عقار أولانزبين... ما مدى آثاره الجانبية على المدى الطويل؟
2013-11-01 01:12:22 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
بخصوص تناول عقار (أولانزبين) ومدى آثاره الجانبية على المدى الطويل، وخصوصا أنني قرأت أنه يسبب مرض السكر، فأنا أتناول هذا العقار من ثلاثة أعوام، بعد أن أصبت بمرض اضطراب ثنائي القطبية، ولم أصب إلا بنوبة واحدة، تلتها نوبة اكتئاب شديدة، واضطرابات النوم، وتم استقرار حالتي بعد تناول (الدباكين) و(الاولانزبين)، ثم توقفت عن (الدباكين) بأمر الطبيب واستمريت على (اولانزبين) ربع قرص يوميا بنسبة 2.5 مليجرام يوميا، فهل هناك خطورة من الاستمرار على هذا الدواء خاصة بأني أخشى أن يسبب لي مرض السكر؟ ومتى أستطيع التوقف عن أخذ هذا الدواء؟ وهل هناك خطورة من رجوع المرض إذا تم التوقف عن أخذ الدواء؟
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وأود أن أهنئك أنك مستبصر تمامًا بما تعاني منه من حالة نفسية، نسأل الله تعالى أن تكون بسيطة، وأعجبني كثيرًا اهتمامك بالدواء والتزامك به؛ حيث إن الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية هو دواء في المقام الأول يتطلب العلاج الدوائي.
بالنسبة لعقار (أولانزابين Olanzapine): هذا الدواء صنعته شركة (لِيلِي Lilly) الأمريكية، ويمثل (حقيقة) قيمة حقيقية في عالم الطب النفسي والعلاجات الدوائية، قطعًا دواء مفيد في الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، خاصة مع نوبات الهوس، وفي ذات الوقت يُفيد في حالات الأمراض الذهانية عامة، وهو دواء سليم لدرجة كبيرة، فقط يُعاب عليه أنه ربما يزيد الوزن، أنه ربما يؤدي إلى ارتفاع في مستوى السكر في الدم، وقد يحدث أيضًا ارتفاعًا في مستوى الدهون – خاصة الكولسترول والدهنيات الثلاثية – لذا نقول أن أي إنسان يتناول الـ (أولانزابين) لا بد أن يكون بإجراء فحص دوري ليتأكد من مستوى السكر وكذلك الدهون.
هذا الأمر يجب أن لا يكون مزعجًا لك أبدًا، هو تحوط، والممارسة الطبية الممتازة والقائمة على الدليل تحتم ذلك، ونسبة الذين يُصابون بالسكر هي نسبة ضئيلة جدًّا، وكذلك الذين ترتفع لديهم الدهنيات، فأنا أقول لك: اطمئن تمامًا، لكن لا بد أن يكون هنالك إجراء فحص دوري، مثلاً مرة كل أربعة أشهر، وهذه الفحوصات فحوصات بسيطة جدًّا.
أضف إلى ذلك: يجب أن تراقب وزنك، إذا حصلت زيادة في الوزن فهذه يجب أن تتصدى لها من خلال الترتيب الغذائي وممارسة الرياضة، وبهذه المناسبة: شركة (لِيلِي) واعترافا منها بأن السمنة علة أساسية وضعت برنامجا سمته برنامج (الشعور بالصحة الكاملة) بالنسبة للذين يتناولون الـ (أولانزابين)، وهذا البرنامج يقوم على إرشادات وكتيبات ومطويات أعدتها الشركة لكيفية تخفيف الوزن.
فتخفيف الوزن يعتبر أحد الركائز الأساسية، وأنا أود أن أطمئنك تمامًا على سلامة هذا الدواء، ويهمني جدًّا أن تتابع مع طبيبك.
مدة العلاج - أيها الفاضل الكريم – تعتمد على الحالة وشدتها وعلى ظروف المريض، مثلاً الذين لديهم تاريخ أسري – بمعنى أن الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية أصاب أحد أفراد الأسرة – ففي هذه الحالة مدة العلاج يجب ألا تقل عن خمسة سنوات، أما بالنسبة للذين أتتهم نوبة واحدة واستجابوا استجابة ممتازة للعلاج فهنالك تفاوت وتباين في الآراء، لكن أفضل المنهج الذي يقول أن الإنسان يجب أن يكون على العلاج الدوائي على الأقل الجرعة الوقائية لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات، وأنت الآن تتناول الـ (أولانزابين) بجرعة اثنين ونصف مليجرام في اليوم، هذه جرعة وقائية بسيطة وبسيطة جدًّا، وأنا أنصحك بالاستمرار عليها، وأن تتواصل مع طبيبك.
لا تنزعج أبدًا لموضوع السكر، فقط قم بالإجراءات التحوطية.
بالنسبة لسؤالك هل هناك خطورة من رجوع المرض إذا توقف الإنسان عن أخذ الدواء؟
إذا أكمل الإنسان مدة العلاج احتمالية رجوع المرض موجودة أيضًا، لكنها احتمالية ضعيفة جدًّا، أما الذين يتوقفون عن تناول الدواء مبكرًا ودون اتباع النصيحة الطبية أو لا يتناولون الجرعات السليمة، قطعًا هؤلاء فرص انتكاستهم أوسع.
أنا أطمئنك أن هذا المرض من الأمراض التي تعالج وتعالج بصورة ممتازة جدًّا، فقط المهم هو التدخل العلاجي المبكر، بمعنى أن الإنسان يبدأ الدواء مبكرًا في بداية المرض، والأمر الثاني هو الالتزام بجرعة العلاج ومدة العلاج، والأمر الثالث هو أن تعيش حياتك بصورة طبيعية، وإن شاء الله تعالى أنت سوف تسير على هذا الخط.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.