أبي يرفض زواجي من فتاة متدينة لأنها ليست ريفية.. ماذا أفعل؟
2013-11-05 23:19:38 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهز
أحببت فتاة متدينة، ومهذبة وذات أخلاق حميدة، وأردت أن أتقدم لخطبتها، وعندما تحدثت مع والدي في هذا الموضوع رفض بشدة نظرا لأنها تسكن في القاهرة، وأنا أسكن في الأرياف، وقال: إنها لن تستطيع أن تعيش في الأرياف، على الرغم من أني تحدثت مع الفتاة في هذا الأمر، وقالت إنها موافقة على العيش في الريف، ولكن والدي قال إن هذا مجرد كلام من الفتاة، ورفض وتحدثت معه أكثر من مرة، ورفض لدرجة أني قمت بإنهاء حديثي مع هذه الفتاة في الحال، وقلت لها: إن والدي ما زال رافضا، ويجب أن لا نتحدث ثانية إلا إذا وافق والدي؛ لأننا بهذه الطريقة نكون في الطريق الخاطئ، وأنهيت علاقتي معها تماما.
وبعد ذلك تقدم أحدهم للفتاة، وقام بخطبتها، وبعد أسبوعين من الخطوبة قامت بفسخها لأسباب لا أعلمها، ومنذ أسبوع تحدثت مع والدي ثانية، وقال لي إنه الآن مشغول بموضوع زواج أختي، وبعد أن يتم زواجها على خير سوف يتحدث معي في هذا الموضوع، وقال أيضا: سوف أذهب وأخطبها لك، ولكن قبل أن يتم الرد من أهل الفتاة سوف يدعوهم لزيارة القرية التي أسكن بها ويرون الوضع، وبعد ذلك يقررون إما القبول أو الرفض.
وعندما قلت لأبي أنه يجب أن أتحدث مع الفتاه لأعلمها بذلك لكي تنتظرني رفض وبشدة، وقال: لو لك نصيب فيها ستكون من نصيبك، رغم أني أريد أن أعلمها فقط، ولا أريد أن أتحدت معها، فماذا أفعل؟ هل أخبر الفتاة بما دار بيني وبين والدي أم لا؟
وما هي الطرق الدينية لإقناع والدي؟ وما الحل الأمثل لهذه المشكلة لاني أحب الفتاة بقوة، وهي ذات خلق ودين، وكما حثنا الرسول فيما معنى الحديث: (فاظفر بذات الدين تربت يداك).
وشكرا جزيلا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الموقع، ونسأل الله أن يرزقك بصاحبة الدين، ونتمنى أن تُقنع الوالد وتصل معه إلى قناعة واضحة قبل أن تُكمل المشوار مع هذه الفتاة، نحن لا نريد أن تفتح للفتاة وتفتح معها المواضيع مرة ثانية ولا تجد استجابة من الوالد، ونحب أن نؤكد أن البداية الصحيحة أصلاً هي أن تعلم الأسرة، وأن نتأكد من إمكانية القبول بالزواج، وإمكانية حصول التوافق ورضا الوالدين، لا أن نجعل هذه المسألة آخر المسائل كما هو حاصل في الحالة التي تتحدث عنها.
فأنت تعرفت على الفتاة واتفقت معها وتواصلت معها، ثم بعد ذلك عرضت الأمر على الوالد، هذه الخطوة كان ينبغي أن تكون في البداية؛ لأن موافقة أهل الفتاة، والتوافق من أهل الزوج، التعارف، التآلف، القبول ببعضهم، هذا شرط أساسي، والإسلام لا يعترف بأي علاقة في الخفاء، يريد علاقة معلنة، تبدأ بالتعارف، ثم بسؤال كل طرف على الآخر، ثم بعد ذلك بالنظرة الشرعية في مراسيم، فإذا وجدنا القبول والارتياح والانشراح من كل الأطراف - خاصة من الشاب والفتاة برعاية أسرتيهما – نقول عند ذلك (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف).
ولذلك نحن لا نؤيد فكرة الاستعجال وإخبار الفتاة، ونتمنى أن تنجح في إقناع الوالد، فلو رضي أن يذهب معك لزيارتهم، أو جاءوا لزيارتكم، هذه خطوة على الطريق الصحيح، والوالد يريد أن يضع النقاط على الحروف، وتعرف أن أهل الريف يحبون أبناءهم ويريدون أن يكونوا عندهم، فهو يخشى أن يخسرك ويفقدك، هناك مخاوف دائمًا تكون عند الآباء، وهذا من حبهم لأبنائهم والبنات، ونحن نؤكد أن الدين هدف، ولكن ينبغي أن يكون أيضًا الوصول للفتاة المتدينة بطريقة صحيحة، فالغاية لا تبرر الوسيلة، لا بد أن تكون الوسيلة صحيحة والغاية صحيحة.
فليس لك سبيل للحديث مع فتاة أجنبية لا علاقة لها بك حتى تُوضع هذه العلاقة في إطارها الشرعي الصحيح.
نسأل الله أن يهدي الوالد، ونتمنى أن تقترب منه، وتُظهر له حبك له وبرك له، وتجتهد وتحرص على أن تقف معه وقفة كبيرة في زواج أختك، حتى يشعر إلى جواره رجل، وعند ذلك نتمنى أن يلين قلب الوالد ويستجيب لطلبك، ونوصيك بالتوجه إلى الله، فإن قلب الوالد وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، نسأل الله أن يصرف قلب والدك إلى الخير، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.