الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هند حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنت ليست لديك وساوس من المدرسة، لأنه أصلاً لا توجد وساوس من المدرسة، لكن لديك مخاوف من المدرسة، وهذا نسميه بقلق الفراق، يعني أنك لا تكرهين المدرسة لكن تفضلين أمان البيت وتودين أن تظلي مع والديك ومع أسرتك.
هذه العلة علة معروفة ويجب أن تعامل بحسم شديد، وكما تلاحظين أن معظم أعراضك تنتهي بعد أن تمر الحصة الأولى، لأنه يحدث لك نوع من التواؤم أو التكيف، وتتغير قناعاتك بأن المدرسة جيدة والمدرسة ممتازة ويجب أن أظل بين زميلاتي، لكن في البداية يكون هنالك تعثر، بل تكون هنالك هموم من الليل قبل الذهاب إلى المدرسة، ويعرف أن الذين في مثل حالتك يحسون بارتياح شديد أيام الإجازات أو نهاية العطلة الأسبوعية.
هذه الحالة حالة معروفة، وبالمناسبة –أيتَها الابنة العزيزة– يلاحظ أن قلق الفراق هذا نشاهده عند الأطفال الجيدين واليافعين الممتازين وأصحاب الخلق ومن أسر ممتازة، لكن نسبة للترابط الوجداني الشديد ما بين الطفل أو اليافع وأسرته يجد صعوبة في الذهاب إلى المدرسة، وقد تكون هنالك بعض الأمور المنفّرة في المدرسة، لكنها ليست مهمة.
إذًا أنت لا تعانين من أيّ وسواس من المدرسة، أنت تعانين من مخاوف الذهاب إلى المدرسة، وأنا أقول لك: لا بد أن تفهمي أهمية التعليم، لا بد أن تكوني صارمة مع نفسك، تحضرين كتبك من الليلة السابقة، ترتبين ملابسك، ويجب أن تحسي بفرحة وانشراح وأنت ذاهبة إلى المدرسة، لا تتقاعسي أبدًا، اصحي مبكرًا، صلي صلاة الفجر، واسألي الله تعالى أن يوفقك، بعد ذلك اذهبي إلى مدرستك، وسوف تجدين أن الأمور طيبة وجيدة جدًّا.
لا تتقاعسي، لا تتأخري أبدًا، يجب أن تكوني صارمة وحازمة جدًّا مع نفسك.
هنالك تمارين جيدة نسميها بتمارين الاسترخاء تقلل من الخوف من هذا النوع والقلق بصفة عامة، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم: (
2136015) أرجو أن تطلعي عليها، وقد أعدها موقعنا بصورة مبسطة جدًّا، والتعليمات التي بها واضحة، فأرجو أن تتبعيها وتطبقيها، وسوف تستفيدين منها كثيرًا -إن شاء الله تعالى-.
في بعض الأحيان نعطي أدوية بسيطة لعلاج هذه المخاوف، لكن لا أعتقد أنك سوف تحتاجين للدواء في هذه المرحلة، فقط كوني صارمة مع نفسك، ويجب أن تحبي مدرستك، ويجب أن تتذكري وضعك بعد عشر سنوات من الآن، في ذاك العمر -إن شاء الله تعالى- تكوني قد تخرجت من الجامعة، وربما أيضًا تحصلت على درجة الماجستير وتفكرين في دراسات عُليا، فلا تضيعي فرصتك أيتها الفاضلة الكريمة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.