مررت بفشل في الدراسة وفي الخطوبة، ما نصيحتكم؟

2013-08-04 06:22:00 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..

أولاً: أود أن أشكركم جزيل الشكر على إتاحة الفرصة لنا للاستشارة.

هذه الأيام أصبحت أعاني من اكتئاب وحزن شديدين، بفعل أني رسبت 3 مرات من الجامعة وطردت، لكن لم يتوقف الأمر هكذا، بل اضطررت للكذب على جميع عائلتي، وأخبرتهم أني لم أعد أود الدراسة، وبقيت في البيت لمدة عامين، وبعد ذلك -ولله الحمد- رجعت وأكملت دراستي في مجال معين، وأنا الآن على وشك التخرج، لكن المشكلة أنا محتارة من أحاديث وأقاويل عائلتي، صحيح أني لم أخبرهم الحقيقة، لكن كل مرة يقولون: لماذا ذاك يشتغل وأنت لا؟ وبصراحة تعبت من المقارنة بيني وبين الآخرين، ووصلت لدرجة الاكتئاب، ولا سيما بعد فشل خطبتي مرتين، وتعبي من البحث عن الوظيفة لمدة 5 سنوات، ولم يكن هناك فائدة، يئست من حياتي وطلبت الله كثيراً أن يفرج كربتي، محتارة ماذا أفعل، لا سيما أني أواجه مشاكل كثيرة هذه الأيام، وأضحيت أفكر بالانتحار، ما نصيحتكم لي -بارك الله فيكم-؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ طالبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكراً لك على التواصل معنا والفضفضة إلينا، وعلى شكرك على خدمات هذا الموقع.

بذكائك ومعرفتك الواضحة من خلال تفاصيل سؤالك، لا تحتاجين مني أن أذكر لك موقف الإسلام من الانتحار وإيذاء الذات، فأنا أعتقد أنك أذكى من هذا.

لا شك أن ما ذكرته في سؤالك يشير لظروف صعبة جداً، ويمكن أن يُشعر أي بنت أخرى بما شعرت به من الحزن والاكتئاب، لكن علينا النظر للمستقبل، وعدم التوقف عند الماضي، طبعا مع تعلم الدروس والعبر، ما تم قد تمّ، -وما شاء الله- عليك فبالرغم من كل الصعوبات، وبالرغم من الانقطاع عن الدراسة لمدة سنتين، فقد استطعت تغيير الدراسة والمتابعة، وها أنت على وشك التخرج، ولا يشير هذا إلا إلى قدرة عالية على التصميم والإرادة، والرغبة بالتحصيل العلمي، وتذكري بأن صعوبات إيجاد عمل أو وظيفة أنه أمر شائع في كل البلاد، وكون الأمر صعب إلا أنه غير مستحيل أن تجدي عملاً مناسباً ترتاحين له.

وفيما إذا أردت الآن أن تخبري أهلك بحقيقة ما حدث أو لا، فهذا الأمر تابع لك، ولكن ما الهدف من هذا؟ فطالما أنت على وشك التخرج، فمعظم الأهل هذا أقصى ما يتمنونه لأولادهم، ويمكن أن تبقي الحال كما هو، وتتابعي التخرج والبحث عن العمل.

نعم، -وكما ذكرتِ- فإن مما يزعج الإنسان كثيراً أن يقارنه أهله بالناس الآخرين، وربما مما يمكن أن يعينك هنا هو أن تكون لديك استراتيجية للتعامل مع هذه المواقف من المقارنات، عندما يقول أحدهم كلاماً لا ترتاحين له، ومنها مثلاً أن تسألي نفسك "هل هذه مشكلتي أو مشكلتهم؟" ففي الغالب هي مشكلتهم، فلماذا تشغلين بالك بهذا طالما هذه فكرتهم ومشكلتهم؟!

وبعد أن تصلحي علاقتك بنفسك، نعم علاقتك بنفسك، ستجدين أن كل شيء آخر بدأ ينحلّ، من دراسة وخطبة وزواج وغيرها، فنجاح الإنسان يبدأ عادة من أعماق نفسه، فالنجاح شروط نفسية وموقف نجاح قبل أن يتحقق في واقع الحياة، والرسول الحبيب يقول لنا: (تفاءلوا بالخير تجدوه)، والله تعالى يقول معلما لناً: {إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم}.

ومن أجل أن تصلحي علاقتك بنفسك، فإن أول ما تقومين به، هو أن تبدئي "بحب" هذه النفس التي بين جنبيك، وأن تتقبليها كما هي، وبغض النظر عما حدث في الماضي، وترك الماضي هو من أحد فوائد التوبة، فالإنسان بعد التوبة النصوح، يعزم على تحسين الحال، والاستمرار في طريق الحياة بهمة ونشاط.

قومي بدراستك وأنشطتك بهمة ونشاط، وارعي نفسك بكل جوانبها وخاصة نمط الحياة، من الصلاة والتغذية والنوم والأنشطة الرياضية، وغيرها مما له علاقة بأنماط الحياة، وأعطي نفسك بعض الوقت لتبدئي تقدّري نفسك وشخصيتك، وبذلك ستشعرين بأنك أصبحت أكثر إيجابية مع نفسك وحياتك، ولهذا يقول لنا الله تعالى: {ولقد كرمنا بني آدم} فنحن مكرّمون عند الله، وقد قال الله تعالى لنا هذا ليشعرنا بقيمتنا الذاتية، والتي هي رأس مال أي إنسان للتعامل الإيجابي مع هذه الحياة، بكل ما فيها من تحديات ومواقف.

وفقك الله، وجعلك من المتوفقات، وفتح لك أبواب الفلاح.

www.islamweb.net