هل يمكن استعمال قطرة العين للأنف؟
2014-01-27 00:00:23 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أشكركم جزيل الشكر على موقعكم المتميز، وعلى ما تمدونا به من معلومات قيمة، هي لنا بمثابة الظل من شمس المرض الحارقة، أظلكم الله وإيانا يوم لا ظل إلا ظله.
أنا بعمر 23 عاما، وأم لطفلين، أشكو منذ شهور من صداع متكرر أحيانا يكون فوق الحاجب، وأحيانا على جانبي الرأس، وألم فوق العينين وحساسية بهما، وكل الذي يراني يقول: لماذا عيونك متعبة؟ رغم أني أنام نوما كافيا، بالإضافة إلى البلغم الذي يؤرقني، لونه مائل إلى الأخضر، وأحيانا فيه لون أسود مثل الشعيرات أو الخيوط، أحيانا ينزل عن طريق الحلق خاصة في الصباح، وكثرة محاولتي لإخراجه من حلقي سبب لي جفافا بالحلق، وألما باللوزتين.
ذهبت لاختصاصي أمس وكتب دواء قطرتين للأنف (TobraDex_Tymer) رغم أنهم يستعملون للعين، وأنا خائفة من استعمالهم في الأنف، علماً أني حامل في الشهر الرابع، وأضراس العقل عندي مطمورة، هل يمكن أن تكون سبب كل ما أعانيه؟
كما أعاني من أنه عندما يزورنا أحد أو نجتمع مع الأصحاب يصعب علينا النوم في تلك الليلة، ويصبح نومنا كله كوابيس، أنا وزوجي وعيالي لا نرتاح حتى نشغل الرقية، وأصبحنا نكره الزيارات.
ما تفسيركم؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم وسق حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
تزداد أعراض التحسس بشكل عام في أثناء الحمل نظرا لأن الهرمونات الحملية تتسبب في نقص استقلاب الهيستامين في الجسم، وهذا ما يزيد القابلية للتحسس.
هذا التحسس يتظاهر في الأنف والجيوب الأنفية على شكل احتقان يتسبب بالصداع الذي قد يكون حول العينين، وقد ينتشر ليصبح صدغيا, كما يتسبب بزيادة في المفرزات في الأنف والجيوب الأنفية، والتي تقوم الأهداب المجهرية في مخاطية الأنف بدفعها للخلف ليتم ابتلاعها.
كذلك انسداد الأنف بالاحتقان الأنفي والمفرزات يدفع المريض للتنفس الفموي ليلا، وهذا بدوره يسبب آلاما في البلعوم واللوزتين، بسبب جفاف المخاطية في الفم والبلعوم، وجفاف هذه المفرزات في البلعوم الأنفي والفموي، وهو ما يجعل استخراج هذه المفرزات صعبا، ويتطلب الكثير من التنخم الذي بدوره وبسبب الاحتقان في المخاطية الأنفية يتسبب بنزيف بسيط يعطي المخاط لونا مسودا.
كما أن تجمع المخاط في الأنف والجيوب والحيز خلف الأنف (البلعوم الأنفي) مع الوقت يتسبب بنمو جرثومي فيه، وهو ما يعطي اللون المخضر لهذا المخاط.
بالنسبة للعلاج فهو يعتمد أساسا على البعد عن عوامل التحسس، مثل العطور والغبار والمنظفات القوية مثل الكلور ومشتقاته.
علما أنه لا يمكن إعطاء مضادات التحسس أثناء الحمل بسبب الخطورة على الجنين، ونكتفي بإجراء الغسول للأنف، وبشكل متكرر بالسيروم الملحي ( بخاخ ستيريمار أو نيسيتا ) ويمكن إعطاء المضادات الحيوية من مشتقات البنسلين، مثل: الأموكسسلين والأمبيسلين إذا كان الالتهاب جرثوميا، ومعند على الغسول.
كما يمكن إذا كانت الحالة شديدة، وخصوصا في الثلث الأخير للحمل، إعطاء بخاخات الكورتيزون الأنفي، وبجرعات صغيرة، حيث أنها تخفف من أعراض الاحتقان الأنفي، والمفرزات المخاطية.
بالنسبة للقطرات المذكورة فلا تفضل أثناء الحمل، حيث أن كلتيهما تحوي أدوية إذا أعطيت القطرة بكميات كبيرة، فيمكن أن تعبر هذه الأدوية للدم وهي مؤذية للجنين.
بالنسبة لأضراس العقل فهي طبعا قد تكون سببا أساسيا في الصداع، ولكنها لا تسبب بقية الأعراض من المفرزات والفم الجاف، وإنما تنحصر الأعراض في الألم الموضعي في الضرس، والذي قد ينتشر إلى الأذنين.
نتمنى لك أختي الفاضلة تمام الحمل والولادة الميسرة، وبعد الولادة يمكن العلاج بحرية أكبر للطبيب إذا استمرت الأعراض.
+++++++++++++
انتهت إجابة د. باسل ممدوح سمان. استشاري أمراض وجراحة الأذن والأنف والحنجرة
تليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي. مستشار الشؤون الأسرية والتربوية
+++++++++++++
مرحبًا بك أختنا الكريمةَ في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله لك السلامة والعافية.
نرجو أيتهَا الأخت العزيزةَ والبنت الكريمةَ – أن يكون ما تحسين به من آثار للمخالطة إنما هي ناشئة عن الأعراض الصحية في جسمك، ولذلك فنحن نوصيك بمتابعة إرشادات الأطباء، والأخذ بالأسباب الحسية في التداوي، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم – أمرنا بالتداوي فقال: (تداووا عباد الله).
نصيحتنا لك أن تتجنبي الانجرار وراء الوهم، وتحذري على نفسك من ذلك، فإن الأوهام كثيرًا ما تتسلط على الإنسان، وربما بلغ الأمر إلى حد الأذى والتضرر بها، فلذلك الخير كل الخير فيما أنت بدأت به من استعمال الرقية الشرعية والتحصن بالأذكار، ولن يضرك شيء - بإذن الله تعالى – فداومي على التحصن بالذكر، وحافظي على الأوراد والأذكار المرتبة، أذكار اليوم والليلة، كأذكار الصباح والمساء، ودخول الخلاء والخروج منه.
أكثري من استعمال الرقية الشرعية، فإنها تنفع - بإذن الله تعالى – مما نزل بالإنسان ومما لم ينزل به، لا لأننا نعتقد أنك مصابة أو أن فيك شيئا، ولكن بقصد الانتفاع بكتاب الله وبكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم – وبالأدعية الصالحة لدفع ما قد يؤذي الإنسان أو ما هو حاصل، فكرري قراءة المعوذتين وسورة الإخلاص، وانفثي في يديك بعد قراءتهما، وامسحي بهما جسدك، وتحصني بآية الكرسي بعد الصلوات وقبل النوم، ونوصيك وننصحك بمصاحبة كتاب (حصن المسلم) ففيه أذكار جيدة لمحمد بن وهف القحطاني، فحاولي أن تحافظي وتداومي على ما فيه من الأذكار في المناسبات المختلفة.
نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يحفظك وأولادك وبيتك من كل مكروه.