لدي توتر وقلق وأحس بضغطة في حلقي، ما نصيحتكم؟
2013-09-15 22:54:01 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا اسمي إبراهيم، عمري 16 سنة، عندي القرحة وحموضة، ومستمر على العلاج سنتين وداخل في السنة الثالثة.
عملت حمية وكل حاجة، أستخدم بروتون 40 وموليتليوم وجافسكون، الطبيب عمل لي منظاراً مرتين، المرة الثانية قال لي أوقف العلاج أنت سليم.
أنا أحس نفسي غير سليم، أنا إنسان متوتر جداً، وأقلق بسرعة، وكلما أقلق وأتوتر أحسن نفسي أريد الاستفراغ، ويمكن القلق والتوتر هو الذي سبب لي القرحة.
عندما أتوتر أحس أنه في واحد ماسك حلقي أو ضاغط بأصبعه تحت حلقي، وفي المعدة أيضاً عندما أصاب بالتوتر في أيام المناسبات، وبالذات الدراسة لكن في أيام الإجازة أنا إنسان طبيعي، وعندما تبدأ الدراسة أصاب بتوتر، وأحس باستفراغ شديد، لدرجة أني أحياناً ما آكل شيئاً لأجل أن لا أستفرغ.
علماً أني لما أقوم من النوم الصباح وأحس بالقلق والتوتر الشديد أستفرغ شيئا لونه أصفر، ثم أشعر براحة، مع أن معدتي فارغة، ولما أذهب إلى المدرسة يجيئني نفس الشعور، وأريد الاستفراغ، ويجيئني شعور باستفراغ من التوتر والخوف والقلق، والضغطة التي تحت الحلق، لدرجة أن أصحابي يكلموني وما أرد عليهم!
أعاني كثيراً جداً من هذه الحالة، ولكن في الأيام العادية ما تجيئني هذه الأعراض، ولا حتى الضغطة التي تحت الحلق، فأحس أن أحداً ضاغط بأصبعه تحت حلقي بقوة، لكن في الأيام العادية أكون إنساناً طبيعياً.
أتمنى أن تفيدوني الله يسعدكم، وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أعراضك معظمها تتركز حول الجهاز الهضمي، وفي ذات الوقت لديك أعراض نفسية مهمة تتمثل في ظهور الخوف والتوتر والقلق، وهذا قطعًا يتبعه شيء من عسر المزاج، وسرعة الانفعال، وافتقاد الاستقرار النفسي العام.
الذي أتصوره أن حالتك هي ذات منشأ نفسي، أي: أصلها نفسي، بمعنى أن القلق هو المحرك لها، وظهرت الأعراض في شكل أعراض جسدية، ويعرف أن الجهاز الهضمي أكثر أجهزة الجسم تأثرًا بالحالة النفسية للإنسان، والجسم والنفس لا ينفصلان.
لذا ربما تسمع كثيرًا من الناس يعانون بما يسمى بالقولون العصبي، حقيقة هو ليس (العصبي)، إنما العُصابي، والعُصابي يقصد بها القلق أو التوتر.
حالتك - أيها الفاضل الكريم – يمكن أن تُعالج، وتعالج بصورة ممتازة جدًّا، لكن المطلوب هو أن يكون هنالك تعاون بين طبيب الجهاز الهضمي والطبيب النفسي.
هنالك عيادات تسمى (عيادات الطب النفسُوجسدي) موجودة هذه العيادات في كثير من المستشفيات الراقية، وأحسبُ أن المملكة العربية السعودية بها هذه الإمكانيات الكبيرة، فعليه أطلب من طبيبك في الجهاز الهضمي ليقوم بتحويلك إلى أحد الأطباء النفسيين، والطبيب النفسي سوف يقوم بمعاينتك ومناظرتك بكل دقة، ويستكشف حالتك استكشافًا كاملاً من المنظور النفسي، إذا كان هنالك أي توترات، أي احتقانات، أي رواسب سلبية، فسوف يساعدك الطبيب – إن شاء الله – على إخراجها، وفي نفس الوقت سوف يساعدك على ترتيب نمط حياتك، فأنت شاب، في سن اليفاعة، أمامك مستقبل عظيم، يجب أن تنظر إلى الأمور بإيجابية، وأن تكون فعّالاً متى ما كان لديك أعراض، هذا يجب ألا يوقفك أبدًا، لا تتقيد بمشاعرك، لا تتقيد بأفكارك السلبية، إنما تقيد بأفعالك.
كن حريصًا على نفسك، واعلم تمامًا أن التزود بالعلم والدين هي أعظم ما يحتاج له الشباب في زماننا الحاضر، فأرجو ألا تضيع الوقت مع هذه الأعراض، أنا لا أتجاهلها، لا أقلل منها، لكن أقول لك إن تجاهلها واضطهادها وتخطيها هو من أفضل وسائل علاجها، وإن شاء الله تعالى حين تكون تحت الملاحظة الطبية لطبيب الجهاز الهضمي والطبيب النفسي سوف تحس بطمأنينة كبيرة جدًّا.
كما ذكرت لك، الطبيب النفسي سوف يقوم بالواجب كاملاً حيالك، وقد يحولك أيضًا إلى أخصائي نفسي ليعطيك جلسات ما يسمى بالعلاج السلوكي الدافع، وربما تحتاج لشيء من تمارين الاسترخاء، وكيفية إدارة الذات، وكيفية إدارة الوقت... هذا كله إن شاء الله تعالى متيسر ومتوفر، فقدِّم نفسك لمرافق العلاج بصورة صحيحة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.