أشكو العديد من المشاكل والأمراض النفسية منذ 13 عاما.. فأرشدوني!
2014-03-25 03:53:30 | إسلام ويب
السؤال:
مشكلتي بدأت منذ 13 سنة من الأمراض النفسية، الأمراض وهي: القلق النفسي واكتئاب، عانيت لمدة سنة كاملة فقدت فيها 14 كلغ حتى نصحتني إحدى أقاربي بالتوجه لطبيب نفسي، وفعلا ذهبت رغم أنني كنت متأكدا بأني أعاني من مس شيطاني.
عندما توجهت إليه طمأنني وعرفني بالأمراض النفسية، المهم تحسنت حالتي كثيرا، ولكن عندما أتعرض لأي انتكاسة بسيطة تعاودني الأمراض، لكن ليس لهذا المستوى الذي وصلت إليه الآن.
وفي في أواخر 2012 تعرضت لصدمة قوية أصبت على إثرها بقلق نفسي شديد يتمثل في الخوف الشديد من المستقبل، أفقدني النوم ليلا لمدة 9 شهور، فقررت الرجوع إلى الطبيب النفسي الذي عالجني في السابق، ولكن حالتي لم تستجب للأدوية التي يصرفها لي، كل شهر يغير لي الدواء ويحقنني بإبرة، كل شهر تزداد حالتي سوءًا حتى بدأت أخاف منه! حالتي الآن مزرية جدا!
لكي لا أطيل عليك -أخي الحبيب-: الآن تطورت معي الحالة جدا جدا، أنا الآن أسير المنزل، أعاني من قلق حاد واكتئاب وصداع، الرغبة في الصراخ، الرعشة، كتمة في الصدر، زوغان في العين، ودوخة ونوبات الهلع (حتى في المسجد)، الكوابيس، الإعياء الذهني والعقلي، واختلال الأنِّية، أرى كل شيء غريبا، حياتي تغيرت 180 درجة، وساوس بشتى أنواعها -ومنها خصوصا- بأني فقدت عقلي.
بدأت تنتابني وساوس متعلقة بالعنف، فأصبحت أخاف من دخول المطبخ؛ خوفاً من استخدام السكين لإيذاء نفسي أو أهلي، وأخاف من قطع الطريق خوفاً من أن ألقي بنفسي أمام سيارة مسرعة، وعند ركوب السيارة أخاف أن أفقد صوابي، وعند فتح بابها ألقي بنفسي، وأحياناً أحس برغبة عارمة بالصراخ حتى وأنا في المسجد! وأخاف أن أنسى نفسي وأصرخ أمام الناس في الأماكن العامة، وعندما أتكلم مع شخص وجهاً لوجه أخاف أن أفقد السيطرة على يدي فأضربه، وأخيراً أصبحت أحس بشعور غريب!! أحس كأني في حلم ولست في الواقع، حياتي أصبحت جحيما بسبب ذلك الطبيب!
شخص حالتي أرجوك يا دكتور!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abderahman حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أتفق معك أن محتوى وساوسك من النوع السخيف (وساوس التفوه، وساوس الميل للعنف، وساوس الهروب من مكان) هذه وساوس معروفة، ومؤلمة لصاحبها، لكن بفضل من الله تعالى لا أحد يقوم أبدًا بتنفيذ واتباع هذا النوع من الوساوس، هذا مثبت علميًا وعمليًا، فأرجو أن تطمئن -أيها الفاضل الكريم-.
وساوسك في معظمها وساوس فكرية، وهذه تستجيب للعلاج بصورة ممتازة جدًّا، وبقية الأعراض التي لديك هي أعراض قلقية نفسوجسدية، وهذا كله أدى أيضًا إلى عسر ثانوي في المزاج، قد يُشعرك بالكدر من وقت لآخر.
أيها الفاضل الكريم: إن ذهبت إلى الطبيب فذلك أفضل، وإن لم يوافقك هذا الطبيب فالأطباء كثر والحمد لله، وإن صعب عليك كل هذا فالمطلوب هو الالتزام بتناول العلاج الدوائي، هنالك أدوية فعالة جدًّا، وهذا النوع من الوسواس يستجيب بصورة رائعة لعقار يعرف تجاريًا باسم (زولفت)، ويعرف أيضًا تجاريًا باسم (لسترال) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين)، وربما تكون له مسميات تجارية أخرى في المغرب، يُضاف إليه عقار آخر يعرف تجاريًا باسم (رزبريادال)، ويعرف علميًا باسم (رزبريادون) بجرعة صغيرة.
جرعة السيرترالين هي أن تبدأ بحبة واحدة، وقوة الحبة خمسون مليجرامًا، تناولها ليلاً لمدة شهر، ثم اجعلها حبتين ليلاً لمدة شهر آخر، ثم اجعلها ثلاث حبات يوميًا، تناول حبة واحدة في الصباح وحبتين ليلاً، وجرعة المائة وخمسين مليجرام هذه هي الجرعة العلاجية الصحيحة والتي يجب أن تستمر عليها لمدة أربعة أشهر، بعد ذلك خفضها إلى حبتين ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم حبة واحدة ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم حبة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر.
الدواء الآخر الذي يجب أن تتناوله وبجرعة صغيرة هو الرزبريادون، والجرعة هي واحد مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، هذا دواء تدعيمي.
أيها الفاضل الكريم: أوضحت لك الجرعة التمهيدية والجرعة العلاجية ثم الجرعة الوقائية. السيرترالين دواء متميز وغير إدماني، فقط ربما يؤدي إلى زيادة في الوزن بسيطة، وهذه يمكن التغلب عليها من خلال التحكم في الطعام، وقد يؤخر الإنزال المنوي عند الجماع بالنسبة للمتزوجين.
سوف تحس تحسناً ظاهرًا جدًّا بعد سبعة إلى ثمانية أسابيع من تناول الدواء -إن شاء الله تعالى-، والالتزام بجرعة العلاج في وقتها هو الأمر المطلوب.
الخطوة الأخرى والتي يجب أن تمارسها باستمرار هي دفع هذه الوساوس، وتحقيرها، وعدم اتباعها، والاستعاذة بالله تعالى من الشيطان الرجيم، ويجب ألا تناقش الوسواس. الإكثار من مناقشة الوسواس وتحليله يجعله أكثر قوة وصلابة، فلا تلجأ لهذا الأمر.
نقطة أخرى هي: أن تصرف انتباهك من خلال الاجتهاد في عملك، وأن تُكثر من التواصل الاجتماعي، وأن تمارس الرياضة الجماعية، كن من الذين تحفهم الملائكة في حِلق القرآن، لأن هذا أيضًا فيه بعث على الطمأنينة الداخلية، مما يساعد الإنسان على إدراك نفسه بصورة أفضل.
هذا هو الذي أود أن أنصحك به -أيها الفاضل الكريم- وأسأل الله تعالى لك الصحة والعافية.