كيف أحافظ على حيائي وأعززه بعد أن أخذ يتراجع؟
2014-01-13 23:59:15 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا بنت في 17 من عمري، أشعر بأن حيائي يتراجع؛ حيث أصبحت ﻻ أنتبه ما إذا كان لباسي ضيقا، وما إلى ذلك، لكني ﻻ أريد هذا الشيء فأنا كنت شديدة الحياء، وأعلم أن من جمال الحياة الحياء، فهل من طريقة لأعزز فيها حيائي وأجدده باستمرار؟
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لولوة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنرحب بابنتنا الفاضلة، ونشكر لها هذا السؤال الذي أدخل علينا السرور؛ لأنه يدل على حياء، ويدل على خير، ويدل على شعور بالنقص والخلل الذي يحتاج الإنسان أن يتدارك فيه نفسه؛ لأن الأمر يتعلق بهذا الشرع الحنيف، ويتعلق بهذا الخلق الذي هو خلق الإسلام، فالحياء صفة غالية في المسلم، وهي فعلاً من الحياة، فلا حياة لمن لا حياء له.
يعيش المرء ما استحيا بخير *** ويبقى العود ما بقي اللحاء
فلا والله ما في العيش خير *** ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
ومصدر سعادتنا وفرحنا بهذه الاستشارة هو أن ابنتنا الفاضلة تشعر بهذا الخلل وتؤنب نفسها لهذا الخلل، بل لهذا التراجع البسيط الذي شعرت به؛ وهي لذلك تنزعج وتكتب هذه الاستشارة، هذه الاستشارة بتفاصيلها وبفكرتها دليل على الخير الذي فيك، فأكملي هذا الخير، والحياء لا يأتي إلا بخير، كما قال النبي - عليه صلاة الله وسلامه – والحياء خلق الإسلام؛ ولذلك ينبغي أن تستحضري هذا المعنى العظيم، والفتاة تكون حييّة لأنها تراقب الله، الفتاة يكون عندها حياء لأنها تسعى للعفاف، الفتاة يكون عندها حياء لأن قدوتها عائشة التي كانت تستحي من عمر وهو في قبره فلا تدخل بعد دفنه على أبيها وزوجها إلا وشدت عليها ثيابها، تأخذه من الزهراء التي كانت تغتم لأنها كانت تخشى أن يطلع الرجال على تفاصيل جسدها إذا وجدت الجنازة وحُملت على الأعناق، حتى جاءت أسماء فأخبرتها بالفكرة التي يعملها أهل الحبشة بوضع جريد حتى يستروا هذا الجسد.. هذه هي قدوتك يا ابنتِي.
كذلك مما يزيد فيك هذا المعنى العظيم أن تعرفي أن صاحبة الحياء هي الرابحة، فإن الشباب والصالحين من عباد الله يطلبون في المرأة حياءها، ويطلبون في المرأة عفتها، والحياء تاج؛ ولذلك ينبغي أن تُدركي هذا المعنى العظيم، والنبي -عليه الصلاة والسلام- كان أشد الناس حياءً من العذراء في خِدرها، فأنت الآن قدوتك النبي، أسوتك عائشة، الزهراء، الصالحات، أيضًا الفاضلات من أرحامك ومن أهلك من الذين اهتموا بهذا الجانب العظيم، والحياء هو أكبر صفة يطلبها الرجل في المرأة؛ لذلك مدح الله الفتاة الحيية فقال: {فجاءته إحداهما تمشي على استحياء} وهذا يدل على تمكنها من الحياء، حتى كأنها تركب الحياء وتديره يمنة ويسرة؛ ولذلك هذه صفة أتمنى أن تحافظي عليها، وشعورك هذا هو البداية الصحيحة لهذا، فراقبي الله تبارك وتعالى في تصرفاتك، واعلمي أن اللبس الضيق لا يُعتبر لبسا، لأنها تعتبر كاسية وعارية، وأن اللبس الضيق يحدد معالم الجسد، ولأن اللبس الضيق يجلب الضيق ويجلب الأضرار الصحية والنفسية على المرأة، كذلك لأن اللباس الضيق لا يليق بأمثالك من الفاضلات.
نسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق والسداد، ونشكر لك هذا الاهتمام بهذه الصفة، وبهذا الخلق، وبهذه القيمة العظيمة، التي هي الحياء، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.