أفشل في خطبة أي فتاة ولو بعد الموافقة، فهل أنا مسحور؟
2013-07-22 04:20:47 | إسلام ويب
السؤال:
أنا شاب عمري 27 عاما، تقدمت لخطبة فتاة وأنا في سن 20، ولكن رفضوني، وبعدها خطبت أكثر من 6 فتيات وكلها فشلت.
في البداية يكون جواب أهل الفتاة بالموافقة، ثم بعد ذلك يرفضون، وكل مرة يكون السبب مختلفا، مرة بحجة إكمال دراسة الفتاة، ومرة يكون ابن عم الفتاة السبب .. إلخ، هل يمكن أن أكون مسحورا؟ وما رأي حضرتكم: أنا الآن مصاب بالاكتئاب بسبب ذلك؟
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ييسر أمرك، وأن يمُنَّ عليك بزوجة صالحة طيبة مباركة تكون عونًا لك على طاعته ورضاه، كما نسأله تبارك وتعالى أن يصرف عنك كيد شياطين الإنس والجن، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد في رسالتك -أخي الكريم الفاضل– فأحب أن أقدم لك مقدمة لعلها تطمئن قلبك وتُدخل إلى نفسك السكينة والأمن والرضا.
إن من أركان الإيمان -أخي الكريم الفاضل محمود– الإيمان بالقضاء والقدر، ومعنى القضاء والقدر: أن الله تبارك وتعالى قدّر كل شيء قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، كما ورد ذلك في السنة، حيث إن النبي -صلى الله عليه وسلم– قال: (إن الله قدّر المقادير قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة) ومن هذه المقادير ما يتعلق بالزواج، والطلاق، والأولاد، والأموال، والغنى، والفقر، والصحة، والجمال، وغير ذلك من الأمور التي نعيشها نحن في حياتنا اليومية، هذه كلها أمور قد فرغ منها مولانا وانتهى قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، ومعنى ذلك أن الذي قدره الله تبارك وتعالى فلابد أن يقع لا محالة؛ لأنه ليس في مقدور أي كائن من الملائكة أو بني آدم أو الجن أن يغيّر قضاء الله إلا بالرجوع إلى الله تبارك وتعالى جل وعلا.
فإذا كانت هذه الأخت أو غيرها من نصيبك فثق وتأكد أنها ستكون لك، مهما حدثت هناك عقبات، ومهما كان هناك رفض متكرر؛ إلا أن الأمر ينبغي أن يكون في حدوده المعقولة والطبيعية، فرجل تم رفضه –مثلاً- عدة مرات لا ينبغي عليه أن يُريق ماء وجهه ليظل يُذل نفسه أمام أسرة لا ترغب في أن ترتبط به؛ لأن المسلم له كرامة ينبغي أن يحافظ عليها، وأنت ما دمت قد تقدمت لهذه الفتاة أكثر من مرة وأهلها رفضوك فاعلم أنها ليست لك، ما دمت قد استخرت الله تبارك وتعالى في أول الأمر وتقدمت إليها ورفضك أهلها أكثر من مرة، فهذا هو عنوان الاستخارة، بأن صرفك الله عنها، وينبغي أن تصرف نظرك عنها، فأنا أرى أن تصرف النظر عنها، وثق وتأكد أنها إذا كانت من نصيبك فسوف ييسر الله لك الوصول إليها حتى بدون أي مجهود منك، يعني قد يأتي والدها أو أقرب الناس إليها ليعرضها عليك، وهذا حدث، فعمر -رضي الله تعالى عنه– عرض ابنته على الصحابة –رضي الله تعالى عنهم– في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم–.
فإذن هذا قدر الله تعالى، فينبغي عليك أن تعلم أن على المسلم أن يأخذ بالأسباب المعقولة، يعني ذهبت إلى أسرة مرة، مرتين، ثلاثا، أربعا، خمس مرات أعتقد أن هذا كاف جدًّا في وصول رسالة بالرفض المطلق، في تلك الحالة أنا أصرف النظر عنها وأتقدم إلى غيرها، ولكن أين تكون المشكلة؟ تكون المشكلة لو أني تقدمت لأكثر من فتاة ولم أوفق، ففعلاً كلما ذهبتُ إلى فتاة وأردتُ أن أخطبها بصدق، ولعلي تكلمتُ مع وليِّ أمرها والتقينا ورأينا بعضنا بعضًا، ورأيتُها في حضرة أهلها، وتكلمتُ معها في حضور ولي أمرها، ثم بعد ذلك يأتي الرفض، في تلك الحال أقول: نعم إن هذا الأمر قد يُثير بعض الشك أو الريبة، وفي تلك الحالة أقول: لا مانع من البحث عن الرقية الشرعية؛ لأنك تقول: هل من الممكن أن تكون مسحورًا؟ أقول: نعم من الممكن، لا يستبعد أن يكون هناك من قام بعمل سحر لك حتى لا تتزوج؛ لأنه يريد أن يعطل حياتك، أو إنسان يريد أن يتقدم لفتاة وأنت تقدمت قبله، أو كانت قريبة منك، المهم لسبب أو لآخر قد تحدث قضية السحر.
والحمد لله أن الله تبارك وتعالى جعل لكل شيء دواء، كما أخبر النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم– فالذي أنصحك به أن تستعمل الرقية الشرعية، تستطيع أن ترقي نفسك بنفسك، إن كانت لديك القدرة على ذلك، وإن لم يتيسر لك ذلك فمن الممكن أن تستعين بأحد الرقاة الشرعيين الثقات الذين يقومون بعمل الرقية لك، لعل الله تبارك وتعالى أن يُخرجك من هذا المنعطف الذي أدى إلى إصابتك بالاكتئاب وغير ذلك، وأنا معك في ذلك.
لذا أرى الرقية الشرعية وهي الحل الأمثل، مع الدعاء والإلحاح على الله تبارك وتعالى، وتستطيع أنت أن ترقي نفسك بنفسك، لو كتبت في موقع البحث جوجل (الرقية الشرعية) سوف تظهر أمامك عشرات المواقع التي تتكلم عن الآيات والأحاديث المستعملة في الرقية، وعن كيفية الرقية إلى غير ذلك.
فمن السهل أن تقوم أنت بذلك بنفسك، وأنا أنصح أن تجرب بنفسك أولاً، فإن تيسرت الأمور وذهبت عنك هذه الكآبة وتقدمت لإحداهنَّ وتم قبولك فالحمد لله أن الله عافاك، وإن ظل الأمر على ما هو عليه فلا مانع من الاستعانة بأحد الرقاة الشرعيين، ولذلك أنصحك أولاً بعمل الرقية.
ثانيًا: أنصحك بالمحافظة على الصلاة في أوقاتها.
ثالثًا: أنصحك بالمحافظة على أذكار ما بعد الصلاة.
رابعًا: أنصحك بالمحافظة على أذكار الصباح والمساء بقوة وبحزم والتزام يومي، خاصة (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات مساءً ومثلها ليلاً، كذلك (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) ثلاث مرات مساءً ومثلها ليلاً، كذلك التهليلات المائة (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) مائة مرة صباحًا ومائة مرة مساء.
كذلك الدعاء والإلحاح على الله تبارك وتعالى أن يشفيك الله عز وجل، وأن ييسر أمرك، كذلك أنصحك بأن تكون على وضوء معظم الوقت، وأن تُكثر من الاستعاذة، وأن تكثر من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم– وأن تكثر من قراءة آية الكرسي، كما أنصحك بالاستماع إلى الرقية الشرعية للشيخ محمد جبريل، وهي موجودة مسجلة صوتيًا، أيضًا إذا كتبت في موقع البحث (الرقية الشرعية للشيخ محمد جبريل) سوف تظهر أمامك، وبإذن الله تعالى سوف تُحل هذه العقدة، وسوف يمُنُّ الله عز وجل عليك بزوجة صالحة طيبة مباركة، ويعوضك الله عمَّا فقدت خيرًا، فأبشر بفرج من الله قريب، والتزم ما ذكرته لك، واطلب من والديك الدعاء لك، وإني لأدعو الله أن ييسر أمرك عاجلاً غير آجل.
هذا وبالله التوفيق.