سبعة أسئلة تخص الرهاب الاجتماعي.. فهل من جواب؟

2014-01-23 03:16:42 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 24 عاما، أعاني من الرهاب الاجتماعي منذ الطفولة, فقد أبتعد عن التجمعات والأماكن الممتلئة بالناس, غالبا ما أكون في البيت في غرفتي, لا أخرج كثيرا إلا للضرورة فقط, والحمد لله, ونسأل الله الشفاء لي ولجميع مرضى المسلمين, اللهم آمين.

استخدمت قبل سنة أو أكثر دواء (الافيكسور) وتركته لسببين, الأول أنه يؤخذ بجرعتين منفصلتين, ولا بد أن يكون المريض ملتزما بها, وهذا أمر متعب قليلا مع النسيان, ثانيا أعراضه القوية, لكهنا تتلاشى وتختفي, وميزته أنه قوي جدا, وممتاز.

خلال مرضي لم أستخدم دواء غيره, وأيضا الإندرال, بسبب ضربات قلبي المقلقة, وأثناء بحثي في موقعكم هذا المحترم -جزاكم الله خيرا- قد اطلعت على مواضيع تتعلق بالرهاب, وقد لاحظت أن أغلب أو لا أقول أغلب؛ بل الأكثر يصرف لهم دواء زيروكسات, وأنا قرأت عن الدواء أنه ممتاز جدا, ولكني متخوف من بعض الأمور, ولعلي أطرحها بشكل أسئلة, وأتمنى بعدها أن تصرف لي الدواء اللازم لحالتي, والمدة الكافية له.

1- قرأت أن الزيروكسات يسبب النعاس, وهذا يقلقني؛ لأن -ولله الحمد- نومي طبيعي جدا، ولا أشكو من قلة النوم, أو من أرق, أو ما شابهه, وأخاف لو صرفتم لي الدواء أن يزيد من نومي ويتعبني.

2- عندما تصرفون دواء الزيروكسات لمن لديهم رهاب وقلق؛ أرى أن الجرعة تؤخذ ليلا, لماذا؟ وكم هو مفعول الحبة الكاملة؟ ولماذا لا تعطى صباحا؟

3- أيضا قرأت أن الزيروكسات يسبب السمنة, وهذا يقلق البعض له, فهل العلاج نفسه يسبب سمنة؟ أم أنه يفتح الشهية للأكل؟ وكم نسبة من يتأثرون بالسمنة مع الدواء؟

4- هل صحيح أن دواء الزيروكسات (سي آر) دواء آمن من بقية الأدوية النفسية الأخرى؟ ولماذا؟

5- أيهم أفضل للرهاب المتوسط إلى الشديد؟ هل زيروكسات (sr) أم الأفكسور (sr)؟ أعرف أن كليهما جيد وممتاز ولكن ما رأيكم الكريم؟

6- هل توجد أدوية جديدة طرحت في السوق لعلاج الرهاب الاجتماعي؟

7- هل عشبة حشيشة القلب -وقد قرأت عنها كثيرا-، مفيدة لعلاج الرهاب والاكتئاب, لكن لا أعرف مدى صحتها.

وشكرا لكم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ منصور حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

فيما يخص علاج الرهاب الاجتماعي: أؤكد لك أنه توجد مجموعة كبيرة جدًّا من الأدوية، وهذه الأدوية كلها متشابهة ومتقاربة، وهنالك فوارق وتباينات ما بين الناس في الاستجابة للدواء، يعني تجد دواءً قد يفيد شخصا ما، لكنه لا يفيد شخصًا آخر، بالرغم من أن الأعراض متماثلة تمامًا، والسبب في ذلك أن البناء الجيني للناس يختلف، ومن خلال البناء الجيني تُحدد الاستجابة للدواء.

أيها الفاضل الكريم: الإفيكسر ممتاز، وكذلك الزيروكسات ممتاز، وأدوية أخرى مثل السيرترالين أيضًا متميز، وأنا دائمًا أقول أن الدواء الممتاز هو الدواء الذي يفيد الشخص، والأدوية أحد مشاكلها الرئيسية أننا في بعض الأحيان لا نلتزم بها، فجرعة الدواء يجب أن تكون على نمط علمي قائم على الدليل، فهنالك الجرعة التمهيدية، الجرعة العلاجية، ثم جرعة الوقاية، من يلتزم بهذا الخط العلمي الرصين أعتقد أنه سوف يجني ثمار علاجه بصورة جيدة، وكما تعرف إن الله تعالى يحب ممن عمل عملاً أن يتقنه، وتناول الدواء بصورة صحيحة أراه دائمًا من الإتقان.

أيها الفاضل الكريم: سوف أتعرض لاستفساراتك بصورة مختصرة.

بالنسبة للزيروكسات: هو دواء محايد، بمعنى أنه لا يسبب النعاس كثيرًا، ولا يسبب اليقظة كثيرًا، هنالك من يتناوله نهارًا، وهنالك من يتناوله ليلاً، لكننا نفضل تناوله ليلاً لأن ذلك يحسّن من التزام الناس بالعلاج، كما أنه في حالة حدوث نعاس: من الأفضل أن يحدث ليلاً، لكن أؤكد لك أن هذا الدواء ليس من الأدوية المنومة أبدًا.

الزيروكسات قد يسبب السمنة لحوالي عشرين بالمائة من الذين يتناولونه، خاصة إذا كان لديهم تاريخ أسري في السمنة، لأن السمنة مرض متوارث ولا شك في ذلك، السمنة تأتي من خلال أن هذا الدواء يفتح الشهية للطعام، خاصة للسكريات، وكثيرًا ما يأتيني الذين أُصيبوا بشراهة فيما يخص تناول الشكولاتة.

بالنسبة لدواء الزيروكسات CR : الفرق بينه وبين الزيروكسات العادي أنه قليل الآثار الجانبية نسبيًا، خاصة فيما يتعلق بعسر الهضم البسيط الذي قد يحدث في الأيام الأولى، كما أن سحب هذا الدواء قد يكون أسهل كثيرًا من الزيروكسات العادي، لكن كلا الدوائين سليم وآمن.

بالنسبة لسؤالك حول: أيهما أفضل للرهاب المتوسط إلى الشديد، هل الزيروكسات CR أم الإفيكسر CR ؟ أنا أرى أن كلاهما جيد، وكلاهما ممتاز، لكن قد أكون أكثر ميولاً للزيروكسات، أما إذا كان الرهاب مرتبطًا أو مصاحبًا بشيء من الشعور بالكدر والضجر فهنا قد يكون الإفيكسر أفضل.

وأود أن ألفت النظر إلى أن الاستجابات الأسرية أيضًا مهمة، هنالك بعض الأسر تستجيب لأدوية معينة، لذا دائمًا نسأل الإخوة الذين يأتون إلينا والأخوات: هل لديكم أحد في أسرتكم يتناول دواءً معينًا لحالة ما؟

سؤالك: هل توجد أدوية جديدة طُرحت في الأسواق لعلاج الرهاب الاجتماعي؟ .. أعتقد أن الأدوية الموجودة كافية جدًّا، وهي جيدة جدًّا إذا تم تناولها بصورة صحيحة. أرجو ألا يكون كلامي تشاؤميًا، ليس هنالك أدوية جديدة طُرحت حتى الآن، لكن عقار بروزك والذي ظهر في أسواق الدواء سنة 1988 كان يُعتقد أنه لا يساعد في علاج الرهاب الاجتماعي، لكن اتضح أن هذا الكلام ليس صحيحًا، اتضح أنه دواء فعال جدًّا لعلاج الرهاب الاجتماعي، خاصة إذا رُفعتْ جرعته إلى أربعين مليجرامًا في اليوم، والبروزاك يعرف عنه أنه يتميز بأنه لا يزيد الوزن، كما أنه ليس لديه أعراض انسحابية عند التوقف.

بالنسبة لسؤالك حول عُشبة القلب: أقول لك نعم هي جيدة في علاج الحالات الخفيفة من الرهاب والاكتئاب؛ لأنها حقيقة تعمل من خلال تنشيط أو تنظيم مادة السيروتونين، والتي يُعتقد أن اضطرابها هو سبب هذه الحالات.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

www.islamweb.net