ما الحكمة من رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام؟
2014-01-09 03:55:18 | إسلام ويب
السؤال:
إخواني الأفاضل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزيتم خيراً على فضلكم وجهدكم في نصح إخوانكم.
لدي من الأسئلة ثلاثة، وأتمنى أن تفيدوني في جميعها:
في البداية هنالك أمر يحيرني، وقد آلم قلبي وأدمع عيني، وأريد الاستفسار عنه والنصح فيه، وهو: هل يمكن للدعاء أن يغير نتيجة الاستخارة أم أن أمر الاستخارة قد حسم؟ وقد سألت هذا السؤال من باب أنني قرأت حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" لا يرد القدر إلا الدعاء" الرجاء أفيدوني في هذا الأمر.
أما السؤال الثاني: فهي عن رؤية الرسول -عليه أفضل الصلاة والسلام- في المنام، والسؤال: ما الحكمة من رؤية الرسول -عليه أفضل الصلاة والسلام-؟ وهل تفسير الحلم حق واقع في حياة الحالم؟ فما أعلمه أن الرؤيا الصالحة ما هي إلا مبشرات في زمن انتهى فيه الوحي، وشكرا لكم أيضاً.
سؤالي الثالث: يتعلق بقريبة لي، متزوجة منذ قرابة سنة والنصف، لكن إلى الآن لم تنجب، كان هنالك معضلة بسبب عدم إنجابها، ألا وهي مرض دوالي الخصية لدى زوجها، لكن -ولله الحمد- منذ قرابة شهر قام بعمل العملية، لكن -للأسف- ذهبت قريبتي إلى الطبيب وأخبرها بأن هنالك ضعفاً في المبايض، بالرغم أنه كان الأمر لديها طبيعياً منذ شهر، ولم يكن هنالك ضعف، مع العلم أن دورتها ليست منتظمة، وتأخذ حبوباً لانتظامها، وأخبرها الطبيب أنه يجب إيقاف تناول هذه الحبوب.
فسؤالي لكم مستشاري الأفاضل: هل أجد في جعبتكم حلاً طبيعياً بعيداً عن الأدوية يفيد قريبتي، ويقوي المبايض لديها، ويجعلها قادرة على الإنجاب -بإذنه تعالى-؟
وسأطيل عليكم قليلاً لمعرفتي مدى كرمكم وعدم بخلكم بما يفيدنا، هل هنالك ما أجده من نصح لقريبتي وزوجها بما يتعلق بأمر الإنجاب؟ وخاصة زوجها ما يزال حديث عملية الدوالي؟
شكراً كثيراً لكم، وأستسمحكم عذراً على إطالتي فيما طلبته من استفسارات، ولكن الأمور كلها بغاية الأهمية، وجزيتم خيراً والجنة على مجهودكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبًا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا، وثقتك فينا، ونسأل الله -تعالى- لك كل خير.
أما بالنسبة للسؤال الأول؛ فإن الاستخارة ما هي إلا دعاء وطلب من الله -تعالى- أن يختار للعبد أحسن الأمرين، وهذا لا يمنع دعاء الله -تعالى- وسؤاله بعد الاستخارة، بأن يُقدِّر للإنسان الخير، ويرزقه الرزق الحسن، وما كان الله -عز وجل- قد قدَّره سيكون، وهو الخير -إن شاءَ الله تعالى-، فلا تعارض بين الاستخارة والدعاء بعد ذلك.
وأما عن السؤال الثاني: وهو عن الحكمة من رؤية النبي -صلى الله عليه وسلم-، فالجواب أن رؤية الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأوصافه التي نعرفها من كتب الحديث والسنة الصحيحة، رؤية النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذه الأوصاف رؤيا حقة، فإن الشيطان لا يتمثل بشخص الرسول -صلى الله عليه وسلم- ورؤيته بهذه الأوصاف من جملة المبشرات التي يُبشر بها المسلم، فإن من رآه كما جاء في الحديث: (من رآني فقد رأى الحق) فمن رآه في المنام فإنه سيراه -إن شاء الله تعالى- في الآخرة في اليقظة، فهذا من جملة ما يفرح به المؤمن، لكن شرط هذا أن يكون رأى الرسول -صلى الله عليه وسلم- كما قلنا على أوصافه الموصوف بها -عليه الصلاة والسلام-.
وأما مطلق الرؤى فإن الرؤية إذا كانت رؤيا وليست مجرد أضغاث أحلام فإنها نوع أو جزء من الوحي، كما قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة) فهي نوع إخبار للإنسان بما قد يكون في المستقبل، فهو يكون إما خير يُبشر به، وإما شر يُحذر منه، لكن شرط هذا أن يكون التعبير لهذه الرؤيا تعبيراً ممن يُحسن هذا التعبير، وهدي النبي الذي جاء في باب الرؤى أكمل هدي وأحسنه، فقد علمنا النبي - صلى الله عليه وسلم- أن الواحد منا إذا رأى رؤيا يحبها لا يُحدث بها إلا الشخص الذي يُحبه؛ لأن هذا الشخص الذي يُحبه إن كان يُحسن التعبير فإنه سيعبرها له التعبير الحسن، وإن كان لا يُحسن فإنه سيفرح برؤية هذه الرؤيا.
أما إذا رأى الإنسان شيئًا يكرهه فإن الهدي النبوي ألا يحدث الإنسان بهذا أحدًا من الناس، ويُحسن ثقته وظنه بالله أن هذه الرؤيا لن تضره، وقد جاءت عن الصحابة آثار كثيرة بهذا المعنى، وقد كان الواحد منهم يرى الرؤيا يكرهها فتكون عليه أثقل من الجبل حتى علمهم النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا الهدي، وعلمهم ماذا يفعلون أثناء منامهم من أن يتفل الإنسان على يساره وينفخ على يساره، ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، ويتحول عن الجنب الذي كان عليه، فإذا فعل ذلك فإن هذه الرؤيا لن تضره، فلما تعلموا هذا وفعلوه خفَّت عليهم الرؤى، فلم يعد الواحد منهم يبالي أو يهتم إذا رأى شيئًا يكرهه في المنام، ببركة تعليم النبي -صلى الله عليه وسلم- لهم ما ينفعهم، فينبغي لنا أن نهتدي بهذا الهدي ونتأدب به.
نسأل الله تعالى أن يأخذ بأيدينا إلى كل خير.
===========
أما ما يتعلق بقريبتك أختنا الفاضلة، فسوف يتم الرد عليه في استشارتك الأخرى قريباً إن شاء الله تعالى.