بعد العقد زوجتي وأهلها يرفضون سفرها معي للسويد، فماذا أفعل؟
2014-02-23 01:59:12 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب عمري 23 سنة، الأصل من فلسطين، ومقيم في السويد بسبب الدراسة، منذ فترة عقدت على فتاة قد اختارها الأهل لي، وهي من غزة، لم أدخل بها بعد، لكنني أحبها وتحبني، لكن تدخلات أهلها في شؤوننا الخاصة أتعبتني.
بعد عقد الزواج رفضت زوجتي وبشدة السفر معي للخارج بسبب أنها الوحيدة لأهلها، وأن أمها لا تتحمل فراقها، مع العلم أنها كانت موافقة على السفر معي منذ البداية، وقد وصل بها الحال أن طلبت مني الطلاق لتعبيرها عن رفضها الشديد، وأن أباها وأخاها هدداها بأن تنسى موضوع السفر.
أنا لا أريد أن أسبب لها المشاكل أو أظلمها معي، أنا لا أعلم ماذا أفعل؟ أفيدوني -جزاكم الله كل خير- فإن هذا الموضوع سبب لي الكثير من الضغوطات النفسية.
مع العلم أن ميعاد حفل الزواج قد اقترب، وهي تريد مني شراء أثاث بيت لكي نسكن بالإيجار لكي تضمن عدم سفري.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنقدر المعاناة التي أنت فيها، ونتمنى أن يُدرك أهل الفتاة أن الأصل هو أن تمضي الفتاة مع زوجها، ليس أن تمكث عند أهلها، فالفتاة دائمًا في البيت ضيف يوشك أن يعبر ليكوِّن بيتًا جديدا، وأسرة جديدة، وينبغي أن يسعدوا بهذا الزواج، ولكن إذا تعسر الأمر وصعب عليهم أن يوافقوا على هذا الشرط الذي لا يمكن أن تقبل إلا به؛ لأن الإنسان -خاصة في بلاد الغرب- إنما يتزوج ليعفَّ نفسه، وينقذ نفسه من الفتن التي تمشي على رجلين، وتتقحم على الناس غرفهم وخصوصياتهم.
ولذلك هذه مسألة ينبغي أن تكون واضحة، وكنا نتمنى أن نعرف رأي أسرتك والعقلاء والفضلاء من أهلها، ونحب أن نؤكد إذا كان رأي الفتاة من رأي أهلها، فنرى لك على الأقل الآن أن تتزوج زوجة أخرى، ثم بعد ذلك في المستقبل تنظر في أمرها وأمرك، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يأخذ بيدك إلى الحق والصواب، مع الأخذ باعتبارات أخرى، الأشياء التي يمكن أن تترتب عليك وعلى الفتاة، وعلى العلاقات بين الأسر، هل هي قريبة أم غير ذلك، المهم أن تنظر للموضوع من كافة الأبعاد، ويهمنا معرفة رأي أسرتك والخيارات البديلة المطروحة، ونسأل الله -تبارك وتعالى- لنا ولك التوفيق والسداد.
لكنا نؤكد أن الإنسان يتزوج لتكون الزوجة معه، يتزوج ليستقر، وأن أي امرأة ينبغي أن تتابع زوجها وتذهب معه إلى المكان الذي وجد فيه عمله ووجد فيه حياته ووجد فيه رزقه، ونتمنى أن تتفهموا -وأنتم معاشر الشباب- عادات الأهل، وتحاولوا دائمًا أن تلطفوا هذا الأمر، وأملنا في المتعلم أن يغيّر مثل هذه المفاهيم.
نسأل الله أن يقدر لك ولها الخير حيث كان، ثم يرضيكم به، ونشكر لك الثقة في الموقع والتواصل معه، ونتمنى أن نتابع معك، ونسمع عنك كل الخير، ونرجو أن يكون العقلاء هنا وهناك لهم رأي في هذه المسألة؛ لأنها من الوضوح بمكان، وحبذا لو جاء التوجيه من أطراف لهم صلة بالفتاة، حتى ينصحوا لأسرتها ولأهلها، ونؤكد أن فراقهم لها سيكون لأيام، وبعد ذلك سيعتادون وتعتاد، وستأتيهم -إن شاء الله تعالى- ومعها أطفال يُدخلون السرور عليها وعليهم.
نسأل الله الهداية للجميع.