شخصيتي تجنبية وأحس بأنني تائه في الحوارات!

2014-03-02 00:41:15 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه المرة الثانية التي أزور فيها هذا الموقع، ولكم جزيل الشكر.

تجرأت للذهاب إلى الطبيب المختص، وبدأت أسيطر على تفكيري السلبي على نحو معين، سائلا الله تعالى أن يعينني في تغيير نفسي.

هذه المرة سأطرح مشكلة أخرى أعاني منها وهي: شخصيتي التجنبية مقارنة مع باقي أصدقائي، مع أنني أحاول أن أقول أي شيء في أي لقاء وأبدو بشكل طبيعي، لكن أغلب الأحيان لا يكون عندي شيء أقوله.

أحس أن ثقافتي قليلة، ومعلوماتي محدودة، فما إن أصادف معلومة معينة من التلفاز، أو من حوار معين، أو حتى من المناهج الدراسية، تزول بعد فترة وجيزة.

أحس أنني تائه في كثير من الحوارات على مستوى الأهل والأقارب والأصدقاء، ولا أدري أهذا نوع من الأمراض أم هو ابتلاء؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا مجددا، وسررنا ببعض التحسن الذي تشعر به.

من الصعب فصل الموضوع السابق الذي حدثتنا عنه عن هذا الموضوع الوارد الآن في سؤالك هنا، فكلها أمور متداخلة مع بعضها، ومن الصعب الفصل بينهما.

كنا نحب أن نسمع منك ما العلاج الذي اتبعه الطبيب معك؟ هل هو العلاج الدوائي، أو العلاج النفسي، أو الاثنين معا؟ وكل يفيد، وطالما أنك على تواصل مع هذا الطبيب فاشرح له أيضا هذا الجانب من شخصيتك وحياتك، لعلاقة الأمور ببعضها، وقد يكون ما ورد في سؤالك هنا نتيجة للموضوع الآخر الذي حدثتنا عنه من قبل، وعندما نعالج الأول يتحسّن الجانب الثاني.

لا يفوتني هنا أن أشير إلى أمر يتعلق بطبيعة الحياة التي تعيشونها في العراق الحبيب من: العنف، ومتابعات الحروب، والنزاعات السابقة، فنحن قد لا نستطيع فصل كل ما يجري في المجتمع من قلة الأمان واحتمالات العنف والقتل..عن الصدمات النفسية للحروب والنزاعات، وعما يجري في الحياة النفسية للناس، وأنت منهم.

إن من أعراض هذه الصدمات النفسية: ضعف التركيز؛ بحيث يشعر الإنسان وكما ورد في سؤالك، أنه غير قادر على حفظ المعلومات وتذكر ما درس، وربما ليس هذا بسبب خلل في الذاكرة، وإنما ضعف في التركيز ابتداءً، فأنت تجد صعوبة في التركيز على المواد التي بين يديك، وبالتالي ستجد صعوبة في تثبيت المعلومات، مما يمكن أن يظهر على شكل ضعف القدرة على تذكرها.

حاول أن تخفف عن نفسك من بعض التوترات وصعوبات العيش في جوّ من التوتر، وذلك عن طريق ممارسة بعض الأنشطة والهوايات المسلية كالرياضة وغيرها مما يريح نفسيّتك وأعصابك، وبالتالي تستطيع العمل والتركيز.

أنصحك أيضا بفتح هذا الموضوع بالتفصيل مع الطبيب الذي تزوره لمتابعة العلاج.

وفقك الله، وكتب لك الصحة والسلامة.

www.islamweb.net