ابني يعاني صرعا خفيفا..فكيف أتابع علاجه؟
2013-12-28 15:40:01 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
يعاني ابني من الصرع الخفيف, كما وصفه الطبيب المختص, عمر الطفل 4 سنوات ونصف, بدأ الأمر عندما كان بعمر 8 أشهر, تعرض لنوبة صرع قوية, حيث تشنج جسمه, وظهر بياض عينيه, وعض لسانه, واهتز جسمه بالكامل لمدة خمس دقائق.
بعدها بسنتين ونصف حصلت معه نفس النوبة, استمرت لمدة 3 دقائق, علما أنه بين النوبتين لم تكن هناك أي أعراض أو نوبات أخرى, فذهبت به بعد النوبة الثانية لأحد الأطباء المختصين بجراحة الجملة العصبية؛ فطلب إجراء تخطيط الدماغ, و(مفراس) حلزوني, وكافة التحاليل, فأخبرني أن (المفراس) جيد, ولا يظهر شيء، ولكن تخطيط الدماغ أظهر وجود كهرباء فائضة, ووصف له دواء الديباكين (depakine 50) ملم, جرعتين في اليوم الواحد.
نصح الطبيب بمنعه من مشاهدة التلفزيون, والأضواء القوية, والأصوات العالية, وخلال هذه الفترة بدأ الطفل يعاني من نوبات أثناء اليقظة تهتز فيها يديه, وتحدق فيها عينيه للأعلى, تستمر ثانية أو ثانيتين, تحصل من 20-40 مرة باليوم الواحد.
اختفت هذه الحالة لمدة شهر, وعاودت الظهور, ولكن هذه المرة مصاحبة لنوبات تأتيه عندما يبدأ بالنوم ظهرا وليلا, تستمر من 30-10 دقائق, حيث يحرك يديه ورجليه بقوة, وتخف تدريجيا حتى تختفي عندما ينام, وتحدث هذه الحركة على نحو أقل أثناء نومه, مرتين أو ثلاث مرات.
عند ملاحظة ذلك راجعت طبيبه المختص فقام بزيادة جرعة الديباكين (depakine) إلى 100 ملم على جرعتين يوميا, وأضاف له دواء التكريتول (tegereol) ملعقتين يوميا, حيث بدأت حالته تتحسن, خاصة الحركات المصاحبة للنوم, حيث أصبحت تستمر من 2-3 دقائق, ولكن النوبات النهارية ما زالت مستمرة.
راجعت الطبيب المختص, وقال إنه يجب الاستمرار بهذا العلاج لمدة شهر, وفي حالة عدم تحسن حالته سيقوم بتغير التكريتول, علما أني كل 5 أشهر أعمل تخطيط الدماغ الذي لا يوجد به أي تغير عن التخطيط الأول الذي قمت به للطفل, وكافة التحاليل المطلوبة.
علما أن الطفل ذو صحة جيدة, وذكي جدا, ونشيط الحركة بصورة مفرطة, والحمد لله, وقد لاحظت أن هذه النوبات تقل بالمدة والقوة بصورة كبيرة عندما يرتاح, أو تقل حركته أثناء النهار, وتزيد عندما يضطرب موعد نومه.
ساعدوني أثابكم الله.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخي الكريم: أنت -إن شاء الله تعالى- تسير على الطريق الصحيح، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، وأن يوفقك للطريق العلمي العملي الذي يساعد على شفاء ابنك بمشيئة الله تعالى.
الطريق المطلوب هو مراجعة الطبيب بانتظام، وأفضل الأطباء الذين يعالجون مثل حالتك هم أطباء الأعصاب المختصين في علاج الأطفال.
النقطة الثانية هي متابعة الطفل, وإعطائه الدواء بدقة شديدة، وجرعة الدواء تحسب على وزن الطفل.
ثالثا: أن لا نعامل الطفل كشخص معاق أو صاحب علة، نعم تتخذ التحوطات لحمايته، مثل مشاهدة التلفزيون بتوازن، وأن لا يكون قريبا منه، ولا يتحرك بخطوات قوية، ولكن في ذات الوقت يجب أن نعامل الطفل كطفل عادي، ونشجعه بما يجب تشجيعه، وننهاه بلطف، ونحاول تطوير مقدراته ومهاراته، وبفضل الله تعالى الطفل ذكي ومقتدر، وهذا أمر مشجع جدا، وهذه المبادئ الصحيحة والتي أراك تركز عليها.
رابعا: الهدف من علاج النوبات الصرعية هو أن تتوقف هذه النوبات، وهذا يمكن أن يكون متاحا في حوالي 80% من الحالات، وهي نسبة عالية جدا، وتوجد الآن مجموعة جيدة من الأدوية، ولكن لا يفضل التغيير السريع في الدواء، بل يبدأ بدواء واحد، وجرعة صحيحة، فإذا لم يتم التحكم في النوبات يضاف بعد ذلك دواء آخر، ثم بعد ذلك هذا الدواء نفسه يمكن أن يغير بعد مدة من الزمن أو يضاف له دواء آخر، حسب ما هو مطلوب، وهذه هي المنهجية التي أعجبتني من طبيبك، فكل الذي عملته صحيح، وعليك بالدعاء.
موضوع زيادة نشاط الحركة، هذا نشاهده لدى هؤلاء الأطفال؛ لأن البؤر التي تحدث النشاط الكهربائي الزائد هي نفسها التي تؤدي إلى فرط الحركة لدى بعض الأطفال، ولكن هذا سيتلاشى إن شاء الله تعالى.
تخطيط الدماغ ليس فحصا دقيقا لكنه مهم، وبما أنه سليم كما ظهر، هذا أمر مشجع ويشير إلى أن هذا الطفل -إن شاء الله تعالى- سيشفى من هذا الحالة.
احرص أخي على متابعته وإعطائه الدواء، وأن يعامل طفل عادي.
أسأل الله له الشفاء والعافية.