هل من حل لمشكلة الخوف والتلعثم من القراءة؟
2013-11-10 01:56:37 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً: أشكركم على هذا الموقع الجميل الذي أستطيع من خلاله التعبير عن مشكلتي التي والله لا يعرفها أحد من أهلي بسبب الإحراج.
مشكلتي بدأت منذ 3 سنوات, وأنا الآن عمري 18 سنة - أي في الجامعة- وما زلت أعاني من التلعثم فقط في بداية القراءة, كنت قبل 3 سنوات -يا أخي الفاضل- لا أعرف للتلعثم وجودا, كنت أحب القراءة, وأشارك مع الناس, ولا أخاف من إلقاء الكلمات أمام حشد من الناس.
كنت دائما أرفع يدي للقراءة, ولكن ذات مرة طلبت من الأستاذ أن أقرأ فقرة من الكتاب, وكان ذلك شيئا بسيطاً, وقبل أن أقرأ تلك الفقرة فكرت في أنه يوجد 40 طالبا في القاعة, وأنا الذي سأقرأ, فصرت أفكر في الكلمة كيف سأقرؤها, وحدقت نظري في الكلمة الأولى, وسألت نفسي كيف أقرؤها أمام 40 طالبا, ولا أدري أيضا لم سألت نفسي!
عندما بدأت بالقراءة لم أستطع أن أقرأ, وتلعثمت وأصبحت حياتي من ذلك الوقت سوداء, وكأني كنت في جنة, وأصبحت في جهنم, والله -يا أخي الفاضل- الذي أنا فيه لا أتمناه لعدوي, أصبحت لا أفكر في مستقبلي, ولا امتحاناتي, فقط أفكر في كيفية قراءة أول حرف, لو أستطيع قراءة أول حرف لفُرج الأمر, ولكن لا أدري ماذا أفعل, أصاب بتفكير شديد قبل القراءة بثوان, ويكاد رأسي أن يتفجر, وأشعر بقلق وارتباك فقط عند القراءة.
أنا الآن في الجامعة أدائي منخفض, وأتغيب عن محاضراتي بدون سبب, فقط لأن الدكتور يطلب مني القراءة أحيانا, ولدرجة أصبحت فيها أستحقر الدكتور او أي شخص يطلب مني القراءة, والحمد لله على كل حال.
شاهدت بعض الحالات في هذا الموقع, ولكن ليست مثلي, أنا أتكلم جيداً بمحادثتي مع الناس, ولكن فقط عند القراءة لا أستطيع, وأنا الآن أكتب لكم مشكلتي, وعندي محاضرة, ولا أعلم إن كنت سأحرج من بين 100 شخص أم لا.
آسف لإطالتي, ولكن والله إن استطعت أن تحل لي مشكلتي لأدعون لك في كل صلواتي؛ لأنه والله حياتي سوداء, وأنا إن شاء الله سأقوم بتمارين الاسترخاء الموجوده في هذا الموقع.
أرجو الرد.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ MJ CORPOR حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أريد أن تكون لك قناعة قوية أن مشكلتك ليست بهذه الصعوبة، مشكلتك ليست مستحيلة المعالجة، مشكلتك حدث لها تضخيم وتجسيم وتجسيد كبير جدًّا، وذلك نسبة لما تعانيه مما نسميه بالقلق التوقعي، يعني أنت تفترض الفشل قبل أن يكون هناك فشل، ربما يكون هنالك بعض التلعثم هنا وهناك، لكن أنا أؤكد لك أن مشاعرك هذه مبالغ فيها.
الذي أراه أن الأمر أيضًا أصبح ذا طابع وسواسي، فمن المعروف أن القراءة أسهل كثيرًا بالنسبة للذين يعانون من التلعثم والتأتأة، لكن في حالتك أعتقد أن القلق التوقعي جعلك تكون في وضع وسواسي أعطاك هذا الشعور بالفشل وأنك لن تستطيع أن تقرأ أمام الآخرين.
الذي أود أن أصل إليه هو أنه من الضروري جدًّا أن تصحح مفاهيمك، وأنا أقول لك: لا أحد يقوم بمراقبتك، إن حدث لك انشداد عضلي أو شعور بالتلعثم أو تسارع في ضربات القلب: هذا شعور داخلي يخصك أنت ولا أحد يطلع عليه، إذًا تغيير المفاهيم هو خطوة أولى في العلاج.
الخطوة الثانية هي: أن تقوم بإجراء بعض التمارين، تمارين الاسترخاء جيدة ومفيدة، لكن يجب أن تدعمها بتمارين أخرى, أنت محتاج أن تجلس في غرفتك، وأن تقرأ بصوت مرتفع وتتصور نفسك أنك أمام مجموعة كبيرة جدًّا من الناس، وفي ذات الوقت انتقل بخيالك، تصور المذيعين الذين يسهرون على التليفزيون، تصور إمام الحرم المكي حين يُصلي الناس في رمضان، آلاف الناس، ويسمعهم ملايين البشر حول العالم، وهو في نهاية الأمر بشر.
أخِي الكريم: يجب ألا تعمم أو تخصص هذه العلة وتعتقد أنك أنت الوحيد الذي تعاني منها، لا، ما يأتيك من قلق يجب أن يكون قلقًا إيجابيًا، بمعنى أن يحضّرك للمزيد من الانطلاقة في كلامك، وتسأل الله تعالى أن يحل العقدة من لسانك، وتكثر من التمارين الكلامية, هذه هي الوسيلة العلاجية الصحيحة.
الأمر الآخر هو: أن تتناول أحد الأدوية المضادة للمخاوف، فإن ذهبت وقابلت الطبيب أعتقد أن ذلك سوف يكون جيدًا، وعقار (زيروكسات) هذه اسمه العلمي, ويعرف تجاريًا باسم (باروكستين) هو دواء ممتاز جدًّا في مثل هذه الحالات، يُضاف إليه جرعة صغيرة من عقار (إندرال) والذي يعرف علميًا باسم (بروبرالانول) هذا سوف يساعدك كثيرًا.
وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.