كيف أخرج من حالة التشتت والانزعاج من كل شيء؟

2014-01-07 01:46:33 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

صراحة أنا تعبت من هذا الموضوع الذي أحاول أن أجد له إجابة.

لست مقتنعا بشيء من حياتي, سواء تخصصي الجامعي, أو حتى أموري الشخصية, سيارتي، لبسي، ....إلخ.

يوما أكون راضيا, ويوما أكون ساخطا, وهذا يؤثر علي بشكل كبير, حتى على دراستي، وعلاقاتي، ...إلخ.

إضافة إلى هذا معي شك كبير, خصوصا من جهة الأصدقاء والمعارف, أن هذا استغلني, أو استخدمني؛ مما أثر على نشاطي الاجتماعي في مساعدة الناس, وفي بعض الأحيان يكون عندي عطاء بلا حدود, لدرجة أني قد أسافر لشخص في مشوار بعيد, وأني لا أعرفه إلا منذ أيام.

أحاول أن أقنع نفسي أن هذا قدري, ولكني أتراجع, وأقول لا، لا بد أن أحاول.

السؤال: هل هذه حالة مرضية؟ وهل لها علاج؟ علما أني تحت ضغط نفسي, والآن أواجه اختبارات، حتى معي بدايات صلع في مقدمة الرأس, وأتوقع أنها من كثرة التفكير.

أفيدوني بالإجابة، حفظكم الله.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا وعلى هذا السؤال.

ما وصفت في سؤالك ليس بالمرض، وإنما يصف حالة يعاني منها الكثير من الشباب، وخاصة عندما يقعون تحت الضغط, والذي تحدثت عنه في سؤالك، حيث يشعر الشاب وكأنه لا وجهة له في هذه الحياة، وكأنه يسير أو يُبحر في محيط كبير, ومن دون بوصلة تحدد له مساره في هذا المحيط!

مما يفيد أيها الشاب الحائر، أن تفكك بعض جوانب حياتك، وتأخذ كلا منها على حدة، حيث ورد في سؤالك موضوع الدراسة والجامعة، والأمور الشخصية، والسيارة والأصدقاء....

ولماذا نضع كل هذا في صندوق واحد، حيث تختلط كل هذه الأمور مع بعضها؟

افصل بينها؛ فموضوع الدراسة والجامعة عامله كموضوع بحد ذاته، ولكن ليس الآن، فأنت الأن في فترة اختبارات، وليس الآن وقت التفكير فيما إذا كانت هي الدراسة المناسبة لك أو لا، فطرح هذا السؤال الآن، وأنت على أبواب الاختبارات، هو هروب من مواجهة تحديات الاختبارات، وليس هذا وقته، الآن وقت الدراسة والمذاكرة.

وموضوع السيارة، إذا كانت لا تعجبك فغيّرها، إذا كنت في مقدرة على تغييرها، وإلا فما عليك إلا الاحتفاظ بها، والأصل أن لا يسبب هذا تحديا كبيرا.

وأنت لم تذكر لنا الكثير عن الأمور الشخصية التي أشرت إليها، وأيضا افصل بينهما وتعامل معها كل على حدة، إن استطعت.

وموضوع الأصدقاء يطول، إلا أنك لم تذكر لنا تماما ما هي طبيعة هذه المشكلة، وكل الذي عرفته من سؤالك أنك قد تقطع مسافة كبيرة لرؤية "صديق" لم تتعرف عليه إلا من أيام، وما العيب في هذا؟ فهذا يدل إما على حسن علاقاتك الاجتماعية، أو على شيء من الملل، وبحيث تحاول أن تملأ وقتك بعمل لا تشعر بالأهمية الكبيرة له.

واطمئن فإنه ليس للتفكير علاقة بالصلع، وإلا لكنت وجدت كل عظماء المفكرين من الصلعان، وهذا (أينشتاين) مثلا الكل يعلم صورته بشعره الأشعث، وأنا عندي صلع, ولا أعتقد من كثرة التفكير، فتفكيري كغيري ممن ليس عنده صلع، وإنما الأمر له علاقة بالوراثة.

وفقك الله، وجعلك من الناجحين والمتفوقين.

www.islamweb.net