الأطفال يكرهونها كما يكرهون أختها الكبرى، مع أن عمرها لا يتجاوز الثمانية أشهر، لدرجة أنهم يدخلون معها لغرفتها، ويرفضون أن تلعب معهم، مع أنها ألعابها، ودائما يستهزؤون بشكلها وبملابسها، مع أني أنتقي لها أجمل الملابس.
حاولت بشتى الطرق أن أشتري لهم الهدايا والألعاب، ولم يفد ذلك بشيء، فإذا أحضرت الحلوى أو الشوكلاتة جلسوا معها حتى تعطيهم، ثم يتركونها.
شخصية طفلتي أصبحت ضعيفة ومهزوزة جدا، تعودت على الإهانة والذل، وأنا دائما أتحسر على حالها، ولدي قناعة أنها لن تستطيع مصادقة أحد بالمدرسة؛ لأن شخصيتها أصبحت تميل للخوف، وأصبحت تشعر بأن الجميع سيرفضها، كما أني شبه مقتنعة بأنها ستلقى نفس التعامل بالمدرسة، ولا أعلم هل هي عقوبة من ربي أو أنه ابتلاء؟ فأنا لا أرى أن طفلتي تختلف عن الباقين، وخاصة أني أرى بعض الأطفال يضربون غيرهم، ويتعدون عليهم، ثم تراهم يلعبون سويا، وكأن شيئا لم يكن، أما ابنتي فلا أحد يريدها من لحظة دخولها المكان.
أرجو الرد علي، فقد بدأت أكره الزيارات لأهلي أو لأهل زوجي، لعلمي بما ستتعرض له ابنتي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك على السؤال وعلى الكتابة إلينا.
لا تستغربي - أختي الفاضلة -، فقد لا أوافقك على الكثير مما ورد في سؤالك عن ابنتك الصغيرة، فمن الصعب أن نقول عن طفلة في هذا العمر الصغير أنها " شخصية ضعيفة ومهزوزة جدا " فنحن بهذا نعزز عندها هذه الصفات، ونوجهها - وبحسن القصد منا - على الوصول لهذا الحال الذي نخشاه. وكيف نقول أن " جميع الأطفال يكرهونها، ولا يطيقون اللعب معها، ودائما يستحقرونها..."؟
كيف يمكن لأطفال صغار أن يكرهوا طفلة صغيرة في الخامسة والنصف، وكيف يكرهون أختها التي لم تتجاوز الثمانية أشهر من العمر؟!
من الواضح أنك قلقة على ابنتيك، وكما ذكرت أن هذه معاناتك، فأنت مأجورة على اهتمامك هذا، وعلى حرصك على سلامة أطفالك. ولكن...، لا بد من تغيير هذه النظر إلى الطفلتين، والعمل على رؤية الجوانب الإيجابية عندهما، بدل التركيز على السلبيات.
هل تعلمين أيتها - الأم الفاضة - أننا نحصّل من أطفالنا ما نتوقعه منهم، فإن توقعنا السعادة والنجاح، فسيصلون للسعادة والنجاح، وإن توقعنا غير ذلك فهذا ما سنحصله في نهاية المطاف.
حاولي في هذه الأسابيع القادمة أن تري، وتعززي، وتشجعي أي خطوة إيجابية في الطريق الصحيح، مهما كانت صغيرة، فإذا لعبت ابنتك مع صديقة أو طفلة أخرى، ولو لدقائق، فعززي عندها هذا، وأبدي سعادتك بهذا السلوك، وما هو إلا وقت قصير حتى ترين الطفلة تنسجم، وتضحك، وتلعب مع الأطفال الآخرين.
وكل الذي عليك كأم وكمربية هو أن تعملي على إتاحة الفرص الطبيعية لالتقاء طفلتيك بالأطفال الآخرين في جوّ آمن ومريح، ولا تخشي على الأطفال، فالله تعالى قد وضع فيهم قدرة عالية على التكيّف مع الأطفال ومع الحياة بشكل عام، إلا أننا نحن الكبار نضع أحيانا أمامهم الموانع والعقبات المادية أو المعنوية، ونخيفهم، مما يجعلهم يترددون ويشكون في إمكاناتهم وفطرتهم السليمة، والرسول الكريم يقول " كل مولود يولد على الفطرة فأبواه..."
وعلى فكرة لم أقرأ في سؤالك شيئا عن والد الطفلتين الذي أتمنى أن يكون بخير - إن شاء الله -، ويمكن أن يلعب دورا كبيرا في تربية وتوجيه الطفلتين.
وفقك الله وأقرّ عيونكم بطفلتيكم.