الشعور بالخوف وتسارع النبض عند سماع صفات الله، هل هو خشوع أم مس؟
2013-09-03 05:50:30 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أد أن أشكركم على جهودكم لردكم على الاستشارات، عسى الله أن يرزقكم الجنة.
منذ سنة تقريبا وأنا أشعر بوسوسة في كل شيء في حياتي، ولكن ليست قوية، وهي تأتيني في بعض الأحيان حتى في الصلاة والعبادات، ولكن ليست كثيرة - ولله الحمد -، فأتخيل أني أسب الله – تعال الله علوا كبيرا - ولكنني لا أقصد ذلك أبدا، وأنفر منه ولا أستجيب له، ولكن ذلك يستمر معي، ومع ذلك فأنا أخشع في صلاتي – والحمد لله - ولكن تأتيني أفكار ووساوس قهرية، ودائمًا أدعو الله بأن يرزقني الخشوع في الصلاة.
في الأمس كنت أصلي صلاة القيام، وجاءتني وساوس، ولكني لم أنتبه لها، وحين قام الإمام بالدعاء خشعت، ولكن حين بدأ بذكر صفات الله تعالى الجبار والقوي والعزيز؛ شعرت بخوف وتسارع في نبضات قلبي كدت أن أسقط منها، حتى أني فكرت في أن أقطع صلاتي، ولكن أكملت الصلاة، وفي السجود بكيت لله من خوفي الشديد، فلا أعلم هل هذا تنبيه من ربي حتى أخشع وأبكي لله؟ أم أنه مس - أعوذ بالله من الشيطان الرجيم -؟
أنتظر ردكم، لأنني الآن خائفة من أن أذهب للمسجد لصلاة القيام ويحدث لي الشيء نفسه، وجزاكم الله خيرا، وعسى الله أن يساعدكم كما تساعدوننا.
وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رهف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
مرحبًا بك - ابنتنا الكريمة - في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك العافية، ونشكر لك تواصلك معنا وثقتك فينا، ونبادل ثناءك بالثناء والشكر والدعاء، فنسأل الله تعالى لك مزيدًا من التوفيق والنجاح.
لم يظهر لنا - أيتها البنت الكريمة – من خلال ما ذكرت أنك تعانين من أعراض مسٍّ أو غيره، فأنت - ولله الحمد - في عافية، فينبغي أن تشكري الله تعالى على العافية.
أما ما تجدينه من الوساوس فإن هذا من كيد الشيطان ومكره، وقد حاول مع من هم خير منك، وكراهتك لهذه الوساوس ونفورك منها دليل على وجود الإيمان في قلبك، ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم – لمن جاءه يشتكي شيئًا من هذه الوساوس وأنه يكرهها، قال: (ذاك صريح الإيمان) فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم – كراهة الوسوسة والنفور منها وانزعاج القلب منها، جعل ذلك دليلاً على وجود الإيمان في القلب.
لا تحزني لذلك، ولا يحاول الشيطان أن يخوفك أو أن يُدخل الحزن إلى قلبك، ولكنك مطالبة - أيتها البنت الكريمة – بمدافعة هذه الوساوس وطردها عن نفسك، وقد لخص النبي - صلى الله عليه وسلم – الدواء بأمرين أساسيين، بقوله - صلى الله عليه وسلم -: (فليستعذ بالله ولينته).
الأمر الأول: الاستعاذة بالله باللجوء إليه، وسؤاله سبحانه وتعالى الحماية بأن تقولي: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).
الأمر الثاني: بالانتهاء عن الوسوسة وعدم الاسترسال معها، فإذا فعلت ذلك وداومت عليه فإنها ستذهب عنك عن قريب - بإذن الله تعالى -.
قد أحسنت سؤال الله تعالى أن يرزقك الخشوع في الصلاة، ومما يعينك على ذلك التفكر في معاني الصلاة بأقوالها وأفعالها، والاشتغال بالتفكر بما فيها من أذكار وأحكام، فإنك بذلك تشغلين نفسك عن الاسترسال وراء الأوهام والوسوسة والشكوك.
ما أحسستِ به من خوفٍ ونحوه حين ذكر على مسامعك صفات الله تعالى، فإن هذا بما يظهر لنا من آثار تلك الوساوس، فإذا ما جاهدت نفسك على فعل ما نصحناك به فإنك - بإذن الله تعالى – ستُشفين، ولا ينبغي لك أن تستجيبي لهذه الوساوس فتتركي الخير سواء كان الصلاة في المسجد أو غير ذلك، لا ينبغي أن تفعلي ذلك استجابة للوسوسة، أما إذا تركت ذلك من باب الصيانة لنفسك، وأن الأفضل للمرأة أن تصلي في بيتها، فهذا لا حرج عليك فيه.
نصيحتنا لك - أيتها البنت الكريمة – أن تتحصني بذكر الله تعالى فإنه حصن حصين، كما جاء بذلك الحديث. داومي على الأذكار لا سيما الأذكار الموظفة – أعني أذكار اليوم والليلة – ومن الكتب النافعة في هذا كُتيب صغير منتشر جدًّا في بلادك، ومؤلفه من بلدك أيضًا، اسم الكتاب (حصن المسلم) من الأذكار الواردة في الكتاب والسنة، فاقتني هذا الكتيب الصغير، وهو منشور موجود على شبكة الإنترنت، واحفظي ما فيه من الأدعية والأذكار، وداومي على التزامها في الصباح والمساء، وعند النوم وعند الاستيقاظ، ودخول الخلاء والخروج منه، وعند لبس الملابس وخلعها، ولبس النعل وخلعه، وغير ذلك، فإنك بذلك تحصنين نفسك من كل مكروه.
نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير، وأن يصرف عنك كل سوء ومكروه.