أخي الصغير أصبح معتمدا علينا في خدمته، ما نصيحتكم؟

2014-03-06 02:27:25 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
نشكركم على هذا الموقع المفيد جزاكم الله خير الجزاء.

لي أخ لا يعلم ما هو مرضه، عجز الأطباء عن تشخيصه بقولهم إنه سليم، ولا يوجد بالتحليل ما يدل على وجود مرض، وهو يعاني من وجع بالمفاصل والأعصاب، لصعوبة المشي، وبحكم بحثي تبين لي أنه قريب جدا من مرض الرومايتزم.

كذلك لوجود كسل، وعدم خدمة نفسه، فتضطر أمي لتنظيفه وتلبيسه، وهو يبلغ من العمر 13 عاما، وأنا كذلك أنظفه وتنكشف عورته، فأقول لأمي: قال الأطباء: إنه لا وجود لمرض، وإنما كسل، ولابد أن يعتمد على نفسه، فتغضب أمي وتدعو أن ربي يرزقني طفلاً مثله.

أخي هداه الله إذا لم يجد أمي في البيت يعتمد على نفسه، وإن وجدها تكاسل بشكل كبير، كذلك إذا قلنا له سوف نذهب لمكان يحبه فهو أسرع شخص باللباس والنزول، وإذا قلنا سوف تذهب للمدرسة أو إلى شيء لا يحبه فهو أكسل وأبطأ شخص!

هل أنا مخطئة وعاقة بتبريري أمام أمي أنه لابد أن يعتمد على نفسه، وأن هذا العمل معه سوف يفسد حياته لاتكاله علينا بجميع الأمور؟ وما حكم كشف عورته أمامي وأمام أختي وأمي؟ مع العلم أنه بمقدرته تنظيف نفسه، لكن الاستحمام يصعب عليه نوعاً ما.

ما ذا نفعل بنفسيته؟ فهو دائما متكدر إذا طلبنا منه أن يعمل بنفسه من دراسة من لبس ومن تنظيف، وهل دعاء أمي علي قد يستجاب؟ مع العلم والله أني ناصحة وفاعلة خير لأخي، لأننا لا نعلم ما مدى بقائنا معه، لابد أن يعتمد على نفسه.

أجيبوني مشكورين.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نالا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.

نعم، ما تذكرينه يثير القلق، إلا أنه مهم جدا مراقبته إن كان هناك تورم في مفاصله، أو إن كان هناك ضمور في العضلات، أو ضعف عندما يقوم هو بنفسه، خاصة في الصباح، فإن التهاب المفاصل مثل الروماتويد يترافق مع انتفاخ في المفاصل، وتيبس شديد عند الصباح، ثم يتحسن الوضع تدريجيا مع الوقت، إلا أنه عند النظر إلى المفاصل ترين أن هناك تورما وصعوبة في استخدام اليدين، ويجب أن يتم مراقبته إن كان هناك صعوبة في القيام من الكرسي إن كان يستطيع ذلك أو أنه يعتمد على يديه لكي يقوم من الكرسي، فإن كان يعتمد على يديه فإن ذلك قد يدل على ضعف العضلات.

أما التهاب الأعصاب فإنه يسبب ضمورا في العضلات، ويسبب كذلك حصول تنميل وتخدير أيضا في الأطراف، ولابد وأن الأطباء قد فحصوه وتأكدوا من عدم وجود أي مرض في المفاصل، والعضلات والأعصاب، وخاصة أنه كما تقولين إنه عندما لا تكون والدتك في البيت فإنه يقوم باللبس والنزول، وعندما يكون الأمر متعلقا بالذهاب إلى المدرسة فإنه يتباطأ!

أنا أفضل أن تتم مراقبته في غرفته دون أن يشعر، كأن تضعي جوال ذا كاميرا لترين ماذا يفعل إن كان لوحده، ويمكن أن تري ذلك للوالدة لكي تقتنع، أقول ذلك لشعورك أنه يتمارض.

على كل حال: إن أمكن إجراء تحليل الفيتامين د وESR و CPK فهذا يساعد على استبعاد أي التهاب في المفاصل أو التهاب في العضلات، وإن أمكن عرضه على طبيب مختص بأمراض الروماتيزم لكي يقوم بفحص العضلات والمفاصل.

كذلك سيقوم بفحص قوة العضلات والإحساس، للتأكد من عدم وجود التهابات في المفاصل والعضلات، أو أي ضعف للعضلات بسبب آخر غير التهاب العضلات.

كذلك طبيب الأمراض النفسية سياعدك في معرفة كيفية التعامل معه إن شاء الله.
++++++++++
انتهت إجابة د. محمد حمودة. استشاري أول - باطنية وروماتيزم
وتليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي. مستشار الشؤون الأسرية والتربوية
++++++++++

مرحبًا بك ابنتنا العزيزةَ في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يرزقك البر بأمك، وأن يعينك على الإحسان إليها، فإن بر الأم من أنفع الوسائل وأقربها إلى دخول الجنان، والوصول إلى رضا الرب سبحانه وتعالى، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (رضا الرب في رضا الوالد) وقال -عليه الصلاة والسلام-: (الوالد أوسط أبواب الجنة) يعني أفضل أبواب الجنة، وفي الحديث (الزمها فإن الجنة عند رجلها).

الأحاديث في هذا المعنى كثيرة -أيتها البنت العزيزة- ومن ثم فنصيحتنا لك أن تبذلي وسعك في الوصول إلى رضا أمك ما دام ذلك في غير معصية، وسواء لزمك ذلك الشيء أو لم يلزمك شرعًا، فإن البر والإحسان للوالدة منه ما هو فرض ومنه ما هو مستحب، فابذلي ما تستطيعينه مما يُرضي أمك عنك، ما دام في طاعة الله وبعيدًا عن معصيته، واجعلي هذا أصلاً وقاعدة تمشين عليها وتحكمين بها تصرفاتك، إلا إذا أمرتك أمك بمعصية الله، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، أو أمرتك بشيء يضرك ولا منفعة لها فيه، فلا يلزمك الطاعة حينئذ.

لن نفصل فيما يجب عليك أن تطيعيها فيه وما لا يجب، لأننا نظن أنك لو حرصت على إرضائها بما تقدرين عليه فإن ذلك ينفعك عند الله تعالى، كما أنه يستجلب رضا والدتك عنك، ولا تسألي -أيتها البنت العزيزة- عن الثمرات التي ستجنينها من وراء رضا أمك عنك سواء في دنياك أو في آخرتك.

أما بخصوص الأسئلة التي سألت عنها فإن هذا الولد لا نستطيع نحن أن نشخص حالته، وهل هو مريض فعلاً أو غير مريض؟ يمكن أن يفيدك الأطباء في ذلك، أما من الناحية الشرعية: فما دام يقدر على تنظيف نفسه فإنه لا يجوز لأحد أن يطلع على عورته، ولا بأس بعد ذلك في إعانته في الاغتسال إذا ستر عورته، وينبغي أن تُوصلي هذه الحقيقة إلى أمك بأسلوب هادئ وليِن، فإن الرفق ما كان في شيء إلا زانه، وما نُزع من شيء إلا شانه.

نوصيك بأن ترفقي بأخيك هذا، وبأمك، دون أن تقعي في معصية الله تعالى، وحاولي أن تبيّني لأمك الآثار والنتائج الطيبة التي سيجنيها هذا الأخ الصغير فيما لو حاولت أن تعوده وتدربه على الاعتماد على نفسه، والتجاوز لهذه الحالة التي هو فيها، وبأسلوب الإقناع بالرفق واللين وبيان النتائج الطيبة التي ستحصل له، ستقتنع الوالدة بما تطرحينه عليها، وستحاول هي ذلك بنفسها.

نظن أن الجواب عن إجمال الأسئلة قد حصل، أما بخصوص دعاء أمك عليك فنحذرك من إغضاب أمك، احذري ذلك كل الحذر، ولكن اعلمي جيدًا أن الله تعالى حكم عدل وأن دعوة الوالدة إذا كانت بغير حق فإن الله تعالى لا يقبل من الدعاء ما كان فيه اعتداء، كما قال سبحانه وتعالى: {ادعو ربكم تضرعًا وخفية ولا تعتدوا إنه لا يحب المعتدين}، والله عز وجل لا يقبل من الدعاء ما كان فيه إثم أو قطعية رحم، كما صحَّت بذلك الأحاديث، لكن نؤكد ثانية ضرورة الحذر من الوقوع فيما يُغضب الوالدة، فربما دعت عليك في وقت من الأوقات بسبب عصيانٍ بسيط لها، فتصادف تلك الدعوة وقت الإجابة.

نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.

www.islamweb.net