أختي لا تصلي وتقول أنها تشعر بالضيق والكآبة منها، فما الحل؟
2014-01-30 00:15:48 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي أخت عمرها 14 سنة، لا تصلي إلا نادرا، وإذا قلت لها: صلي، تبحث عن أي حجة لكي لا تصلي.
أخبرتني ذات يوم أنها تشعر بتعب عندما تصلي، وضيق وكآبة لذلك هي لا تحب الصلاة، واليوم أيقظتها لتصلي الفجر فقالت: دعيني فلن أصلي، ولا أريد أن أصلي.
ما الحل معها، جزاكم الله خيرا؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فوز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك ابننا الكريم في الموقع، ونسأل الله أن يقر عينك بصلاح هذه الأخت الشقيقة وبعودتها إلى الصلاة والصلاح، وندعوك إلى الاستمرار في النصح لها، مع ضرورة مراعاة خصائص هذه المرحلة العمرية، فتجنب الشدة، واختار الأوقات المناسبة، وأحسن إليها، واقترب منها، وبيّن لها خطورة ترك الصلاة، وأظهر لها الشفقة والاهتمام بها والاحتفاء بها، واطلب مساعدة الوالدة لأنها الأٌقرب لهذه الفتاة.
وحاول دائمًا في الأوقات المناسبة أن تذكرها بما فيها من ميزات، وبأن الله هو الوهاب الذي وهبها الرزق ووهبها العافية وأعطاها النعم {وإن تعدوا نعمة الله لا تُحصوها} وأن أمثالها لا يليق بهنَّ ترك الصلاة؛ لأنها محترمة؛ ولأن الله وهبها نعم كثيرة، ومن نوع هذا الكلام الجميل الرائع الذي ينبغي أن ننتبه له مع هذه المرحلة العمرية، ومع أي إنسان نريد أن ندعوه إلى الصلاة؛ لأن بعض الناس قد يدعو تارك الصلاة إلى الصلاة لكن الطريقة والقسوة والشدة وتقطيب الجبين يجعل الإنسان يعاند، وخاصة هذه الشقيقة التي هي في مرحلة العناد.
هذه مرحلة تتسم بأن الإنسان يعاند فيها، ولا يقبل أن يُعطى التعليمات هكذا؛ لأنه يشعر ويقول: (لست صغيرًا، أنا أعرف مصلحتي) ولكن لا بد من الحوار، ولا بد من مناقشتها عن فوائد الصلاة، وآثار ترك الصلاة، وعواقب ترك الصلاة، والنصوص الواردة في ترك الصلاة، حتى نُخرج القناعة من الداخل.
ونتمنى أيضًا أن يكون للوالدة دور، فإن الفتاة لها أوقات قد لا تكون عليها فيها صلاة، وقد يصعب عليها الإفصاح لك بمثل هذه الأمور، كذلك أيضًا ينبغي أن يكون الاتجاه والتشجيع من أكثر من جهة، كذلك ينبغي أن نختار الأوقات المناسبة والألفاظ المناسبة والمدخل المناسب إلى نفسها.
ونسأل الله أن يعين الجميع على الخير، ونتمنى أن تنجح في هذه المهمة، ونؤكد لك أن اللجوء إلى الله، وحسن العرض للدعوة والتذكير بالله، والاقتراب منها والقيام بخدمتها، وإظهار الشفقة عليها هي مفاتيح كبرى إلى قلبها، ونسأل الله أن يسعدك بهدايتها إلى الصلاح والصلاة، وأن يهدي شباب وفتيات المسلمين إلى الحق والصلاح، هو ولي ذلك والقادر عليه.
والله الموفق.