سقط أرضاً وهو صغير، فكبر ولا يستطيع الاعتماد على نفسه.
2013-11-05 04:08:40 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أخي يبلغ من العمر 25 سنة، يعاني من مرض نفسي، ليس لديه تقريراً طبياً توضح حالته الصحية، فهو يتكلم ويضحك مع نفسه، ويصرخ بشكل هستيري، ولا يعتمد على نفسه حتى عند دخوله الحمام.
بدأت هذه الأعراض عندما كان في التاسعة من عمره.
وعندما كان صغيراً تعرض للسقوط أرضاً وهو يلعب، حيث كسرت قدمه، وأصيب في رأسه.
سؤالي: هل حالته سببها تلك الحادثة؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ولاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
جزاك الله خيرًا على ثقتك في إسلام ويب، وعلى اهتمامك بأمر أخيك هذا.
الأعراض التي ذكرتيها واضحة لدرجة كبيرة، وإن لم تكن كاملة بالطبع، والتشخيص في الأصل يجب أن يتم بناء على معلومات كاملة ودقيقة، وفي ذات الوقت الفحص والمناظرة الطبية النفسية المباشرة دائمًا هي الصفة التأكيدية للتوصل إلى التشخيص الصحيح.
بالنسبة لأمر هذا الشاب – حفظه الله – بما أنه يتكلم لوحده، ويضحك مع نفسه: هذا عرض رئيسي جدًّا، وهذا غالبًا يكون ناتجًا من سماعه للأصوات، أو ما يسمى بالهلاوس السمعية، فكلامه مع نفسه وضحكه: هو استجابة لهذه الأصوات، وهذا يعتبر عرضًا رئيسيًا من أعراض الأمراض العقلية مثل مرض الفصام - مثلاً -.
فأعتقد أن التشخيص الأقرب في حالة هذا الابن – حفظه الله – هو أنه يعاني من أحد الاضطرابات الذهانية من نوع الفصام تقريبًا.
قطعًا كلامي ليس كلامًا يقينيًا، ولا أستطيع أن أقول أنه صحيح مائة بالمائة، لكنه – أي ما ذكرته – سيكون مفيدًا لكم، وذلك لتنتبهوا لهذا الشاب، وتذهبوا به إلى مرافق العلاج، لأن هذه الأمراض يمكن الآن علاجها بصورة لا بأس بها، ويعرف أن التدخل الطبي النفسي المبكر يعطي نتائج أفضل، أما التأخير حتى يُصبح المرض مزمنًا ومطبقًا فهنا ربما لا تكون الاستجابات العلاجية جيدة مائة بالمائة.
فيما يخص إصابة الرأس التي حدثت له مع الكسر في قدمه: إصابات الرأس ربما تكون لها أهمية كمسبب، أو مساعد، أو عامل ساهم في حدوث الاضطراب النفسي، أو الذهاني، لكن لا نستطيع أبدًا أن نقول أنه عاملاً تأكيديًا.
الذي أنصح به هو أن تذهبوا بهذا الابن إلى الطبيب النفسي، اذهبوا به الآن مباشرة دون أي تأخير، هو رجل معلول مفتقد البصيرة، وغير مرتبط بالواقع، لذا أصبح تحت مسؤوليتنا جميعًا، مسؤوليتي أن أنصحكم، وها أنا أنصحكم بأن تذهبوا به للطبيب، وأنتم قطعًا مسؤوليتكم التنفيذ، بمعنى أن تذهبوا به بالفعل إلى الطبيب، وأنا أؤكد لك أنه - بإذن الله تعالى – سوف يستفيد كثيرًا من العلاج، والتوجيهات الإرشادية، والتأهيلية، التي سوف يقوم بها الطبيب المختص.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.