لدي مخاوف اجتماعية وقلق واكتئاب وقليل من الوسواس
2013-11-25 04:09:15 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أود أن أطرح عليكم مشكلتي، راجياً أن أجد من خلالكم الحل المناسب، فأنا شاب عمري33 سنة، لدي مشكلة الخجل منذ الصغر، ولكن عندما بدأت أكبر وأعي وأقرأ عن مشكلتي، وجدت بأنها مشكلة وراثية، وأن هذه المشكلة تزداد عندما أكون وسط مجموعة من الناس، سواء مقربين أم لا؛ حيث لا يمكنني أن أتصرف براحتي كما لو كنت وحدي أو لو كنت مع أحد أصدقائي الذين لا أرهب بأن أتصرف أمامهم أي تصرف.
عندما قرأت عن مشكلة الرهاب الاجتماعي وجدت بأن الأعراض التي يتعرض لها المصاب بهذا المرض تشكل نحو80 % من الأعراض التي تصيبني عندما أكون وسط الحدث.
مثال: عندما يطلب مني أن أتكلم أو أعرض رأيي أو أعرف عن نفسي أو أثناء المقابلة، فالتوتر والتعرق واحمرار الوجه والتأتأة تصيبني، وأنا دائماً شخصية متوترة، أحسب حساب كل شيء، مما أفقدني متعة التمتع بالشيء من كثرة الرهبة والتوتر، والخوف من الشيء السلبي، وأيضاً شخصيتي دائماً تتصف بالجدية والمثالية والاكتئاب، وأحاول أن أجعل نظرتي للأشياء إيجابية، إلا أن السلبية تفرض نفسها، وهذا الشيء يقلل من عزيمتي وفرصي في الحياة؛ حيث لا أتجرأ بأن أتخذ زمام المبادرة في أي شيء، ودائماً أكون بعيداً عن الأضواء.
لقد قرأت عن بعض الاستشارات في الموقع، ووجدت أن بعض الأشخاص قد استفادوا من بعض الأدوية، مثل (زولفت) و(سيروكسات)، ولم أتجرأ أن أشتري أحد هذه الأدوية قبل أن أعرض حالتي عليكم، لعل هناك علاج آخر أفضل، ولعل ترددي هذا نتيجة أيضاً وسواس قد يصيبني عند اتخاذ أي قرار، فأنا شخص متردد.
وشكرا جزيلا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فادي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلقد عرضت حالتك بصورة جميلة جدا، وأنا أعتقد أنك تعاني من درجة بسيطة من قلق المخاوف، والمكون الرئيسي لمخاوفك يتمثل فيما يسمى بالرهاب الاجتماعي الظرفي، وهذه الأعراض قطعًا تُشعر الإنسان بشيء من عدم الارتياح وتعسر في المزاج، لكن لا أرى أن هنالك اكتئابا نفسيا.
بما أن مشكلتك بدأت منذ الصغر، بدأت في شكل خجل، وبعد ذلك وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه، من المفترض أن تبني وعيًا جديدًا عن ذاتك (فالحمد لله تعالى أنت شاب في مقتبل العمر، لديك طاقات نفسية وجسدية ووجدانية، لديك مهارات، تستطيع أن تشق طريقك في الحياة بكل ثقة وتدبير) فكوّن هذا الوعي الجديد على ذاتك، أعتقد أن هذا مهم جدًّا، والإنسان يتطور، يتطور في فكره وفي نفسه وفي صلابته وفي مهاراته الاجتماعية.
ويجب أن تقلل من الرقابة الشديدة على ذاتك، افهم نفسك من خلال الإدراك لمقدراتك، لكن في ذات الوقت لا تراقب كل صغيرة وكبيرة، هذا يجعلك عرضة للمخاوف وللوساوس.
إذًا انقل نفسك نقلة إيجابية، لا شك أن الإكثار من التواصل الاجتماعي من خلال برامج يومية مع تصنيف وتشكيل هذه البرامج، لأن التعرض إذا كان رتيبًا أيضًا لا يفيد كثيرًا، لكن تعدد وتنوع التعرض مع منع الاستجابات السلبية أعتقد أنه يفيدك كثيرًا.
مثلاً الحرص على الصلاة في الصف الأول في المسجد، حضور الندوات، الذهاب إلى دور الرياضة، مشاركة الناس في مناسباتهم، الانخراط في عمل خيري، الذهاب إلى مراكز التسوق متى ما كان ذلك ضروريًا (وهكذا).
هذه كلها مهارات تتطلب التعرض والتعرض الإيجابي جدًّا، وفي ذات الوقت هي ممتعة جدًا، أعتقد من خلالها تستطيع أن تتغلب على كثير من مشاعر المخاوف.
بالنسبة للعلاج الدوائي: أتفق معك أنه الآن وبإجماع المختصين أن الأدوية المضادة للمخاوف – وهي في الأصل أيضًا مضادة للاكتئاب- وجد أنها فعالة وفعالة جدًّا، وميزة الأدوية أنها تتحكم تمامًا في الأعراض خاصة النفسية منها، وهذا يُمهّد الطريق للإنسان للتطبيقات السلوكية التي تقوم على مبدأ وعيٍ جديد إيجابي حول الذات، والتعرض لمصادر المخاوف.
أخي الكريم: أنا أرى أن الـ (زولفت Zoloft) والذي يعرف علميًا باسم (سيرترالين Sertralin) سيكون دواء مناسبًا جدًّا، وإن أردت أن تقابل أحد الأخوة الأطباء النفسيين في الأردن – وهي الحمد لله تعالى عمارة بالمختصين – هذا أيضًا ربما يكون أمرًا مطمئنًا لك، لأن المقابلة الشخصية لها فوائد كثيرة من حيث التطور العلاجي.
عمومًا جرعة الزولفت في حالتك هي جرعة صغيرة، تبدأ بنصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – تتناولها يوميًا في المساء لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة، استمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.
في بعض الأحيان يحتاج الإنسان إلى جرعة أكبر، وبفضل الله تعالى أن الطيف الدوائي بالنسبة للزولفت متصل جدًّا، الجرعات هي من حبة إلى أربعة حبات في اليوم، لكن لا أعتقد أنك سوف تحتاج لجرعات كبيرة.
لك كثير من الإيجابيات، ومن الواضح أن قاعدتك المهاراية صارمة جدا، وأعتقد بشيء من التعديلات الطفيفة والدفع النفسي الإيجابي تستطيع حقيقة أن تتخلص من كل الشوائب النفسية التي تزعجك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.