سقطت فجأة وشخصت حالتي بأنها نشاط كهربائي بسيط في الدماغ
2013-08-18 02:35:00 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أفيدوني عن حالتي: وأنا في العمل سقطت فجأة من غير سابق إنذار، أظلمت الدنيا علي، سقطت على وجهي على الطريق، وللعلم أنني أشتغل في مستشفى عام، وكنت قريبا من قسم الطوارئ، وكان الوقت الثامنة والنصف مساء، وتم إسعافي من قبل زملائي وحملي للطوارئ، واستمر الوضع قرابة الساعة أو أكثر، وحين أفقت من الوضع وجدت نفسي على السرير، ووجهي فيه بعض الجروح ويدي بها جرح.
وحين سؤالي لهم ما الذي جرى لي؟ قالوا: وجدناك ساقطا على وجهك في الشارع ورفعناك، وحين وضعناك على السرير تشنجت، وأصبحت تتمتم بكلام غير معروف، وكنت تحاول الاستيقاظ من السرير، وتحاول أن تفك نفسك من الوضع الذي أنت فيه، وقالوا لي: كنت تقول: احضروا أمي أريد أن أقبل يدها، وتقول: أسماء لا نعرفها أبدا -نحن زملاءك- وكنا سبعة أشخاص نحاول أن نثبتك على السرير، وأرهقتنا كثيرا معك حتى ثبتناك إلى أن أعطاك الدكتور (فاليوم) بمقدار جرعة ولم تفد معك بشيء، فزاد بعدها جرعة أخرى إلى أن هدأت.
عند سؤالي للدكتور (تخصص باطنية) قال لي: التحاليل سليمة، وسألته: ما هي التحاليل التي أجريتها لي؟ قال لي: الدم، وأجرينا لك تصوير (ستي سكان) وكان سليما.
عند ذهابي لدكتور المخ أجرى لي تحاليل دم أخرى، وتحاليل سكر قبل الأكل وبعده، وأجرى لي أشعة عن طريق MRI، وكان سليما، وطلب مني تخطيط كهرباء للدماغ، وبعد إجراء تخطيط الكهرباء اتضح أن هناك نشاطا بسيطا بكهرباء الدماغ على حد قوله إنه بسيط جدا.
أسئلتي لكم حفظكم الله:
هل التمتام والتحرك بهيجان، ونزع إبرة الوريد من يدي على حد قول زملائي من أعراض الصرع، مع أنني لم أتعرض لأي إصابة منذ صغري، وليس لدينا في تاريخ العائلة أي حالة صرع، مع أن عمري 34، وقد صرف لي الدكتور دواء (lamictal 25 mg) بواقع حبة مساء لمدة أسبوع، وحبة صباح وحبة مساء في الأسبوع الثاني وحبة ونصف صباحا، وحبة في الليل في الأسبوع الثالث
إلى أن يستقر لحبتين صباح وحبتين مساء.
وللعلم: أن الحالة أتتني مرة واحدة، هل هي أعراض عين أو سحر أو حسد أو مرض عضوي أم ماذا؟ وهل الدواء إذا توقفت عنه له ضرر؟
احترت أفيدوني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ raid حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأسأل الله لك العافية والشفاء.
فقدان الوعي المفاجئ والذي تعقبه تشنجات: غالبًا يكون تعبيرًا عما يسمى بالنوبة التشنجية، والنوبة التشنجية ليس من الضروري أن تُشير إلى وجود مرض الصرع، ولكن أيضًا لا يمكن أن نتجاهل احتمالية وجود هذا المرض.
الذي أقصده: أن نوبة واحدة بالنسبة لمعظم الأطباء لا تعتبر دليلاً على وجود مرض الصرع من الناحية المعيارية، لابد أن تكون هنالك نوبتين على الأقل.
بعض الأطباء يعتمدون على تخطيط الدماغ، وإن كان تخطيط الدماغ بالفعل فيه مغيرات كهربائية واضحة مع حدوث نوبة واحدة، هنا الكثير من الأطباء يفضلون أن يتناول الإنسان الأدوية المضادة للتشنجات لمدة قد تصل لعام.
وهنالك أمور أخرى كثيرة لابد من التحقق منها، مثلاً: شخص حدثت له نوبة مثل نوبة شخصك الكريم، إذا كان لديه تاريخ لمرض الصرع في الأسرة قطعًا هذا الشخص من المفترض أن يتناول العلاج؛ لأن العوامل الوراثية قد تلعب دورًا حتى وإن كان بسيطًا في مرض الصرع.
أنا لا أريد أن أُدخلك في متاهات وحوارات علمية قد لا تكون مفيدة لك كثيرًا، لكن أختصر لك الأمر وأقول لك: إن النوبة التي أتتك قد تكون ناتجة من تغيرات في كهرباء الدماغ، والدليل على ذلك أن تخطيط المخ فيه بعض التغيرات.
قرار الطبيب بأن يعطيك عقار (لامكتال) أعتقد أنه قرار سليم لدرجة كبيرة، لكن نقطة الاختلاف سوف تأتي إلى أي مدة سوف تستمر على هذا الدواء؟ الذين تم التأكيد أنهم يعانون من مرض الصرع لابد أن يتناولون الدواء لمدة ثلاث سنوات على الأقل، لكن مثل هذه الحالات هنالك اختلاف في الرأي والرؤى حولها، وكثير من المختصين يرون أن فترة العلاج تكون ستة أشهر أو لمدة عام (مثلاً) وبعد ذلك يكون المريض تحت المراقبة.
هنالك أيضًا فئة من المختصين ترى أنه بالرغم من حدوث هذا التفاعل التشنجي ووجود التغيرات في كهرباء الدماغ التي أُثبتت عن طريق التخطيط ليس من المهم أن يتناول المريض العلاج، لكن يجب أن يكون تحت المراقبة، وإذا حدثت أي نوبة أخرى صغيرة أو كبيرة فهنا يحتم على الإنسان أن يتناول الدواء.
الذي أود أن أنصحك به وكخطوة عملية هي: أن تستمر على العلاج الذي وصفه لك الطبيب، لا تتوقف عنه أبدًا بدون النصح الطبي المباشر، والطبيب الذي تراجعه إذا كان طبيبًا باطنيًا مختصًا في أمراض الأعصاب قطعًا يعتبر هو ذو الخبرة المطلوبة في حالتك، فيجب أن تأخذ برأيه، وإذا لم يكن مختصًا في هذا المجال أنصحك بأن تستأذنه وتقابل طبيبًا مختصًا في الأمراض العصبية، وحتى في داخل الأمراض العصبية يوجد تخصص دقيق حول الصرع، بمعنى أنه يوجد مختصين حول هذه الحالات.
لا تنزعج أبدًا -أيها الفاضل الكريم- وأرجو أن تتبع ما ذكرته لك، والضروري والمهم جدًّا ألا تتوقف عن تناول الدواء دون التواصل مع طبيبك.
موضوع أعراض العين والسحر والحسد: هذه لا أستطيع أن أخوض فيها، لكن الذي أقوله لك: إنني أؤمن بوجود العين، وأؤمن قطعًا بالسحر ووجود الحسد، لكني في ذات الوقت أؤمن أن الله خير حافظا، وأؤمن إيمانًا قطعيًا أن المسلم الذي يؤدي صلاته وزكاته ويتمسك بدينه ويتلوَ القرآن ويحصن نفسه بالأذكار قطعًا من المحفوظين بحفظ الله تعالى.
نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع استشارات إسلام ويب.