الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكر لك التواصل مع إسلام ويب، وثقتك في هذا الموقع.
أعراض الإنهاك الجسدي والنفسي قطعًا نشاهدها في الاكتئاب النفسي، وموضوع الكسل والخمول وعدم انشراح الخاطر والميل للانعزال، وافتقاد الفعالية والتصور التشاؤمي: هذا هو الاكتئاب، ولا شك في ذلك، والضيق في الصدر وعدم تحمل أي نوع من الكلام - الجارح مثلاً – هذا أيضًا يدل على ضيق النفس، وشعور بعدم الارتياح.
الاكتئاب قطعًا يعالج على أسس بيولوجية وسلوكية واجتماعية، وأنت ذكرت أنه لديك تاريخ أسري قوي، وهذا أمر لا بد أن نأخذه في الاعتبار.
بالنسبة للعلاج الدوائي: أرجو أن تعرف وبصورة سرية، وخاصة نوعية الأدوية التي تناولتها والدتك، أو إحدى أخواتك، وإن كانت قد استفادت من هذا الدواء قطعًا هذا الدواء سوف يكون مفيدًا بالنسبة لك؛ لأن التلاقي الجيني والوراثي مؤكد في مثل هذه الحالات، هذا من ناحية.
من ناحية أخرى: لا بد أن تغير نفسك معرفيًا وفكريًا، أنت شاب، الحمد لله لديك الكثير من الطاقات النفسية والجسدية المختبئة، والتي يمكن أن تستفيد منها، لديك استقرار أسري، ومن خلال ذلك يجب أن يكون منهجك في الحياة هو المنهج الإيجابي وليس المنهج السلبي.
تجارب كثيرة جدًّا أشارت أن الرياضة مهمة جدًّا لعلاج هذا النوع من الاكتئاب، هذا الاكتئاب الإحباطي التكاسلي يستفيد صاحبه كثيرًا إذا ألزم نفسه ببرنامج رياضي محدد.
قد تجد صعوبات كبيرة في البدايات، وذلك نسبة لافتقاد الدافعية، لكن قطعًا إذا جاهدت واجتهدت واستمررت على الرياضة سوف تجد - إن شاء الله تعالى – فيها الخير الكثير.
أيضًا يجب أن تكون حريصًا على إدارة وقتك بصورة صحيحة - هذا مهم – والتواصل الاجتماعي مهم جدًّا بالنسبة لك من أجل التفريغ النفسي، والإكثار من الاطلاع والمعارف، ومجالسة الصالحين والطيبين من الناس لا شك أنه يفرج الهموم، والدعاء والأذكار والصلاة في وقتها وتلاوة القرآن، هذه محفزات ومدعمات عظيمة جدًّا، وقطعًا أنت على إدراك ودراية بذلك.
الفحوصات الطبية مهمة جدًّا، هنالك بعض الحالات التي قد يكون السبب العضوي وراء حالة الاكتئاب، مثلاً – كما ذكرتَ وتفضلت – عجز الغدة الدرقية، نقص فيتامين (د)، نقص فيتامين (ب12) وحتى فقر الدم كثيرًا ما يؤدي إلى الاكتئاب النفسي في بعض الأحيان.
أيها الفاضل الكريم: عقار (إفكسر) والذي يعرف علميًا باسم (فلافاكسين) من الأدوية الممتازة، من الأدوية الفاعلة جدًّا، والذي أراه مناسبًا جدًّا لك، وعليك أن تصبر عليه، لأن فعالية هذه الأدوية في بعض الأحيان تتطلب ستة أشهر على الأقل، أضف إلى ذلك: لا بد من التطبيقات السلوكية الأخرى؛ لأن العلاج الدوائي لا بد أن يدعم بالعلاج السلوكي وتغيير نمط الحياة.
الإفكسر بجرعة مائة وخمسين مليجرامًا في اليوم أعتقد أنه سيكون كافيًا جدًّا، وربما يكون أيضًا من الجيد أن تدعم الإفكسر بجرعة صغيرة من (السوركويل) والذي يعرف باسم (كواتبين) حيث أن هذا الدواء دواء جيد، ولطيف حين يُعطى بجرعة صغيرة – خمسة وعشرون مليجرامًا ليلاً – يُدعم فعالية الإفكسر، وفي ذات الوقت هو نفسه له خصائص ممتازة في تثبيت المزاج.
هذا هو الذي أنصحك به، وكما ذكرت لك إذا كان أحد أفراد أسرتك قد استجاب لأي مضادات للاكتئاب، هذا الدواء سوف يكون هو الأفضل بالنسبة لك.
وللفائدة راجع العلاج السلوكي للاكتئاب: (
237889 -
241190 -
262031 -
265121).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.