الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ walid حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أنت على إدراك تام بمتلازمة (وولف)، لأنها ليست من العلل القلبية المنتشرة، وكل من يعاني منها يعرف عنها الكثير، وأذكر حين كنا طلابًا في كلية الطب، حين حدثنا أستاذ أمراض القلب عن هذه العلة وأثارت انتباهنا وفضولنا، وفي ذات الوقت كانت هذه العلة مكتشفة من وقت حديث.
عمومًا - الحمد لله - الأمور تطورت، والطب استكشف الآن الكثير من الخفايا، وقطعًا أنت متابع لكل التطورات الإيجابية فيما يخص علاج حالتك.
أيها الفاضل الكريم: أنا لستُ مختصًا في أمراض القلب، أنا مختص في الطب النفسي، ولذا سوف أوجه لك بعض الإرشادات العامة:
أولاً: من المهم جدًّا أن تكون على صلة وتواصل ومتابعة مع طبيب القلب، ويفضل أن يكون طبيب القلب من الأطباء الذين لديهم خبرة أو تخصص فرعي في كهرباء القلب، وهم الآن -والحمد لله - كُثر جدًّا.
ثانيًا: العلاقة ما بين نوبات الفزع أو الهرع وعلل القلب هي علاقة وثيقة ومعروفة، ونوبات الفزع والهلع أصبحت الآن منتشرة جدًّا، وهي بالفعل مزعجة لأصحابها ومخيفة، ولكنها ليست خطيرة.
تلاحظ أن 40% من الذين يعانون من نوبات الفزع لديهم ارتخاء بسيط في الصمام المايترالي، وهذه الحالة بالرغم من أنها حالة حميدة وتُصيب 5 – 10% من الناس، ومعظم الناس لا يعرفون أنهم مصابون بها، لكن تكثر وسط الذين يعانون من نوبات الهرع أو الفزع، ولم يُعرف السبب، فهي بالرغم من أنها حالة حميدة لكن لها ارتباط بنوبات الهلع.
ومتلازمة وولف أيضًا لها ارتباط بنوبات الهلع، حيث أن تسارع ضربات القلب، أو عدم انتظام الضربات، أو أي متغير في رزم كهرباء القلب – أي الانتظام الكهربائي – أو أي تردد في النظام الكهربائي للقلب، هذا يحس به الإنسان، ويحس به صاحبه، وهذا قد يؤدي إلى شيء من المخاوف المكتسبة، والمخاوف قطعًا تظهر في شكل هلع وفزع، والمزيد من التسارع في ضربات القلب.
فإذًا هنالك علاقة ما بين الاثنين.
بصفة عامة: مثل حالتك هذه تتطلب أيضًا مقابلة الطبيب النفسي، وفريقك العلاجي يجب أن يتكون من: طبيب القلب، زائدا الطبيب النفسي، وقطعًا الطبيب النفسي لا تحتاج أن تقابله بصفة مستمرة، فمقابلة أو مقابلتين سوف تكفي تمامًا.
هنالك دواء ممتاز جدًّا يعرف باسم (سبرالكس)، واسمه العلمي (استالوبرام)، فقد وجد بأنه مفيد جدًّا في إجهاض نوبات الهلع والفزع إذا كانت مرتبطة بعلل في القلب، أو لم تكن مرتبطة بأي علة في كهرباء القلب، فهذا هو الذي أنصحك به.
ثالثًا: تمارين الاسترخاء تعتبر ذات فائدة كبيرة جدًّا لتساعدك في حالتك هذه، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم
2136015 أرجو أن ترجع إليها، وتطّلع عليها بدقة، وتحاول أن تطبق ما ورد بها من إرشاد، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها.
رابعًا: موضوع الكي أو زراعة البطارية الداخلية للقلب: هذه قطعًا أمور فنية يجب أن تأخذ فيها برأي طبيبك، والذي من المفترض أن يكون أصلاً متخصصًا في كهرباء القلب.
الرأي الفني هنا مهم ومهم جدًّا، وكل حالة يجب أن تُدرس على حالتها، ولا نستطيع أن نعمم، ولا نستطيع أن نقول أن كل الذين يعانون من (متلازمة وولف) يجب أن يقوموا بإجراء عملية الكي، أو زراعة البطارية الداخلية، فكل حالة يقيمها الأطباء لوحدها، وهنالك معايير من خلالها يستطيع الطبيب أن يقرر ما هو الذي يصلح للإنسان.
هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
____________________________________________________
انتهت إجابة الدكتور/ محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
وتليها إجابة الدكتور/ محمد حمودة استشاري أول - باطنية وروماتيزم
____________________________________________________
شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية، وكما تعلم فإن الأدوية يمكن أن تقلل من حدوث نوبات التسارع القلبي، إلا أنها لا تمنعها كليا، وهذا ما يحصل معك على الرغم من تناول الأدوية.
وفي مثل هذه الحالة، وبسبب تفاقم الأعراض عندك، وترافقها مع حالات الهلع التي تكلمت عنها، وبسبب سرعة دقات القلب أثناء النوبات عندك، فإنه في مثل هذه الحالة يفضل اللجوء إلى الكي، ونسبة نجاح الكي تصل إلى نسبة عالية جدا، فهي تصل إلى95 % من الحالات، وفي الحالات التي تنجح، فإن هذه الحالات تشفى تماما من نوبات التسارع القلبي، إلا أن هناك 5% من الحالات التي يحصل فيها تكرر نوبات التسارع.
وكما ذكر لك الدكتور/ محمد عبد العليم، فإن الطبيب المشرف عليك هو أفضل من يستطيع الحكم على الأمور، خاصة وأنه مطلع على وضعك الطبي وعلى النوبات التي تنتابك، ووضعك أثناء النوبة، لأن حصول انخفاض في الضغط، والآلام في الصدر، والدوخة أثناء النوبات، كل هذه علامات تدل على أن التسارع شديد ويؤثر على أداء القلب والدورة الدموية، ولابد وأن الطبيب المشرف قد أشار عليك بالكي بسبب شدة الحالة عندك، وأنا أرى أن تستخير الله تعالى، فالحالة عندك شديدة، وتحتاج إلى حل جذري - والحمد لله - أن نسبة النجاح عالية.
نسأل الله لك الشفاء والعافية.