لدي مشاكل في الأكل والاستفراغ والهضم سببت توترا وقلقا.
2013-08-05 04:33:41 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبلغ من العمر 20 عاما، قبل سنتين جاءني الاستفراغ لكن أمسكت نفسي؛ لأنه كان عندي خوف من الاستفراغ، ومكثت ما يقارب 5 دقائق وبعدها أتتني حالة أول مرة تأتيني؛ أصبح جسمي ينتفض ولم أقدر على تمالك نفسي، وأتى أهلي وأمسكوني على السرير لتخفيف النوبة، وبعدها نزل وزني نزولا عجيبا من قلة الأكل وخوف الأكل أمام الناس أو حولي صوت عالي أو أطفال، دائما أطرح على السرير وأطفئ الأنوار لأنها تزعجني إلى أن أحس أني هضمت، وأبدأ بالتحرك والخروج من البيت.
أصبحت أعاني الخوف والقلق والتوتر، والخوف من القولون الهضمي والعصبي، ولدي مشاكل بعد الأكل: حرارة في المريء، تشنجات أجلس لساعتين أو ثلاث ساعات لأرتاح من بطني.
ذهبت لدكتور باطنية عملت جميع الفحوصات للبطن، ولكن لم أطلع بنتيجة، قالوا لي: بطنك سليم، وذهبت للدكتور النفسي وأعطاني دواء (بروكسات 20)، ذهبت حالات الخوف والقلق والتوتر خلال فترة العلاج، وبعدما تركت العلاج بعد شهر عادت الأعراض: الخوف والقلق والتوتر، والخوف من الأكل (خوف شديد جدا).
جلست سنة كاملة على هذا الحال -والحمد لله والشكر- ورجعت مرة أخرى للدكتور النفسي وأعطاني (سبراليكس 10 ملجم) و(إنديرال 40 ملجم) سبرالكيس حبة كل 24 ساعة، إنديرال نصف حبة في النهار ونصف حبة في الليل.
أحس بتحسن طفيف من ناحية الخوف والقلق والتوتر؛ لكن بطني كما هي في الهضم معاناة غير طبيعية!!!
وقبل أن أذهب للدكتور النفسي ذهبت لدكتور باطنية مختص وأعطاني علاجين وهما (فيرين لتهيجات القولون) و(protexin balance) ولم أر أي نتيجة منهما، استخدمتها مدة 15 يوما.
أرجو المساعدة؛ لأني تعبت بصراحة خلال سنتين لم أرجع كما كنت سابقا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
حالتك من الواضح أنها نوع من قلق المخاوف، والأعراض الجسدية لديك واضحة جدًّا، ومثل حالتك هذه يحب البعض أن يسميها حالة نفسوجسدية، وأكثر الأجهزة الجسمية التي تتأثر بالقلق والتوترات هي الجهاز الهضمي، وعلى وجه الخصوص القولون، لذا نجد كلمة (القولون العصبي أو العصابي) وكلمة العصابي أعتقد أنها أكثر دقة؛ لأنها تعني: الناتج من القلق والتوتر.
دراسات كثيرة جدًّا أشارت أن المضادات للقلق والاكتئاب والمحسنة للمزاج، والتي تزيل المخاوف هي أدوية ممتازة جدًّا لعلاج هذه الحالة، لكن قطعًا الدواء لوحده لا يكفي.
عقار سبرالكس دواء متميز وممتاز، الطبيب أحسن الاختيار، في بعض الحالات جرعة العشرة مليجرام قد لا تكون كافية، فأنا أرى أن تستشير طبيبك حول رفع الجرعة؛ لأن معظم الحالات تتطلب جرعة عشرين مليجرامًا، يتم تناولها يوميًا لمدة ثلاثة أشهر (مثلاً) بعد ذلك يمكن أن تخفض الجرعة إلى عشرة مليجرام يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم تجعلها خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهر (مثلاً) ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.
من الأدوية التي تفيد جدًّا في مثل حالتك أيضًا عقار (دوجماتيل) والذي يعرف باسم (سلبرايد) أو عقار (فلوناكسول) والذي يعرف علميًا باسم (فلوبنتكسول) لو أضيف أحدهما سوف يزيد من فعالية السبرالكس، وإن شاء الله تعالى سوف تحس بتحسن كبير.
أنا أريدك أيضًا أن تعطي الجوانب السلوكية أهمية كبيرة، والجوانب السلوكية يجب أن تشتمل على: أن تكون إيجابيًا في تفكيرك، أن تكون فعّالاً في حياتك، أن تدير وقتك بصورة صحيحة، وأن تُحسن التواصل الاجتماعي، وأن تطور نفسك، تطوير النفس مهم، الطالب يجب أن يزيد من اطلاعاته، العامل يجب أن يزيد من مهاراته، التاجر أيضًا يجب أن يزيد من الطرق التي تطور عمله (وهكذا).
فإذن من أفضل الأشياء التي تؤهل الإنسان نفسيًا وفكريًا وتقلص من الأعراض النفسية؛ خاصة أعراض القلق والتوترات هي: التطور النفسي المهني الذاتي، وهذا الآن أصبح لب وجوهر العلاج النفسي.
كثير من الناس يكون لديهم أعراض بسيطة مثل أعراضك هذه، لكنها تعطل حياتهم؛ لأنهم اقتادوا لمشاعرهم السلبية واتبعوها، أو انقادوا لأفكارهم السلبية، لكن الذي يقاوم ويدفع نفسه ويصر على الإنجاز ويزود نفسه بالمهارات لا شك أنه سوف يعالج نفسه بصورة صحيحة، فأرجو -أيها الفاضل الكريم- أن تنتهج هذا المنهج؛ لأنه المنهج الحديث المنهج المطلوب، ولا تخف من الفشل، وحقًّا لا يوجد فشل، نعم في بعض الأحيان يكون هنالك عدم نجاح، وعدم النجاح يتطلب أن نحاول مرة أخرى وأخرى حتى أنجح، وهذا مطلوب في حياة الشباب، وقطعًا أنت لديك طاقات كثيرة، طاقات نفسية، جسدية، فكرية، فيجب أن تستفيد منها حقًّا.
الرياضة يجب أن تأخذ حيزًا كبيرًا في حياتك، عرض القولون العصابي يستفيد كثيرًا من الرياضة، وأيضًا النوم المبكر ذو فائدة كبيرة جدًّا، وقطعًا أن تعيش حياة صحية بصفة عامة خاصة فيما يتعلق بترتيب الغذاء، هذا أيضًا سوف يكون له عائد إيجابي كبير عليك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.