معاناة مع الوساوس القهرية حول معجزات الأنبياء وخلق الكون

2013-11-27 03:15:12 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

سيدة تصلي وتتصدق وتكره الكذب، وتمنع أولادها بشدة من الكذب، ومنعت زوجها من متابعة الأفلام والقنوات السيئة، مثل:( mbc2)، ودائماً تقرأ القرآن، وتكثر من أفعال الخير، لكنها قلقة دائماً أن تموت كافرة، وهي تحاول أن تقنع نفسها بأنها مسلمة، لكن خوفها من الكفر أقوى؛ حيث أنها تعاني من وساوس قهرية منذ عدة سنوات، والتي تتعلق بخلق الله للكون، ومعجزات الأنبياء، فهي في شك هل حصلت فعلاً أم هي أكاذيب، وتعيش بين التصديق والتكذيب، حتى أصبحت عصبية وكثيرة البكاء.

سألتني إن كنت أعرف دواءً مناسباً لحالتها، فنصحتها أن تبدأ بعقار (أنافرانيل عيار 10)، وهي ليس لديها إمكانية مادية لمراجعة الطبيب النفسي.

سؤالي: ما هو الدواء المناسب مع الجرعة والفترة الزمنية المناسبتان لحالتها؟

جزاكم الله خيراً.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ homs حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبداية لا بد أن أسدي لك الشكر والتقدير على اهتمامك بأمر هذه السيدة، وأقول لك إن الوساوس مؤلمة جدًّا للنفس، وهي تؤدي إلى تعاسة وكرب شديد، خاصة حين تكون ذات طابع ديني من الشاكلة التي تحدثت عنها.

الرسالة التي يجب أن تصل إلى هذه الأخت –شفاها الله– يجب أن تكون رسالة بشرى، أولاً من الواضح أن المنظومة القيمية لديها راقية وعالية جدًّا، والذي يظهر لي أن نفسها اللوامة متسلطة عليها بقوة شديدة لتدفعها نحو الاطمئنان، لكن هذا الدفع وهذا التسلط من النفس اللوامة بهذه الكيفية قطعًا له سلبياته.

هذه السيدة تعاني من وساوس قهرية، وبفضل الله تعالى الوساوس القهرية تستجيب للعلاج الدوائي بصورة ممتازة، خاصة الوساوس التي يكون مكونها مكونًا فكريًا أكثر مما هو طقوسيًا أو وساوس أفعال.

يجب أن ننصح هذه السيدة بأن تغلق على هذه الوساوس من خلال الحرص على عدم مناقشتها، وعدم تحليلها، وألا تخضعها لأي نوع من المنطق، لأنها ليست منطقية، فقط تخاطب الفكرة وتقول لها: (أنت وساوس قبيحة، اذهبي عني) وتكثر من الاستغفار، وليس أكثر من ذلك.

العلاج الدوائي مطلوب جدًّا، وبفضل الله تعالى كما ذكرت لك الاستجابات رائعة جدًّا في مثل هذه الحالات، وأنت مشكورة على نصحك لأن تتناول هذه السيدة عقار (أنفرانيل)، فهو أول دواء أثبت نجاحه في علاج الوساوس القهرية، لكن الجرعة يجب أن تصل إلى (مائة وخمسين مليجرامًا) في اليوم، وهذه الجرعة كثيرًا من الناس لا يتحملونها، نسبة للآثار الجانبية التي تتمثل في وجود الجفاف في الفم، والإمساك، وربما شعور بالدوخة بسيط.

هذه السيدة إذا أرادت أن تستمر على (الأنفرانيل) بالرغم مما ذكرناه، لا بأس في ذلك، لكن يجب أن تصعد الجرعة بمعدل (خمسة وعشرين مليجرامًا) كل أسبوع حتى تصل إلى (مائة وخمسين مليجرامًا) في اليوم، مثلاً تبدأ تحوّل (العشرة مليجرام) إلى (خمسة وعشرين مليجرامًا)، ثم بعد أسبوع تجعلها (خمسين مليجرامًا) يوميًا، ثم بعد أسبوع ثالث تجعلها (خمسة وسبعين مليجرامًا)، وهكذا حتى تصل إلى (مائة وخمسين مليجرامًا) في اليوم، وتكون الجرعة مجزئة، مثلاً: (خمسين مليجرامًا) صباحًا و(مائة مليجرامًا) ليلاً، وهكذا.

هذه هي الطريقة الجيدة والطريقة المثلى، وأعتقد أنها تحتاج أن تستمر على هذه الجرعة العلاجية لمدة ستة أشهر على الأقل، بعد ذلك يمكن أن تخفض الجرعة بمعدل (خمسة وعشرين مليجرامًا) كل شهر حتى تتوقف عن الدواء.

الدواء البديل هو عقار (فلوكستين)، والذي يعرف باسم (بروزاك)، هذا دواء راقي جدًّا، فعّال جدًّا أيضًا، ويتم تناوله بجرعة (عشرين مليجرامًا) -كبسولة واحدة- في اليوم لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم، تستمر عليها لمدة شهر، ثم تجعلها ثلاث كبسولات في اليوم، تتناول كبسولة في الصباح وكبسولتين ليلاً، تستمر على هذه الجرعة لمدة أربعة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى كبسولتين في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى، ثم تتوقف عن تناول الدواء، ويفضل أن يُدعّم (الفلوكستين) بعقار (رزبريادون) والجرعة هي (واحد مليجرام) ليلاً لمدة ثلاثة أشهر.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لها العافية والشفاء، ولك الأجر والثواب -بإذن الله تعالى-.

www.islamweb.net