الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم يوسف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.
أولاً، أقول لك: إن علم تعبير الرؤى علم عظيم، وهو في مقام الفتوى لا يتصدى له إلا من كان ذو علم ومعرفة ودراية بخواص هذا العلم؛ لذلك لا أخوض في تفسير الحلم الذي حلمت به، وإنما أعرض عليك بعض الحقائق العلمية التي ربما تساعدك.
يفسر العلماء الأحلام على أنها نشاط عقلي يمارسه الإنسان أثناء نومه مع اختلافهم في تفسيره ودلالاته، وقد يكون إما لاستدعاء بعض الأحداث التي مرت خلال اليوم، أو ما يشغل البال قبل النوم، أو يكون عبارة عن رغبات ومشاعر وصراعات مكبوتة كامنة في العقل الباطن، ويؤدي العقل وظيفته وفقاً لما تتركه هذه الأحلام من أثر على النفس الإنسانية، فإذا كان الأثر طيباً يتمنى الإنسان استمرار هذا الحلم؛ لأنه يشعر بالراحة والاستمتاع نتيجة التغيرات الفسيولوجية التي يحدثها الدماغ داخل الجسم، والعكس إذا كان مخيفاً ومرعباً فيصحو وسرعة دقات قلبه في تزايد، وربما يشعر أيضاً بالإرهاق والتعب وكأنه بذل مجهوداً أثناء الحلم.
فالعقل هنا قام بمهمته كما في حالة اليقظة ليهيئ الجسم لمواجهة هذا الحدث، وربما تفرز بعض الهرمونات، وتبدد بعض الطاقات لتحقيق لذلك، هذا والله أعلم.
وبعض العلماء لا يعتبر الحلم ظاهرة مرضية، بل على العكس يعتبرها نوعا من التوازن النفسي، ولكن من خلال تجارب المرضى النفسيين لاحظ بعض الأطباء أن الأحلام المخيفة تكثر عند مرضى القلق والتوتر؛ لأنها تدور حول أحداث مخيفة ومرعبة، وكذلك مرضى الاكتئاب يكون محتوى أحلامهم أحداثا تبعث على الكآبة والحزن، أما مرضى الفصام فتظهر في أحلامهم الهلاوس التي تطاردهم في حالة اليقظة.
ولا يمكن تعميم ذلك بأن كل من حلم مثل هذه الأحلام مريض نفسي، فالأمر يختلف باختلاف الأشخاص والأحداث البيئية التي يمرون بها، ودرجة تدينهم وعلمهم وثقافاتهم، وأيضاَ باختلاف معتقداتهم.
أما كيفية التخلص من آثار الأحلام: فالهدي النبوي هو خير وسيلة في ذلك، فما روي في صحيح البخاري عن يحيى بن سعيد قال: سمعت أبا سلمةَ قال: سمعتُ أبا قتادة قال: سمعت النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: (الرُّؤيَا مِنَ الله، والحُلْمُ مِنَ الشيطان، فإذا رأى أحدُكم شيئًا يكرهه، فلْيَنفث حين يستيقظ ثلاث مرَّات، ويَتَعوَّذْ من شرِّها، فإنها لا تَضُرُّهُ)، وقال أبو سلمة: وإن كنت لأرى الرُّؤْيا أثقل عليَّ من الجبلِ، فما هو إلاَّ أنْ سمعتُ هذا الحديثَ فما أُبالِيها.
فعليك أختي الكريمة بالمداومة على أذكار النوم، ولا تستسلمي للأعراض الجسمية التي تناتبك بعد الحلم، فربما يكون هذا الربط غير صحيح؛ أي ربما يكون الإيحاء العقلي لعب دوراً في إحداث هذه المشاعر، فنرجو منك التأكد من الناحية العضوية أنك سليمة، وأن أعضائك بخير.
وانظري: (
2744 -
274373 -
277975 -
278937).
نسأل الله لك دوام الصحة والعافية.