أعاني من اكتئاب يجعلني أفكر بالانتحار، وأريد حلاً يجعل حياتي تتغير للأفضل.
2013-09-05 04:36:17 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا فتاة أبلغ من العمر 17 سنة، أعاني من اكتئاب شديد جعلني أفكر بالانتحار، ولكن يردني خوفي الشديد من الموت، وماذا يحدث بعد الموت، ويزيد هذا الاكتئاب بشكل كبير في أيام الدراسة.
لدي مشاكل كثيرة، ولكني أعتقد بأنها سخيفة جداً، وليست سبباً لهذا الاكتئاب، كما أنه معروف عني بأني كتومة وغامضة، وهذا صحيح، فلا أذكر أني قد أفصحت يوما عن إحدى مشاكلي، أو أسباب قلقي وخوفي، ولقد حاولت كثيراً البوح، وأعتقد أن عشر سنوات من كتماني عن مشاكلي التي تزيد يوما بعد يوم، واستمرار حياتي بهذه المشاكل التي إلى هذا اليوم لم أجد لها حلاً كافيا بأن يحولني من فتاة مرحة إلى فتاة تسمى بـ (النفسية).
قيل لي أكثر من مرة ربما إنك تبالغين بحزنك واكتئابك، ولهذا وزادت رغبتي بالبوح، ولكن للأسف إلى هذا اليوم لم أجد شخصا أثق به ثقة تجعلني أبوح بكل ما يخنقني، حتى أقرب الناس لي، لا أجده محلا لهذه الثقة.
بالإضافة إلى أني أجد صعوبة في التحدث عن مشاكلي، حاول أكثر من شخص معي بأن أتحدث وأبوح بما يضايقني، ولكن لم أستطع أبدا، كما أنني فقدت الثقة بنفسي بشكل كبير، وهذا أتعبني كثيرا،ً حاولت أن أطور من نفسي، وأقوي شخصيتي، أصبحت أقرأ بهذا المجال، ولكن لم يتغير شيء.
أضف على ذلك: فقد ضعف جسمي، وأصبحت لا أهتم بصحتي أبدا، حتى أصبحت أعاني من آلام متفرقة، كآلام المعدة، والعظام، والرأس، والبطن، والظهر، والصدر، وأعاني أيضا من نوبات دوار بين فترات متفرقة، ولكن عندما أشتكي؛ أشعر بأنهم لا يصدقوني، ويعتقدون بأني أبالغ لكثرة الآلام، أصبحت أتمنى أن يحدث لي شيئاً خطيراً ليشعر أحد بي.
لقد تعبت جداً من حياتي على هذا الحال، أريد حلاً يجعل حياتي تتغير للأفضل.
شكرا لكم، وأعتذر عن الإطالة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ noor حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
وأعتقد أن مشكلتك هي ضعف تقدير الذات والخوف من الفشل.
ضعف تقدير الذات قطعًا يؤدي إلى الإحباط، ويُدخل الإنسان في دائرة من التفكير السلبي التشاؤمي، مما يؤدي إلى المزيد من الإحباط.
أنت ذكرت أن لديك مشاكل ولديك صعوبات، وليس لديك أي متنفس ليساعدك على التفريغ النفسي، ولا يوجد من تتحدثين إليه: أنا أعتقد أن هنالك بعض المبالغة في مشاعرك – مع احترامي الشديد لهذه المشاعر – وأريدك حقيقة أن تُعيدي النظر في:
أولاً: في قدراتك، فلا تحقري ذاتك، لأن نفسك - إن شاء الله - عزيزة كريمة، وأنت شابة في مقتبل العمر، يجب أن تكون لك آمال مثل كل الشباب، ويكون لك توجهات إيجابية، تزودي نفسك بسلاح العلم ونور الدين، - وإن شاء الله تعالى - تصلين إلى مبتغاك.
أخذ هذا النمط والمنهجية في الحياة يجعلك تحسين بقيمتك.
ثانيًا: يوجد الكثير من الناس الذين يمكن أن يتحدث الإنسان إليه، المعلمة الثقة مثلاً موجودة، الصديقة الثقة موجودة، الخالة، الوالدة، العمة، كل هؤلاء يجب أن يكونوا مصدر ثقتك، وفي ذات الوقت ليس من الضروري أن يبوح الإنسان بكل شيء، وليس من الضروري أن يكون كل ما لا يُرضينا يسبب مشكلة، لا نكون حساسين أبدًا حيال الأمور، ويجب أن تستعيني بالله، وأن تكثري من الدعاء، وهنالك أدعية تفرج الكُرب وتُريح النفوس، هي من أفضل أنواع المتنفسات النفسية.
تقدير الذات يتطلب منك استشعار أهمية التعليم، أنت ذكرت أنك تتضايقين من المدرسة، وأعتقد أن هذا توجه خاطئ جدًّا، لأن هذا يُدخلك في الخوف من الفشل ومن ثم الفشل، وعلى العكس تمامًا يجب أن تقبلي على مدرستك بكل محبة وأريحية، وهذا يتأتى من خلال استشعار أهمية العلم، وأن تنظمي حياتك ووقتك بأن تنامي مبكرًا، وأن ترتبي دراستك بصورة لا تجعل هنالك تراكمات تفقدك الطريق الدراسي الصحيح.
قطعًا نقطة أزعجتني كثيرًا وهي التفكير في الانتحار، أنا أسمع مثل هذه القصص كثيرًا، وتؤلمني، وأعرف الشباب من أمثالك لا يودون الانتحار، ولكن هذه الكلمة الأليمة المحزنة لا أدري لماذا يستسهل الشباب ترديدها، هي قبيحة جدًّا، الحياة طيبة وجميلة، فما الذي يدفع الناس من أمثالك في التفكير في مثل هذا الأمر؟! إذن هذه الكلمة القبيحة يجب ألا يكون لها مكان في خُلدك وتفكيرك.
اسعي دائمًا لبر والديك، لأن هذا يمثل دعمًا نفسيًا كبيرًا، رفهي عن نفسك بما هو متاح ومباح، ابني علاقات طيبة بالصالحات من البنات، فالمؤازرة والدفع الاجتماعي يشعرك بطعم ولذة الحياة.
أنا لا أرى أنك محتاجة لعلاج دوائي، ولكن لا بأس إذا أُتيحت لك الفرصة أن تقابلي طبيبًا نفسيًا ولو لمرة واحدة، وقد يقوم الطبيب لتحويلك لأحد المختصات في علم النفس السلوكي، وهنا سوف تجدين - إن شاء الله - المتنفس والفضفضة والتوجيه الإرشادي الصحيح.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.