هل أنا مريض بالرهاب الاجتماعي أم أني متوهم؟
2014-01-16 01:17:05 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف أعرف أني فعلاً مريض بالرهاب الاجتماعي، أو أني أتوهم الرهاب؛ لأني قرأت عنه وعن أعراضه؟
شكراً لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا تتوهم الرهاب، ولا نريدك أن تُصاب بالرهاب، وليست كل المعلومات التي تُذكر هي صحيحة، وبصفة عامة كلمة الرهاب هي الخوف، وهو نوع من القلق، والقلق مطلوب في حياة الإنسان؛ لأنه طاقة نفسية سلوكية تحركنا من أجل أن نكون فعّالين، ومن أجل أن ننجز، ومن أجل أن نواجه المخاطر في الحياة، فالإنسان إذا واجهه الأسد إما أن يقاتله – وهذا قد يصعب – وإما أن يهرب منه، أليس هذا ناتجًا من القلق -أخي الكريم عبد الله-؟ نعم، هي حكمة إلهية عظيمة، هُيئت أجسامنا وعقولنا ووجداننا من أجل أن نتعلم كيف نحمي أنفسنا، لكن في بعض الأحيان يكون الخوف غير منطقي، مثلاً تجد شخصًا ما لا يستطيع التحدث أمام الآخرين، أو يأتيه الشعور أنه يتلعثم، تجده يصعب عليه أن يذهب ويأكل في مطعم، تجده يصعب عليه أن يصلي مع الجماعة.
هذا رهاب، هذا خوف ولا شك في ذلك، وهذا هو الرهاب الاجتماعي، أي أنه قلق وخوف غير مبرر، لا يتناسب مع حجم الموقف، أما أن أقلق قلقًا بسيطًا في بداية تفاعلي مع الناس، أو إذا أردت أن أقوم بشيء، أو حين أجلس للامتحان مثلاً، فهنا لا بد أن أقلق، ولا بد أن أخاف بعض الشيء؛ لأن هذا القلق سوف يحرِّك أدائي ويجعلني أكثر فعالية.
فيا أخِي الكريم: أرجو أن تكون هذه الإجابة المختصرة كافية بالنسبة لك، لا تتوهم الرهاب، ولن يصيبك -إن شاء الله تعالى- رهاب، كن مُقدمًا في الحياة، واعرف أنك لست بأقل من الآخرين، أيها الفاضل الكريم: كن نافعًا لنفسك ولغيرك، وهذا هو الذي يحميك من الخوف والرهاب.
أسأل الله لك التوفيق والسداد.