الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mahmoud حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أيها الفاضل الكريم، الذي حدث لك حين كنت تتحدث بالهاتف هو نوع من الصدمة النفسية الحادة كما ذكرت وتفضلت، وأخذت طابعا نسميه بنوبة الهرع أو نوبة الهلع، بعد ذلك توالت الأعراض وأصبحت تعيش نوعا من القلق التوقعي، وبدأت تظهر لديك هذه الأعراض النفسية الجسدية، والأمر كله يتمركز حول القلق.
أيها الفاضل الكريم، يعرف تماما أن نوبة الهرع نسبة لشدتها تؤدي إلى خواطر سلبية، وإلى ارتدادات سلبية في مشاعر الإنسان، وتجعله يتوجس ويكون أكثر غرابة في نفسه، فيما يخص حتى التغيرات الفسيولوجية البسيطة، وهذا في حد ذاته يؤدي إلى ما نسميه بالقلق التوقعي -أي الإنسان يكون دائماً متحفزا ويرسم خارطة ذهنية مستقبلية، تقوم على التوجس والقلق والوسوسة.
هذا هو الذي تعاني منه وليس أكثر من ذلك، وحالتك سوف تزول إن شاء الله تعالى، قلل من هذه الأعراض من خلال تجاهلها، انخرط في عملك، تواصل مع أصدقائك، عليك بإدارة الوقت بصورة ممتازة، بأن تمارس الرياضة، الصلاة في وقتها في المسجد، وأن تجعل لحياتك معنى وهدفا، هذا مهم جداً، لأن عدم وجود هدف حقيقي في الحياة يؤدي إلى فراغ زمني، وإلى فراغ ذهني وكلاهما سيء.
أما الإنسان الذي لديه أهداف آنية ثم أهداف مستقبلية ويضع الخطط التي توصله إلى ذلك بجدية بعد أن يقدم مشيئة الله تعالى دائماً لا شك أنه سوف يصرف انتباهه عن الأعراض والتوترات ونوبات الهرع، أيضاً يمكنك أن تطبق بعض تمارين الاسترخاء، ويمكنك أن تستفيد من استشارة إسلام ويب التي تحت رقم، (
2136015) فيها كثير من التفصيلات الجيدة والمهمة جداً.
العلاج الدوائي يا أخي أراه مكملا للعلاجات السلوكية الجسدية التي تتحدث عنها، والعلاج الدوائي لا أقول إنه الوحيد المؤثر، لكن أراه مهما، والحمد لله تعالى الآن بين أيدينا أدوية ممتازة وسليمة جداً.
تحتاج لدواء واحد فقط مثل عقار لسترال Lustral، أو ما يعرف بزولفت (Zoloft ) ويسمى علمياً سيرترالين Sertraline، جرعة بسيطة حبة واحدة في اليوم، تبدأ بنصف حبة أولاً هي 25 مليجرام تتناولها ليلاً لمدة عشرة أيام، بعد ذلك أرفعها إلى حبة كاملة استمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول العلاج.
وإن أردت أن تقابل الطبيب النفسي فهذا أمر جيد، ونحن نؤيده جداً لأنه سوف يؤدي إلى المزيد من الطمأنينة بالنسبة لك.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.