أمي تدعو على نفسها بالموت، وأخاف أن تموت.
2013-12-19 02:23:12 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 12 سنة، أخاف على أمي -عمرها 50 سنة- من الموت بشكل غير طبيعي، منذ ثلاث سنوات وأنا أخاف من فقدها، فهي دائماً تدعو على نفسها بالموت، وذلك بسبب الظروف العائلية والمادية، ولا أحد يعلم أنني أعاني من هذا الخوف إلا صديقتي، وأنا جداً أخاف عليها، وتصيبني نوبات هلع وضيق في الصدر، وحالات بكاء هستيرية، ودائماً أفكر كيف يكون حالي بدونها؟ فأنا ليس لدي أحداً غيرها، ولا يحبني غيرها، فأصبحت أحاول الابتعاد عنها وأحاول أن أكرهها حتى لا أشعر بفقدانها إذا ماتت، أريد أن أتعود على فراقها، أشعر أنني مريضة نفسياً، وأشعر أنني بحاجة لزيارة طببيب نفسي.
سؤالي: ماذا أفعل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آلاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنت لست مريضة نفسية أبدًا -إن شاء الله تعالى- أنت إنسانة -ما شاء الله- عقلك أكبر من عمرك، وأنت ودودة وأنت عطوفة على والدتك، وتريدين إصلاحها، وأنا حقيقة سعدت جدًّا برسالتك وبشجاعتك وبحرصك على والدتك.
أمك بما أنها تدعو على نفسها بالموت، فهذا أمر حقيقة يُكدر الإنسان، يكدر من حولها، وعلى وجه الخصوص أنتم أبنائها، والدتك ربما تكون مكتئبة، والاكتئاب حين يكون شديدًا ومُطبقًا على الإنسان يجعله لا يحس بطعم الحياة، والبعض قد يتمنى الموت، الظروف العائلية، الظروف المادية، هذه يمر بها الكثير من الناس، والإنسان يجب أن يكون قنوعًا ومتوائمًا ويعيش في حدود إمكانياته، الرزق مكفول، والرزق مضمون -إن شاء الله تعالى-.
الذي أراه هو أن تتحدثي مع والدتك بلطف ومودة، وتكوني بارة بها، وتطمئنيها، وأعتقد أن والدتك هي التي يجب أن تذهب إلى الطبيب النفسي، لست أنت، أنت لست مريضة نفسية، أنت مجتهدة، أنت قوية، أنت ممتازة، أنت حريصة على أهلك وأسرتك، وأنا متأكد أن سلوكك هذا ونوعية أفكارك هذه سوف تفيدك في المستقبل كثيرًا.
أنت تتحملين مسؤوليتك حيال والدتك، وتريدين أن تكوني بارَّة، وألا تبني أي نوع من الجفاء بينك وبين والدتك. أنت تسيرين على الطريق الصحيح، اجتهدي في دراستك، واسعي أن تذهب والدتك إلى الطبيب النفسي، وأنا متأكد أن الاكتئاب الذي تعاني منه -خاصة أنها في عمر الخمسين، وهذا وقت يكثر فيه الاكتئاب عند النساء جدًّا- بعد أن يزول هذا الاكتئاب -إن شاء الله تعالى- تتيسر أموركم جميعًا، وتفرحون بشفائها، وتعود البهجة والفرحة إلى بيتكم.
عليك -أيتها الفاضلة الكريمة-: أن تحرصي على الصلاة، وعليك بالدعاء وتلاوة القرآن، استعيني بالله في كل شيء، وسلي الله -تعالى- أن يحفظك، وفي عمرك هذا من حقك أيضًا أن ترفهي عن نفسك بما هو طيب وجميل، وكوني على علاقة وصداقة مع الصالحات من البنات، هذا -إن شاء الله تعالى- يمثل دعمًا كبيرًا لك، ويمكنك أيضًا أن تستعيني بخالاتك أو أقربائك ليساعدوك في أمر والدتك لإقناعها أن تذهب إلى الطبيب، ودولة البحرين بها أطباء ممتازين جدًّا، هنالك الدكتور عادل العُوفي، والدكتور أحمد الأنصاري، والدكتور فاضل النشيط، كلهم أخوة زملاء أعرفهم تمامًا، وهم من الأطباء النفسيين المقتدرين جدًّا.
فقدمي والدتك إليهم وسوف تجدين -إن شاء الله تعالى- كل عون، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.