كيف تتصرف الزوجة عندما تعلم بأن زوجها يحادث النساء؟
2014-01-05 23:40:21 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
بماذا تنصحون امرأة اكتشفت أن زوجها يراسل نساء على النت، وحجته في ذلك صداقة اجتماعية، وبعد أن انتابها الشك، قرأت سراً في محادثاته، ووجدت بأنه يتواصل مع امرأة متزوجة، ويتبادلان أحاديثا خاصة، وهو يمدح صفاتها، ويسأل عن صحتها وأحوالها بطريقة حميمية.
الزوجة لم تصارحه بما قرأت، لأن الأحاديث لم تتجاوز نطاق الأدب، ومع ذلك انتابها غضب شديد، لأنها تعلم أن مثل تلك الأحاديث من الممكن أن تنتهي بعشق وتعلق وهيام.
الزوج من النوع المتسلط على زوجته، ويكره تعاطيها أو تواصلها مع أي رجل سواء اجتماعيا أو ضمن نطاق العمل، وحتى في العلاقات الأسرية، فماذا يتوجب على الزوجة عمله والتصرف به؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رانيا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونشكر لك هذه الاستشارة التي أسعدتنا مرتين، لحرصك ووعيك، ولأنك لم تتصرفي قبل الكتابة إلينا، ولن يندم من يستشير ويستخير، ونؤكد لك أن ما حصل لا يرضي الله تعالى.
ومن حقك أن تغضبي، ولكن من المهم أن تديري غضبك، وتتعاملي مع الوضع بهدوء، وأسعدنا معرفتك النفسية للرجل، وأرجو أن تتخذي ما عنده من صفات وغيرة عليك مدخلا لذلك، وأن تظهري له بأنك سعيدة بغيرته عليك، وسعيدة بحرصه على أن تكوني بعيدة عن الرجال، وقولي له أيضا أنا أحبك وأغار عليك، ولا أرضى أن تقترب منك أي امرأة، وقولي له: في النساء سيئات وشريرات، ومثل غيرتك علي فأنا أغار عليك، وهذا دليل على حبي لك؛ لأنه لا يتصور وجود حب بدون غيرة، واجعلي هذا مدخلا، وكوني حكيمة، وحاولي أن تقتربي منه، وحاولي أن تعوضيه، وتسألي عنه وعن صحته، وتحسني وداعه إذا خرج، والسؤال عنه إذا غاب، وحسن استقباله إذا رجع، والتفنن في التزين له وإطعامه والهدوء عند منامه، وكوني له أرضا يكن لك سماء، اسحبي هذا البساط بحسن المعاملة من كل شقية، وكل فاسقة، واعلمي أن الرجل يتأثر بمثل هذه الأشياء، واسأليه أحيانا هل تحتاج لشيء؟ هل هناك شيء مفقود؟ وهل هناك صفة تتمناها أن تكون في زوجتك حتى أتحلى بها؟
نتمنى أن تكوني هادئة ولا تنفعلي، ولا تبيني له أنك اكتشفت من ورائه، لأن هذا سيكون في حد ذاته مشكلة، وأمثال هؤلاء الرجال قد يعود فيتهمك باتهامات باطلة أنت منها بريئة، فلذلك أرجو أن تسيري معه بهذا السير، واعلمي أن الطبيب إذا عرف المرض لا يعيد الفحص، فهمك الآن العلاج وإصلاح هذا الرجل وبلوغه العافية، والدخول في حياة هذا الزوج والاقتراب منه يفوت الفرص على شياطين وشيطانات الإنس والجن.
نسأل الله أن يقر عينك بصلاحه وعودته للصواب، ونشكر لك هذا العقل والتأني والنضج، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.