أدمنت على الكلوزابيكس بعد وفاة أخي، أرجوكم أرشدوني للتخلص منه
2014-02-23 01:09:24 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
منذ ثلاث سنوات عند وفاة أخي كرهت الحياة لدرجة تكرر الانفعالات الواردة من المنظر الأخير، لأني رأيت منظر أخي حين توفي، والمنظر لا ينسى أبدا، ذهبت صيدلية لطلب دواء مهدئ، فأعطاني الدكتور كلوزابيكس أو كلوزافكس، وقد أدمنته منذ ثلاث سنوات، وعند تأخيره ليوم أشعر وكأن جسمي يأكلني، وشعور بالبرد والحر في ذات الوقت، وأحيانا يصل بي الحال إلى ضرب رأسي بالحائط، ولا أقدر على الحركة.
أنا لا أستطيع الذهاب إلى دكتور أو مستشفى، وخائفة جدا من أن يعرف خطيبي، أريد أن أتخلص منه بأي طريقة، ولا أريد أن أخرج من بيتي أو أذهب لدكتور، وتوجد مشاكل بالعائلة تحتم علي البقاء وحدي، خطيبي يريد مساعدتي لأنه يعلم قدر مشاكلي العائلية، وهو كثيرا ما يطلب مني الذهاب إلى الدكتور لأن عائلتي لو علمت سأموت حتما، أرجوكم ساعدوني، أريد أن أتخلص منه بطريقة سريعة، ولا أريد أن أشعر بأي أعراض جسدية أو صحية، للعلم جسمي ليس نحيفا، وعمري 20 سنة، أرجوكم أريد التخلص منه، وأريد أن أعيش حياتي وأتزوج.
أنا أتناول حبتين الآن من الكلوزابيكس، كنت آخذ نصف حبة عند بداية المشوار، والآن آخذ حبتين، بدأت بأخذ الحبتين من سنة ونصف، أرجوكم أرجوكم يا أهل الخير حياتي ستدمر.
ملحوظة: الإيميل الخاص بالاستشارة خاص بصديقة، فقد أجبرت على استعماله لأني لا أعرف كيف ينشأ الإيميل.
وشكرا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
التخلص من الأدوية ليس بالصعب إذا كان الإنسان لديه العزيمة والإصرار، وتجنب النكران وما يسمى بالتبرير، أي دائمًا يجد لنفسه الأعذار للتوقف من الدواء.
بعض المختصين يرون أن مثل هذا الدواء يمكن التخلص عنه بطريقة سريعة جدًّا: تخفض الجرعة يوميًا بمعدل النصف إلى أن ينتهي الدواء، يعني أنت في ظرف ثلاثة إلى أربعة أيام يمكن أن تتوقفي عن الدواء، لكن قطعًا سوف تحدث لك بعض الآثار الانسحابية البسيطة، هذه قد تستغرق أسبوع ويجب تحملها، والعلماء الذين أيدوا هذا المنحى وجهة نظرهم أن الإنسان حين يتعرض لهذه الآثار الانسحابية، هذا يقوي من مقدراته الدافعية النفسية ويجعله أكثر صلابة وتزول عنه الهشاشة النفسية. هذه وجهة نظر أعتبرها جيدة.
الطريقة الأخرى هي: أن تتدرجي في التوقف عن الدواء حوالي مدة شهر إلى ستة أسابيع، هذا نوع من الانسحاب المتأني جدًّا من الدواء، وهو من وجهة نظري طريقة أيضًا جيدة.
ويمكنك أيضًا الاستعانة بدواء آخر لا يسبب التعود والإدمان، مثلاً عقار (بروزاك) والذي يعرف بـ(فلوزاك) في مصر، واسمه العلمي (فلوكستين)، يممكن أن تبدئي في تناوله بعد أن تخفضي جرعة الـ (كلوزابيكس) إلى النصف، وبعد أن تنتهي تمامًا وتقطعي الـ (كلوزابيكس)، استمري على الـ (بروزاك) لمدة شهر آخر بمعدل كبسولة واحدة في اليوم، ثم توقفي عن تناوله.
عليك أيضًا بممارسة بعض تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين الشهيق والزفير: وأنت جالسة على الكرسي في وضع مريح تأملي في حدث سعيد أو رددي بعض آيات القرآن الكريم سرًّا، ثم بعد ذلك خذي نفسًا عميقًا وبطيئًا عن طريق الأنف، املئي صدرك بالهواء، احبسي الهواء قليلاً في الصدر، ثم أخرجي الهواء عن طريق الفم بكل قوة وشدة – وهذا هو الزفير – كرري هذا التمرين خمس إلى ست مرات متتالية بمعدل مرة صباحًا ومرة مساءً، أيضًا فيه فائدة كبيرة جدًّا بالنسبة لك.
يجب أن تكوني أكثر ثقة في نفسك - أيتها الفاضلة الكريمة -، أنت - الحمد لله تعالى - مقدمة على الزواج، وهذا أمر طيب، ويجب أن تتحملي مسؤولياتك حيال نفسك وحيال زوجك، وأن تكوني دائمًا متفائلة، هذا مهم، وأنا متأكد أن أعراضك هذه هي أعراض عابرة - إن شاء الله تعالى -، لكن لا بد أن يكون عندك العزم والحسم التامين للتوقف عن الدواء الذي تحسين بالتعود حياله.
بالنسبة لتناولك الطعام، أرجو أن تنتظمي في طعامك، ولا بد أن يكون نظامك الغذائي صحيح، الحياة كلها تعتمد على أن نعيشها بصورة صحية، وصحيَّة الحياة تعني أن ينظم الإنسان غذائه، أن ينام نومًا صحيحًا ومبكرًا، أن يتواصل اجتماعيًا، أن يكون حريصًا في عباداته – خاصة الصلاة في وقتها – زيارة الأرحام، المشاركات الأسرية، الخطط المستقبلية الواقعية والمتفائلة، هذه هي الحياة، من ينتهج هذا المنهج – وهو ليس صعبًا – أعتقد يستطيع أن يسعد نفسه ومن حوله.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.