الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأولاً: أسأل الله تعالى أن يحل هذه العقدة من لسانك حتى يفقه الناس قولك، امتثالاً لدعاء موسى عليه السلام بقوله: {رب اشرح لي صدري * ويسر لي أمري * واحلل عقدة من لساني * يفقهوا قولي}.
ثانيًا: أنت لا تعاني من أي منقصة، ليس هنالك ما ينقصك، كما كنت تثق في نفسك سابقًا ولا تعري هذا الأمر اهتمامًا يجب أن يكون هذا منهجك الآن، أنت تخطيت كل الصعوبات الماضية، والآن أنت في مرحلة نضوج عمري وفكري ومهاراتي تؤهلك تمامًا أن تتخطى الوضع الذي أنت فيه.
مجرد التفكير في أمر الوسوسة وأن تحمل همومًا حولها، هذا قطعًا يشكل ضغطًا نفسيًا كبيرًا عليك، ما ينتج عنه المزيد من التلعثم، هذه هي النقطة الأولى.
النقطة الثانية: لا أحد من الناس حقيقة سوف يسخر منك، لا أحد سوف يقلل من شأنك، الناس تعرف أن التأتأة موجودة عند جميع الناس تقريبًا، لا أقول جميعهم بمعنى كل البشر، لكن هنالك الكثير من يعاني منها.
النقطة الثالثة: التأتأة أيًّا كانت تتحسن دائمًا -إن شاء الله تعالى- مع مرور الأيام، وتفاعلك مع الناس هو وسيلة طيبة للعلاج.
نقطة أخرى مهمة: يجب أن تتدرب على تمارين الاسترخاء بانتظام، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم: (
2136015) أرجو أن تطبق التمارين صباحًا ومساءً بانتظام، فيها فائدة كبيرة.
من المهم أيضًا والضروري أن تقرأ القرآن الكريم بترتيل وتجويد وبصوت عالٍ، هذا يساعدك، ولو تواصلت مع أحد المشايخ للمزيد من التدارس حول مخارج الحروف ومداخلها وكيفية الربط ما بين تلاوة القرآن والتنفس، هذا يفيد كثيرًا.
بالنسبة للعلاج الدوائي أيها الفاضل الكريم: الـ (serenace) ذكرته وقد وصفه لك الطبيب هو من الأدوية القديمة والقديمة جدًّا، والتي ذُكر أنها تساعد في التأتأة، لكن نحن نعتقد أن عقار (زيروكسات) قد يكون أفضل، لأن الخوف الاجتماعي كثيرًا ما يصاحب التأتأة حين يكون صاحبها حساسًا أكثر مما يجب، وأعتقد أن هذا هو الوضع بالنسبة لك، فأنا أرى أن تتناول عقار (زيروكسات) والذي يعرف علميًا باسم (باروكستين) هذا يزيل عنك القلق الاجتماعي والرهبة المصاحبة للمواجهات.
جرعة الزيروكسات في حالتك هي أن تبدأ بنصف حبة (عشرة مليجراما) تتناولها ليلاً لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة ليلاً، استمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
ولا مانع أن تستعمل الـ (serenace) بجرعة نصف مليجراما في اليوم، تناولها صباحًا، بهذه الجرعة ليس له أي آثار سلبية، لا يؤدي إلى نعاس، لا يؤدي إلى خمول، وقطعًا سوف يساعدك خاصة إذا تناولته مع الزيروكسات، لأن هذه الأدوية تعمل أيضًا من خلال المساندة الذاتية والتضافرية.
لا تتناول عقار (Artane) لا داعي له، هو ليس مُهدئًا، هو دواء يساعد على تقليل الآثار الجانبية للـ (serenace) والتي تتمثل في الرجفة والانشداد العضلي في بعض الأحيان، لكن بجرعة نصف مليجراما يوميًا الـ (serenace) ليس له أي أثر سلبي.
أيها الفاضل الكريم: مارس الرياضة، اهتم بنظم غذائك، وأنا متأكد أن الزيروكسات سوف يساعدك كثيرًا في أن تسترجع الوزن الذي افتقدته، وإن شاء الله تعالى تعيش حياة هانئة وطيبة، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.
والله الموفق.