خطبت فتاة فطلب أهلها المزيد من الذهب ففسخت خطبتها.. فهل ظلمتها؟

2014-02-12 03:38:41 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

تقدمت لخطبة فتاة وتم الاتفاق على الخطبة مع أهلها، وتم الاتفاق على أن يسكن والدي ووالدتي معي، وأن أشتري ذهبا لخطيبتي على قدر استطاعتي، مع العلم أنني مقتدر والحمد لله ودخلي جيد.

بعد الخطوبة قامت والدة خطيبتي بافتعال مشكلة، وقالت: بأنها تريد سكنا منفصلا لابنتها، وكان ردي بأن هذا لم يكن اتفاقنا، فحلت المشكلة فيما بعد وتراجعت أم خطيبتي عن كلامها.

وبعد ذلك افتعلت أم خطيبتي مشكلة أخرى، وقالت: بأنها تريد المزيد من الذهب لابنتها، وبأن أمي وعدتهم بالمزيد، مع أنه لم يتم الاتفاق على مبلغ محدد للذهب.

مع العلم أنني اشتريت ذهبا لخطيبتي بما يعادل 6 ألاف دولار، وأنا رفضت دفع المزيد وفسخت الخطبة.

فهل أكون قد ظلمت الفتاة بسبب رفضي لدفع المزيد من المال؟

أرجو المساعدة.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنرحب بك ابننا الكريم في الموقع، ونشكر لك هذا الحرص على التواصل، ونسأل الله أن يعيد الأمور إلى نصابها وصوابها، ونحب أن نؤكد لك أنك لم تُخطئ، ولكن لم يتضح لنا ما هو رأي الفتاة؛ لأن الإنسان لن يجد فتاة ليس في والدها ولا في والدتها ولا في أعمامها طمع أو عيب، فلا ينبغي أن نحاكم الفتاة بأخطاء الآخرين.

وإذا كنت تميل لهذه الفتاة وترى أنه يمكن أن تستمر معك، وأنها فتاة مناسبة، فلا مانع من حل هذه المشكلة كما حُلت المشكلة الأولى التي كنت فيها واضحًا، ونعتقد أن الكمية التي قمت بتوفيرها من الذهب ليست قليلة، ولكن المسألة تحتاج إلى أخذ ورد، فربما تكون هذه الفتاة ظُلمت ولكن ليس منك، إنما من والدتها التي خربت عليها وحالت دونها ودون إكمال هذا المشوار.

وإذا حصل من هذه الأسرة تراجع أو رغبة في التفاهم، وكنت أنت ميالا لهذه الفتاة، تراها صاحبة دين ومناسبة لك، وحصل لك توافق، فلا نرى أن تتركها بهذه السهولة، أما إذا أصروا على عنادهم واستمروا فيما هم فيه، فلا لوم عليك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يسهل عليك وعلى الفتاة أيضًا، وأن يقدر لك ولها الخير حيث كان ثم يرضيكم به.

ونحب أن نؤكد أن حق الوالدين عظيم، وأحسنت عندما كنت واضحًا في هذه المسألة، لكن أيضًا ينبغي أن تُدرك أن الزوجة عندما تقوم بخدمة الوالد أو الوالدة ينبغي أن تجد منك الإكرام، تجد منك التقدير، والمرأة إذا وجدت دعمًا معنويًا من زوجها والتشجيع والتقدير للمهام التي تقوم بها فإن الطاقات الكبرى تتفجر فيها، وتستطيع بعد ذلك أن تقدم عطاءً بلا حدود، فمن حقك أن تُكرم والديك، وأن يكونوا معك في البيت، ومن حق الزوجة أيضًا أن يكون لها مساحة من الخصوصية، وأن تجد منك الاحترام والتقدير والشكر على قيامها بهذا الواجب، وأن تبادلها المشاعر، فتحترم أهلها، وتبادلها الوفاء بوفاء.

نسأل الله أن يُديم عليك نعمة البر، وأن يجلب لك الاستقرار والسعادة، وأن يلهمنا وإياك الاستقرار والسداد والرشاد، والوفاء بالحقوق في كافة الاتجاهات ومع كل الناس، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولك التوفيق والسداد.

www.islamweb.net