أريد الزواج والستر ولكن.. أرجو التوجيه والنصيحة
2014-01-14 23:51:41 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أنا فتاة متدينة ومتعلمة -والحمد لله- ومن أسرة محافظة، وعمري 23 سنة، ومشكلتي أني أدخل إلى مواقع الزواج عبر الانترنت أملا في وجود إنسان يخاف الله تعالى، كما أني في السابق كنت مع شخص، وتقدم لخطبتي، لكن أهلي رفضوه، وأنا رفضت شخصا آخر؛ لأني تأملت في أن يقبل والدي بالشخص الأول، لكن لم يحدث لا هذا ولا هذا، ويشهد الله علي أني لا أتحدث في مواضيع خاصة، ولكن كل حديثنا كان بغية إكمال المشوار بطريقة نمحي بها خطأ تعارفنا الخاطئ، فان كان الحديث محرما، فما حكم ذلك؟
وإن كان قد تقدم لخطبة الفتاة شباب كثر، ولم تعرف من تقبل به؟ فهل هي مسيرة أم مخيرة في ذلك، يعني هل الله تعالى قد اختار لها الزوج وانتهى الأمر؟ أرجوكم أن تنصحوني، فأنا أريد التوبة، وأريد العفاف والستر.
بارك الله فيكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بابنتنا المتعلمة المتدينة، نسأل الله أن يزيدها حرصًا وخيرًا، ونشكر لها هذا الحرص والتواصل مع الموقع، ونقول لها: على الخبير والخبراء وصلتِ، ونؤكد لك ابنتنا الفاضلة أن النت ليس مكان الذين يخافون الله ويتقون الله حتى نبحث في هذا الموطن، فهذه ساحات خطيرة فيها من الدجل وفيها من الكذب وفيها شيء من الخير، ولكن ينبغي للفتاة أن تحاول دائمًا أن تبتعد عن مثل هذه المواطن والمواقع؛ لأن الاختيار الصحيح غالبًا لا يكون في هذا الاتجاه؛ لأن الشيطان له مداخل، ولأن الناس أيضًا عندهم انطباع عن هذا النت، ولأن الفتاة التي تتعرف على شاب بطريق النت فإنه قد لا يثق فيها، وهي أيضًا لا تثق فيه، وإلا فهو كان يخوض في بحر الظلمات، وقابلها في ذلك المكان، وفي تلك المواقع المشبوهة غالبًا.
لذلك نتمنى أن يكون لأهلك دور، وأن يكون التعارف بطريقة طبيعية من خلال الأسرة، من خلال الأهل، من خلال الجيران، من خلال المعارف، وإذا جاء شاب فعلينا أن ننظر إلى دينه وخلقه، وننظر إلى أسرته، ننظر بعد ذلك إلى قدرته على تحمل المسؤوليات، ننظر إلى حضوره الفاعل وتفاعله مع الناس وتعامله معهم، هذه هي الأشياء المهمة التي ينبغي أن نبني عليها، ونسأل الله أن يعينك على الخير.
ونحب أن نؤكد لك أن الزواج كغيره من الأمور، والأرزاق مقدرة، يعني قدرها الله تبارك وتعالى، ولكن نحن نفعل الأسباب ثم نتوكل على الكريم الوهاب، ونرضى بما قدره الله تبارك وتعالى.
وكون الزواج مكتوب لا يعني أن الإنسان يُجبر على شيء معين، فالإنسان هو الذي يختار المواصفات، ويختار ما تروق له النفس، وكل امرأة لها شاب يُعجب بها؛ لأن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.
فلذلك لا بد من سعي، ولا بد من بذل الأسباب، فالإنسان لا يجوز أن يقول: ما دام رزقي مقدر فأجلس وسيأتي رزقني، وقد علم أن السماء لا تُمطر ذهبًا ولا فضة، ولكن الإنسان عليه أن يفعل الأسباب ثم يتوكل على الكريم الوهاب؛ لأن الأسباب أيضًا مما قدره الله تبارك وتعالى، فنحن نضرب في الأرض ونسعى ثم نتوكل على الكريم الوهاب سبحانه وتعالى.
وكون الرب العظيم كتب زوجًا معينًا، وهذه الكتابة لا يعني أننا نُجبر، لكن لن يحدث إلا ما أراده الله، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله تبارك وتعالى، فالله يقول: {فامشوا في مناكبها} وقال: {وهزي إليك بجذع النخلة} يأمر الفتاة بأن تتخذ الأسباب، بأن تحشر نفسها في مجتمع الصالحات، وتُظهر ما وهبها الله من الجمال والحسنات، وتتفاعل مع الناس، وهي توقن أن لكل صالحة من الحاضرات ابنٌ صالح أو أخ أو عم أو محرم يبحث عن الصالحات الفاضلات من أمثالك، وهذا من فعل الأسباب، فنسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.
وطبعًا نحن لا ننصح برد الشباب؛ لأنهم سيتوقفون عن طرق الأبواب، والمسألة ليست في مصلحة الفتاة، فلا تستعجلوا في رد أي شاب، إلا بعد أن تنظروا إلى كافة الجوانب، والموقع جاهز للخدمة، فيمكن أن تتشاوروا معنا وتعرضوا المواصفات، حتى نتعاون جميعًا في اتخاذ القرار الصحيح الذي في النهاية ينبع من الفتى ومن الفتاة، وليس رأي الآخرين؛ لأن رأي الآخرين مجرد عوامل مساعدة، لكن هي التي تختار، والتلاقي كما قلنا بالأرواح، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.