زوجي يكرمني ولكنه صامت طوال الوقت.. ماذا أفعل؟
2013-11-21 04:52:29 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا فتاة عمري 27 سنة، تزوجت منذ 7 أشهر تقريبا، ولكن زوجي إنسان صامت، لا يتكلم إلا نادراً، أحس بعض الأحيان أنه لا يريدني، ولكني في المقابل أرى ما يفعله لي من أشياء، وأنه كريم معي، فاحترت في التعامل معه!
يمر علينا أربعة أيام دون كلام، وإذا واجهته في الموضوع يقول: ليس هناك شيء، ولا أحب النقاش، قررت أن أكتب له كل ما أريد، أو كل ما أحس فيه، ولكن لا أعرف ماذا أقول في الرسالة؟!
أرجو مساعدتي في ذلك.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك ابنتنا الفاضلة، ونسأل الله أن يسعدك مع هذا الرجل، ونؤكد لك أن الرجل الذي يفعل المعروف ويفعل أشياء إيجابية لزوجته، هذا نوع من التعبير عن حبه لها، ويؤسفنا أن نقول إن معظم الرجال يعبر عن حبه لزوجته بالعطاء والاهتمام وشراء الأشياء الغالية الثمينة وتلبية طلباتها، لكن يغفل الرجال حاجة النساء إلى التعبير اللفظي، وحاجة النساء إلى الكلام وإلى الجلوس معهنَّ والإنصات لهنَّ، وهذه مسائل تحتاج إلى وقت.
ولذلك نحن لا نرى أن تكتبي له رسالة بهذا المعنى؛ لأن الرسالة أيضًا تعمق رسالة الصمت، يعني لغة الكلام تعطلت فبدأت لغة الكلام المكتوبة هي سيدة الموقف، أتمنى أن تقتربي منه، وتشجعيه، وتبالغي في خدمته، والتزين له، ونعتقد أن الوقت جزء من الحل، فسبعة أشهر غير كافية لفهم نفسية هذا الإنسان، وطريقته في الحياة، وإذا كان الرجل يعبر عن حبه بهذه الطريقة فإنا نشكر له هذا الاهتمام، ونشكر له تلبية الطلبات، ونطالبه بعد ذلك بالمزيد، الذي نتمنى أن يكون لك أنت كأنثى دور كبير جدًا في جعله يتكلم، في جعله يسعد، في الاقتراب منه، الدخول في حياته، ومعرفة اهتماماته.
هنا نريد أن نسأل أيضًا: هل هذا الصمت وهذا السكوت مع كل الناس؟ أم معك أنت وحدك؟ إذا كان هذا طبعه مع الناس وفي بيته، اسألي أخواته وحاولي أن تتعرفي عن تاريخه، بعض الناس أصلاً عنده كلام كثير، وهذا معروف بين الناس، ولذلك إذا كان من هذا النوع فينبغي أن تتعاملي بهدوء وتحتملي هذا الوضع؛ لأنه لا يعبر عن كره ولا يعبر عن نفور، رغم يقيننا بأن المرأة بحاجة إلى من يستمع إليها وإلى من يُحادثها، بل إنها تُجدد عواطفها من خلال كلامها مع زوجها، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم جلس يستمع لأمنا عائشة وهي تتكلم عن إحدى عشر امرأة، وعلماء السنن بوّبوا بابًا (السمر مع الأهل) من خلال حديث النبي ومجالسه مع زوجاته، وحديثه معهنَّ حتى بعد العشاء عليه صلاة الله وسلامه.
أما إذا كان يتكلم في الخارج، ولا يتكلم في البيت، فهنا ندعوك إلى معرفة الاهتمامات، يعني الإنسان إذا أحب الكرة إذا أردناه أن يتكلم نسأله ما حصل بين الهلال والاتحاد (وكذا)، ويبدأ بعد ذلك يتكلم فلا يسكت، وإذا كانت اهتماماته ثقافية نسأله عن مهرجانات ثقافية، إذا كانت اهتماماته شرعية نسأله مسائل شرعية، يبدأ يتكلم.
إذن معرفة الاهتمامات والدخول إلى حياته والاقتراب منه والاشتراك في الاهتمامات، نحن نقول إذا كان ممن يحب البر وممن يحب هذه الأشياء نسأله عن البراري وعن الرحلات، فيبدأ يتكلم عن هذه الأمور.
فإذًا ينبغي أن تستخدمي هذه الوسائل قبل أن تكتبي هذه الرسالة له، وحاولي أن تتعرفي هل هذا الأمر معك وحدك؟ هل هذا من طبيعته؟ هل أسرته هكذا؟ هل هو هكذا مع أصدقائه؟ ما هي الأمور التي تُعجبه ويتكلم فيها، حاولي أن تبادري أنت أيضًا بالاقتراب منه، والدخول إلى حياته كما قلنا، وجعله يتكلم من خلال الأسئلة التي نتمنى ألا يكون فيها إلحاح شديد أو إصرار شديد على أن يتكلم مرة واحدة دفعة واحدة بعد أن كان صامتًا.
المسألة قد تحتاج إلى وقت، ولا داعي للانزعاج، ونتمنى أن تتواصلي معنا بعد أن تعرفي تاريخ حياته، هل هذا الصمت معك أم مع الآخرين أيضًا؟ هل عنده اهتمامات وأمور معينة يتكلم فيها؟ كيف كان حاله مع أسرته قبل أن يتزوج؟ ما هي مظاهر الإحسان التي تحصل منه بالنسبة لك؟ فإذا كان يلبي الطلبات ويقوم بواجباته – وهذا واضح من كلامك – فهذا دليل على أن هذا الرجل يحبك، وأن هذا الوضع يحتاج إلى بعض الوقت، فكثير من الرجال لا يعرف التعبير اللفظي والتعبير عن مشاعره، ولا يعرف كثرة الكلام، إلا بعد أن يعتاد ذلك بعد فترة طويلة، والحياة الزوجية تبدأ بالتعارف، ثم بعد ذلك تبدأ في التأقلم مع الوضع الجديد - وهذه نقطة مهمة – ثم بتقديم التنازلات، ثم بالتفاهم (فهم النفسيات)، ثم بعد ذلك بالتعاون على البر والتقوى، وصولاً إلى التآلف والتوافق - الذي يعتبر أكمل الصور - ثم وصولاً إلى الصداقة بين الزوج وزوجته، لأن هذا معنى كبير جدا ينبغي أن يوجد في بيوتنا، وكل يمكن هذا يحصل.
نحن نطالبك بالصبر وعدم الاستعجال، وعدم الانزعاج، طالما كان الرجل مؤديًا واجباته في الجانب الآخر، ويلبي الطلبات، ونعتقد أن الزمن جزءً من الحل، فلا تستعجلي، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.