شعور بعدم الشبع من الطعام الذي أشتهيه مهما أكلت منه

2014-03-06 03:46:01 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب أبلغ من العمر 22 عاما، منذ أن كنت صغيرا كانت أمي تمنع مني الطعام، وكانت لا تعطيني إياه إلا بقدر، بمعنى أصح كنت أحس منها حرماني من الطعام.

وعندما كبرت وأصبحت أملك المال لأشتري به ما أشتهي, أصبحت عندما أشتري أي طعام أشتهيه لا أشبع منه مهما أكلت منه، فماذا أفعل أفيدوني أفادكم الله؟!

أشكركم جزيلا لحسن الاستقبال والرد على الرسالة، ونفع الله بكم الأمة الإسلامية، وجزاكم الله خير الجزاء.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فكرة الحرمان من الطعام ربما تكون مقبولة من الأطفال؛ لأنهم بطبيعتهم يحبون الأشياء والأطعمة الحلوة ولا يملون من تناولها، وتخاف الأم الحنون على فلذة كبدها، وتحاول تقليل كمية الحلويات التي يتناولونها قدر الإمكان، وقد يعتبر الأطفال ذلك نوعا من الحرمان، وهو في الحقيقة نوع من الحب والحنان، ولكن يجب أن نغير في كبرنا من تلك الفكرة عندما نستوعب لماذا حرمنا من بعض الأطعمة في الطفولة؟

وأخطر ما في الموضوع: هو تناول الحلويات والشوكولاتة، والعصائر، والسكر عموما؛ لأنه وبسبب سهولة امتصاص السكريات ترتفع نسبة الكسر في الدم فيزيد إفراز هرمون الأنسولين من البنكرياس، وهو المسؤل عن حرق السكر وتخزينه فى الجسم على صورة دهون، فيقل مستوى السكر في الدم، فنشعر بالجوع مرة أخرى فنأكل شيئا آخر، وتتكرر نفس العملية السابقة، ونظل طوال الوقت في هذه الحلقة المفرغة، ولن يأتي الإحساس بالشبع مع هذه الوجبات الخفيفة مهما أكلنا منها، ويمكن دون أن تدري أخذ أكثر من 5000 سعرة حرارية يحرق منه 1700 ويخزن الباقي، ويزيد الوزن، ونشعر بالإحباط من عدم القدرة على إنقاص الوزن.

وهذا هو سر زيادة الإقبال على الطعام، بالإضافة إلى أن الإنسان له الخيار في بعض الأمور، منها: السيطرة على الوزن، فلا أحد يجبرك على تناول المزيد من الطعام؛ حيث إن الوزن الزائد والسمنة من أخطر الأمراض التي يصاب بها الإنسان؛ لأنها تؤثر على كافة أعضاء الجسم، وزيادة الدهون في الجسم مسألة فيها خطر كبير، ووضع المعدة في حالة امتلاء دائم يزيد من حجم المعدة زيادة كبيرة؛ وبالتالي لا يكفي القليل من الطعام بعد ذلك ليعطيك الإحساس بالشبع، وأصبحت عملية قص منتصف المعدة بالطول من العمليات الجراحية المنتشرة في هذه الآونة لإنقاص الوزن.

والأطعمة توضع على مقياس يسمى ب: glycemic index أو مؤشر وتركيز الجلوكوز في الطعام، ويأتي في مقدمة الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الجلوكوز: التمر، والعسل، ويأتي في ذيل القائمة الأطعمة التي تحتوي على قليل من الجلوكوز مثل البروكلي، والقرنبيط والأعشاب الخضراء والبقوليات والحبوب، ويأتي في منتصف القائمة الموز، ونرى العنب، والمانجو، يحتوي على سكر أعلى من الموز، والخيار أقل من الجزر، وبالتالي يمكن لك تحديد قائمة طويلة من الأطعمة ذات السعرات الحرارية القليلة، وتكون هي طعامك المفضل، بالإضافة إلى الأسماك المشوية، والدجاج المشوي بعيدا عن الزيوت والمقليات، والسكريات والحلويات والمياه الغازية.

ولا تنسى أن المعادلة قد تغيرت وأصبح الكبار هم من يحبون الطعام مثلهم مثل الأطفال، فيجب الحرص على بر الوالدة إذا كانت موجودة -حفظها الله- بأن تعطيها من الطعام ما يكفيها وتزيد من الأصناف المغذية التي تفيدها، ولا ترفع لها نسبة الكوليستيرول أو الضغط، وبهذا لن تحرمها، ولكن ستحافظ على صحتها وتدعو لها بطول العمر وموفور الصحة.

وفقك الله لما فيه الخير.

www.islamweb.net