أخي مصاب بالصرع وأمي تخاف منه.. كيف تعود أمي لطبيعتها؟

2013-10-17 11:31:21 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أمي أربعينية لا تشكو من أمراض -والحمد لله-، أنجبت ثمانية. طبيعة أمي أنها تخاف بسرعة، ولا تحب الأشياء المزعجة والمناظر البشعة، قلبها لا يتحمل.

شاء الله أن يصاب أخي بمرض الصرع من النوع الشديد، وهو الآن بعمر 23 سنة، وسأصف حالته ( يسقط بقوة على الأرض، مع رجفة شديدة في الأطراف، وتشنج وعدم الوعي، وخروج سائل من فمه مخلوط بدم يمتد من دقيقتين إلى ثلاث)، ثم يصحو ويحتاج وقتا للتركيز.

أمي كانت تحب أخي هذا جداً، لكن بعد مرضه أصبحت تخاف منه وتتوتر إذا جلس بجانبها لوحده فتصف حالتها أنها ترتجف، ولا تستطيع التحدث معه، فإذا خلت بالبيت معه تدخل غرفتها، ولا تتمنى مروره بجانبه خوفاً من سقوطه بجانبها، وإن سقط تذهب عنه، وتتركه بدون أن تساعده وتبكي بكاء شديدا وترتجف كثيرا.

هي من طلبت مني أن أكتب حالتها، هي جداً حزينة على حالتها، وتتمنى أن يقوى قلبها وتتقبله مثل قبل، فماذا تفعل لترجع مثل قبل الأم الحنون المبتسمة ذات الصدر الكبير؟

علماً أنها أخذت أدوية نفسية، ولكنها تركتها ولم تستفد منها، ولا تريد أن تأخذها ثانيه أبداً؛ لأنها تريد حلا جذريا، وتريد نصائح من دون مهدئات.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا حول والدتك.

مسكينة هذه الأم حيث من الواضح أنها تحب ولدها هذا، إلا أن لديها حالة رهاب من نوبات الصرع، وربما لخوفها الشديد أن تكون هناك، ليس فقط عندما تأتيه النوبة، وإنما أيضا أن يحدث معه شيء تكرهه وهو في هذا الحال.

ومن أجل هذا نقول عادة عند تشخيص حالة المصاب بالصرع، أنه ليس فقط المصاب الذي يحتاج للعلاج والتشجيع وإنما أيضا أسرته التي ستعمل على رعايته وحمايته مما يمكن أن يعرضه للأذى.

وقبل أن أتحدث عن مساعدة الأم، لفت نظري أمران، الأول: أن خروج بعض الدم من فمه يعني أنه من المحتمل أن هذا الشاب يقوم بالعضّ على لسانه عندما تأتيه النوبة، ومن أجل هذا تحتاج الأسرة لبعض التدريب في كيفية رعاية المصاب بالصرع عندما تأتيه النوبة الاختلاجية الارتعاشية، ومنها وضعه في الوضعية المعروفة على بطنه ورأسه للجانب، ووضع شيء طري في فمه، أو إبعاد لسانه عن العضّ.

الأمر الآخر، أنه إذا كان الصرع عند هذا الشاب متكرر، النوبات الصرعية فهذا يعني أن علاج الصرع عنده ما زال يحتاج للمزيد من المتابعة والعلاج، حتى تختفي النوبات أو تقلّ تكررها أو تخف شدتها.

ومن أجله، وأجل أمه، أنصح أن يذهبا معا للعيادة العصبية، أولا ليتابع الطبيب علاج النوبات إما بزيادة الدواء، أو تغييره، أو إضافة دواء ثان، وثانيا ليشرح لهم طبيب العصبية، طبيعة النوبات، وليريهم هو أو الممرضة المتدرّبة برعاية النوبات كيف يتعاملون مع النوبات العصبية، ولعل مثل هذا الشرح يشجع الأم على رعاية ولدها، فالإنسان أحيانا عدوّ ما يجهل، وربما الشرح العملي يخفف من شدة خوف هذه الأم.

نعم يمكن لأحد الأدوية أن تخفف من بعض أعراض الخوف أو الرهاب، إلا أن العلاج المعرفي السلوكي، والذي يقوم على التدريب في كيفية رعاية الابن عندما يصاب بالنوبات، يبقى هو العلاج الرئيسي في التخفيف من هذا الخوف، ولعل هذا يقارب بين الأم وابنها هذا.

حفظ الله هذه الأم وولدها، وعافاهما.

www.islamweb.net