ما ضوابط الحديث مع خطيبي؟ وكيف أجعل فترة الخطبة أفضل لكلينا؟

2013-12-03 13:04:13 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا الآن في فترة الملكة والدخلة ستتأخر قليلا، وبيني أنا وزوجي تواصل بالمكالمات، أريد ضوابط الحديث معه، خصوصا أني عفوية جدا وأتحدث بما أفكر به، لكني أحس أنه يسأل أسئلة تمحيص واختبار وأنه يحاول فهمي، لكن بعض العفوية تفسد مقاصدي أحيانا فيفهمني على نحو خاطئ، لا أريد أن أكون مملة، كيف أجعله يشتاق إلي؟ وكيف أملك قلبه هذه الفترة؟ وأجعلها فترة لنفهم بعضنا أكثر؟ وبمَ تنصحونني لأتعامل معه؟

وشكرا لهذا الموقع الجميل جدا.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الموقع، ونسأل الله أن يجمع بينك وبين زوجك على الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونشكر لك هذا السؤال الهام، وقد أحسنت بالتواصل مع الموقع، وشرف لنا أن نكون في خدمة أبنائنا وبناتنا، ونسأل الله أن يبارك لكما، وأن يبارك عليكما، وأن يجمع بينكما على الخير.

ونحب أن نؤكد فعلاً أن هذا السؤال فكرته رائعة، والمرأة التي تريد أن تعرف كيف تتكلم مع زوجها؟ كيف تستطيع أن تُرضيه؟ بماذا تُجيب على الأسئلة؟ هذا دليل على نضج ودليل على فهم، ولكننا نحب أن نؤكد لك أن الأمور أبسط مما تتصورين، وأن هذا الرجل ما جاءك واختارك من بين النساء اللائي يعرفهنَّ، رضيك ورضيت به، قبلك وقبلت به، ارتاح إليك وارتحت إليه، فهذا تلاقٍ بين الأرواح قبل أن يكون بين الأجساد، فالأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف.

ونحب أن تؤكدي له المشاعر النبيلة، وتثبتي له مكانته وتقديره، فالرجل يحتاج إلى أن يشعر أنه مُقدَّر، وأن زوجته معجبة به وبعمله وبوظيفته وبهيئته وبكل أمرٍ فيه، وعندها سيبادلها المشاعر، كذلك ينبغي أن تبيني له مسألة الدين، وأنها شرط أساسي، وأنك حريصة على الطاعة لله تبارك وتعالى، وأن هذا الذي ينبغي أن نؤسس عليه بيتنا.

نوصيك بكثرة الاحترام وإظهار المشاعر النبيلة تجاه أسرته وأهله، وعندها سيقابلك أيضًا بالمثل، فكوني له أمَةً يكن لك عبدًا، كوني له أرضًا يكن لك سماءً، احرصي دائمًا على أن تتكلمي بالكلام الجميل الرائع، والعفوية مطلوبة أيضًا، ولكن الإنسان في بعض الأمور وبعض الأسئلة بالذات ينبغي أن ينتبه لها، فليس من الضروري أن نُخبر عن تاريخنا السابق، وعن كل ما حصل، وليس من الضروري أن تقولي مثلاً (خطبني فلان وفلان ورفضت فلان، وفلان كان جيدًا لكن أمه سيئة) إلى غير ذلك من الكلام الذي يمكن أن يؤثر على الطرف الآخر، فإذا سأل مثل هذا السؤال فقولي (أنا لم أعرف أحسن منك ولا أكرم منك، وأنت أول من دخل قلبي) ونحو هذا من الكلام، والشريعة تتسامح في مثل هذه الجوانب، وتقبل فيها المبالغات، يعني لو قلت (أنا ما رأيت في هذه الدنيا أجمل منك ولا أحسن منك) فهي تُؤجر على هذا الكلام ولا تعتبر كاذبة، وهو كذلك أيضًا من حقه أن يتكلم بهذا الكلام، فإن هذا مما توسعت به الشريعة عندما يكون الأمر بين الرجل وزوجه، بين الزوجة وزوجها.

نتمنى دائمًا أن تسألي عنه، وأن ترسلي له الرسائل التي فيها أدعية وأذكار، وأن تبيّني له أنك حريصة على إكمال هذا المشوار، وأنك في شوق إلى ذلك اليوم الذي تكتمل فيه المراسيم، وتسأليه عن الأشياء التي تضايقه، وتحاولي أن تدخلي إلى حياته، وتعرفي الأمور التي يميل إليها فتميلين إليها، لأن وجود قواسم مشتركة وتفهم نفسية الرجل من هذه الناحية له أثر كبير، وهو يزيد فرص الوئام، وفرص المحبة بين الزوجين.

حاولي دائمًا أن تُحسني الاعتذار، إذا اتصل في وقت غير مناسب أو كنت مشغولة، أن تقولي له كلامًا جميلاً، وتستأذنيه في أدب، ثم بعد ذلك تعتذري له، وتبيني فعلاً أنك في شوق، لكن الأمر كان حصل كذا، ودخل علينا فلان، ووالدتي كانت تكلمني، أو نحو ذلك من الاعتذارات الجميلة، لأن بعض الناس إذا كانت متضايقة تُغلق الهاتف دون أن تعبر، ودون أن تذكر السبب، وهذا مهم بالنسبة للرجل، فإنه يريد أن يُقدَّر، ويريد أن نُحسن له الاعتذار.

ونحن نتمنى ألا تطول هذه الفترة، لأننا نريد لمن تزوجت وعُقد عليها أن تساعد زوجها على إكمال المراسيم، فحاولي في هذا الجانب أن تساعديه، وشجعيه على البساطة، وترك التكاليف التي تضر ولا تنفع.

لذلك هذه أمور أساسية ينبغي أن تهتمي بها، وندعوك إلى الاهتمام بالقراءة والاستماع للمحاضرات التي تتعلق بالحياة الزوجية، تبادلي معه المواقع الجيدة، والمحاضرات النافعة المفيدة فيما يتعلق بالحياة الزوجية وتربية الأبناء، وأرجو أيضًا إذا كان هناك أمر ألا تترددي في الاستفهام والتواصل، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

www.islamweb.net