هل أقبل بالزواج ممن هو متهاون بالصلاة؟
2014-01-29 01:07:23 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
سؤالي مستعجل جدا؛ لأن في هذين اليومين علي الرد بالجواب, وليس لي من أستشيره في هذا الموضوع؛ لأن الآراء تكاثرت علي, ولا أعلم ما علي أن أفعل.
تقدم لخطبتي شاب أهله يقولون إنه ذو خلق عال, وله عمل خاص به, وله مكانته في المجتمع, ولكن مشكلته أنه متهاون في الصلاة, ويتناول الشمة, وهذا رغم صغر سنه, فعمره 28 سنة.
وقالت لي والدته: أني أنا من أستطيع تغييره, لكني لا أريد الزواج بشخص لا يعرف معنى الصلاة, أو ديننا الحنيف؛ لأني أريد إنسانا متدينا قبل كل شيء.
أهله يقولون إنه بسبب عمله, يعني هو الذي شغله عن الصلاة, لكني لا أراه عذرا والله أعلم, وفي الحقيقة لم أعد أعلم لمن أرتاح, فقد تقدم لي العديد من الخطاب, وكل واحد أجد فيه سببا للرفض, والكمال لله عز وجل طبعا.
أخاف حقيقة أن يفوتني القطار لهذا, وأنا مقبلة على 24 سنة, فأرجوكم كيف لي أن أختار؟ هل لي أن أختاره لكني أكره الشمة؟
أرجو الاستعجال في الرد على تساؤلي, فليس لي من ألجأ إليه بعد الله تعالى إلا أصحاب العلم.
هل لي أن أدعو بدعاء الاستخارة وأنا لست على طهارة؟
وشكرا جزيلا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك ابنتنا الفاضلة، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يُرضيك به، ونؤكد لك أنك لا يمكن أن تجدي رجلاً بلا عيوب، كما أنك لست خالية من النقائص والعيوب، لكن أمر الزواج يُبنى على الصلاة والدين (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه –دينه وأمانته– فزوجوه)، فهذا هو الشرط الذي وُجد يمكن أن تتلاشى كل الشروط، فكل كسر وكل خلل وكل نقص فإن الدين يجبره، وما لكسر قناة الدين جُبران.
وكنا نحب أن نعرف لماذا لا يصلي؟ وهل هو لا يصليها أصلاً أم يؤخر الصلاة، أم يصلي ويترك؟ ولكن على كل حال لا بد من تقديم الدين والخلق، كما أن عدم ارتياحك للشمَّة التي يتناولها ويتعامل بها، هذا أيضًا من الأمور التي تُزعج الإنسان، ونؤكد لك أن المجاملة في مثل هذه الأمور لا تصلح، لكنك أنت صاحبة القرار، فإذا كان محارمك قد سألوا عنه وثبت أنه صاحب خلق طيب, وأنه يواظب على الصلاة –ولو قلنا: يؤديها لكن في غير وقتها، لكنه يواظب على أدائها- فعند ذلك لا مانع من اختياره إذا شعروا أنه يمكن أن يتقدم إلى الأمام.
ولكن إذا كان في الصلاة خلل وثابت هذا الخلل فلا ننصح بإكمال هذا المشوار، وإذا جاءك خاطب فينبغي أن تجعلي الصلاة هي المعيار، الدين والخلق، هذا هو المعيار الأساسي، ما عدا ذلك يمكن أن نقدم تنازلات في الأمور الأخرى، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.
هذا رأينا ونتمنى أن يكون لأهلك أيضًا رأي، ثم تنظري في نفسك، ثم تستخيري الله تبارك وتعالى، والاستخارة هي طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، ومن المفيد أن تُدرس طبيعة شخصيته، وهل عنده استعداد فعلاً في أن يتحسن، وإذا كان ذلك فينبغي أن يكون التحسن الآن ليس بعد الزواج، هذه مسائل لا بد أن تُراعى، وفي النهاية كما قلنا: الخيار لك، فلا تجاملي أحدًا في هذا الأمر، ولا نؤيد طبعًا كثرة رد الخطاب، ولكن أمر الدين عزيز وغال، والأمر إليك.
نسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير, هذه استشارة وعليك أن تستخيري، وشاوري من حضرك من الكرام من محارمك، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، ونؤكد أن القرار الصحيح هو الذي ينظر فيه الإنسان لكافة الأبعاد وكافة الجوانب، ونكرر شكرنا وترحيبنا، ونسأل الله أن يوفقك للخير.