أؤخر الصلوات حتى أعود للبيت، كيف أتوب إلى ربي وألتزم بصلاتي؟
2013-12-16 02:26:39 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا موظفة في القطاع الخاص وأعمل مبرمجة، وساعات عملي طويلة فهي من الثامنة للرابعة والنصف، ومنزلي يبعد عن عملي حوالي ساعة ونصف، مما يعني أني أكون متعبة للغاية وأتقاعس عن أداء الصلوات، مع شعوري المستمر بالذنب ولكن الالتزام فيها يكون ثقيلا علي، بالإضافة إلى أن معظم أوقات الصلاة أكون فيها بالعمل، وأنا لا أجيد الوضوء هناك، وأنا طموحة جدا وأريد تطوير مهاراتي في العمل، وقراءة الكتب في تخصصي وديني، ولا أملك من الوقت ما يكفي، ما السبيل للالتزام بصلاتي مع كل هذه الضغوط؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ tala حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك - أختنا الفاضلة - في موقعك إسلام ويب، ونحن سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لنا ولك الخير، وأن ييسر كل عسير.
لا شك – أيتها الأخت الفاضلة - أن الطموح وتطوير المهارات أمر جيد، سيما إذا كان الغرض من التطوير نفع يطال المسلمين، ونيتك فيه خالصة لوجه الله الكريم، لا شك أن هذا مما تؤجرين عليه بين يدي الله، ولكن نود هنا - أختنا الفاضلة - أن نؤكد لك على معنى هام أرجو ألا تأخذك مشاغل الحياة عنه، قد أخبرنا النبي - صلى الله عليه وسلم به -، وهو (أول ما يحاسب عنه العبد من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر)، وفي رواية أخرى: (فإن قبلت صلاته قبل منه سائر عمله، وإن ردت عليه صلاته رد عليه سائر عمله).
واعلمي - أيتها الفاضلة - أن الأصل في الصلاة أن تؤدى في وقتها، لقوله تعالى: (إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً) ولا يجوز تأخيرها عن وقتها إلا لعذر، ولعظم الصلاة لم تسقط عن المرضى ولا على من يقاتلون في سبيل الله، مع شدة مقامهم وشدة المعارك الضاربة التي يكون أثر الغفلة فيها: القتل، أي حياة المرء قد يفقدها لسهو عارض، ومع كل ذلك لم تسقط عنهم الصلاة.
ينبغي عليك - أختنا الفاضلة - اتخاذ كافة السبل والوسائل التي تجعلك تحافظين على الصلاة في وقتها، واعلمي أن الصلاة صلة بينك وبين الله، وأنها وسيلة لرضى الله عنك وتوفيقه لك، الصلاة ليست عقابا - أختنا - ولكنها منة من الله علينا أن جعل لنا أوقاتا نلتقي معه فيها، وعلى قدر نيتك أختنا سييسر الله لك الأمر، لقد رأيت في أمريكا رجلا سائق تاكسي، لما اقتربت الصلاة ولم يجد مكانا وقف في المواقف، وصعد على أعلى سيارته في البرد الشديد ليؤدي الصلاة، لقد بلغ به الحب لله ولرسوله ولدينه ما سهل عليه البرد والعمل.
أرجو أن تراجعي الأمر أكثر، واعلمي - أختنا - أن محبتك لدينك ستيسر لك كل ما عسّره عليه وقتك.
نسأل الله أن يوفقك لكل خير وأن ييسر لك كل عسير.